الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءه منهجيه لدلالات قرار نقل السفارة الامريكيه إلى القدس .. بقلم: د. صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
نشر في سودانيل يوم 13 - 12 - 2017

دليل جديد ينقض خرافه كون الولايات المتحدة الامريكيه راعى محايد للسلام:
إن هذا القرار هو مجرد دليل جديد ينقض خرافه أن الولايات المتحدة الامريكيه يمكن أن تكون راعى محايد أو وسيط نزيهة لتحقيق سلام عادل بين الصهاينة والشعب الفلسطيني- والتي لا توجد إلا في رؤوس دعاه التبعية والخضوع للاستعمار الجديد الاميربالى الامريكى- فالولايات المتحدة الامريكيه وعبر اداراتها المتعاقبة منحازة إلى الصهاينة، والخلاف بين هذه الإدارات المتعاقيه هو فقط في درجه هذا الانحياز ، ومرجع هذا أن الولايات المتحدة الامريكيه هي القائدة الحالية للنظام
الراسمالى-الليبرالي- كنظام اقتصادي تطور إلى استعمار قديم (الاستعمار البريطاني)،هو الذي أقام دوله إسرائيل كحارس للتجزئة في هذه المنطقة (وعد بلفور)، واستعمار جديد ( الامبريالي الأمريكي) هو الذي يتولى حمايتها (قيام السياسة الامبريالية في المنطقة العربية على ضمان امن إسرائيل)، هذا النظام الاقتصادي الراسمالى - الذي تتولى قيادته الولايات المتحدة
الامريكيه- هو الذي أتاح للصهيونية التحكم في موقف الدول الغربية -الليبرالية - من الصراع العربي / الصهيوني لصالح الصهيونية ،بواسطة الاستيلاء على البنوك والمؤسسات المالية وأجهزه الإعلام...وفيما يتصل بقرار نقل السفارة الامريكيه للقدس، وما يترتب عليه من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإننا نجد أن الاداره الامريكيه بشقيها التنفيذي والتشريعي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل،وان الكونجرس الأمريكي اصدر قانونا عام 1995 في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل"، ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس ، لكن الرؤساء الذين تلو كلينتون عرقلوا تنفيذ القانون كل 6 أشهر تحت بند "حماية المصالح الحيوية للولايات المتحدة"،كما وقع ترامب في يناير الماضي، مذكرة تأجيل نقل السفارة كما فعل غيره من الرؤساء،إلا أن اصدر قرار نقل السفارة الامريكيه إلى القدس 6 ديسمبر 2017.
دليل جديد ينقض خرافه أن مشاريع التسوية مع الكيان الصهيوني سئؤدى إلى استرداد حقوق الشعب الفلسطيني : وهذا القرار هو أيضا مجرد دليل جديد ينقض خرافه أن مشاريع التسوية مع الكيان الصهيوني (مدريد، أسلو، المبادرة العربية للسلام ، حل الدولتين، صفقه القرن ...) ستؤدى إلى استرداد الحقوق الوطنية والقومية والدينية للشعب الفلسطيني- والتي لا توجد إلا في رأس دعاه التطبيع-لان هذه المشاريع هي استسلام ينتهي إلى هضم هذه الحقوق وليس سلام - حقيقي- يؤدى إلى استرداد هذه الحقوق . فهذا القرار يلزم منه إعطاء شرعيه للكيان الصهيوني في المضي قدما ، في سياسته ألقائمه على عدم الالتزام بتلك الاتفاقيات ، واستمراره فى هضم حقوق الشعب الفلسطيني ( ومن ضمنها محاوله تهويد القدس وطمس هويتها العربية الاسلاميه).
وصول مرحله التعطيل الارتدادي للاراده الشعبية العربية على المستوى الرسمي الى ادنى مراحلها: كما أن هذا القرار هو دليل على وصول مرحله التعطيل الارتدادي للاراده الشعبية العربية على المستوى الرسمي إلى ادني مراحلها، هذه المرحلة التي بدأت بتولي الرئيس / محمد أنور السادات السلطة في مصر 1970، ومحاولته الارتداد "السياسي "عن مجمل سياسيات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، المتسقة- على وجه الإجمال- مع أهداف الاراده الشعبية العربية في الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية– بدعم من الغرب بقياده الولايات المتحدة الامريكيه - بانتقاله من مناهضه الاستعمار بكافه أشكاله "القديم والاستيطاني والجديد "، إلى التبعية للولايات المتحدة الامريكيه " تحت شعار 99 في المائة من أوراق اللعب بيد أمريكا"، والخضوع التام لسياستها الامبريالية في المنطقة، ومن مناهضه الكيان الصهيوني ودعم القضية الفلسطينية ، إلى توقيع اتفاقيه سلام مع الكيان الصهيوني"كامب ديفيد" ، ما يعنى إعطاء شرعيه للاغتصاب الصهيوني لفلسطين ،وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني ، ومن السعي لاقامه تنميه مستقلة وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى تطبيق النظام الاقتصادي الراسمالى الربوى، تحت شعار الانفتاح الاقتصادي ،ومن التضامن العربي ، إلى قطع العلاقات مع الدول العربية، ثم سير عدد من الانظمه العربية في نفس هذا الخط. وانتهت هذه المرحلة إلى تردى النظام السياسي العربي- بكل اجزائه - من التجزئة"
الشعوبية " (الدول العربية الاقليميه التي تأسست بموجب اتقافيه سيكس بيكون 1916) إلى التفتيت" الطائفي "(تنامي الدعوات الانفصالية ، ومحاولات إنشاء دويلات قائمه على أساس طائفي أو عرقي) ، مع انزلاق بعض أجزائه نحو الفوضى (نشوء صراعات مسلحه والحروب الاهليه في هذه الأجزاء).. والدليل على صحة ما سبق: أن قرار قرار نقل السفارة الامريكيه إلى القدس صدر من الكونجرس الأمريكي منذ عام 1995 –كما اشرنا أعلاه - دون أن يتحرك النظام السياسي العربي للضغط على الإدارات الامريكيه المتعاقبة للتراجع عن هذا القرار ، كما أن ترامب صرح بنيته نقل السفارة أثناء حملته الانتخابية ، دون أن تعترض النظم السياسية العربية على تصريحاته ، بل على العكس سعت هذه النظم إلى توطيد علاقتها مع إدارته ، وأقامت معها تحالفات عسكرية وأمنية وصفقات اقتصاديه ضخمه، كما يرجح كثير من المحللين أن يكون ترامب قدر اعلم هذه النظم بهذا القرار قبل إصداره ،وأخيرا فان موقف النظام السياسي العربي بكل أجزائه لم يتجاوز الشجب والادانه والاستنكار والتنديد والتحذير وإبداء الأسف ، دون أن يتخذ اى خطوه عمليه كقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكيه .
مؤشر جديد على مرحله تفعيل الاراده الشعبية العربية على المستوى الشعبي:
إذا كان الموقف السلبي للنظام السياسي العربي من قرار نقل السفارة الامريكيه القدس ، هو مؤشر على كون الاراده الشعبية العربية في ادني مراحل مرحله تعطيل الارتدادى للاراده الشعبية العربية على المستوى الرسمي ، فان الرفض الشعبي العربي داخل الوطن العربي للقرار ، يمثل مؤشر جديد على مرحله تفعيل الاراده الشعبية العربية على المستوى الشعبي ، ذلك أن التعطيل "الارتدادي" للاراده الشعبية العربية على المستوى الرسمي ، قد فتح المجال أمام تفعيلها على المستوى الشعبي - فضلا عن تمهيد الطريق أمام انتقالها من مرحله التفعيل الزعامي إلى مرحله التفعيل الجماهيري ، والتي يدعمها تطور وسائل الإعلام الاتصال ، وظهور الخاصية التفاعلية للإعلام- وقد حققت الاراده الشعبية العربية في أول مراحل هذه المرحلة - اى مرحله التفعيل التلقائي، والتي اخذت شكل رد الفعل العاطفي الانفعالي، ضد مظاهر تردى النظام السياسي العربي ، ومراحل تطبيق المشاريع التي تهدف إلى إلغاء الإرادة الشعبية العربية "كمشروع الشرق الأوسط الجديد الامبريالي الصهيوني - الكثير من الانتصارات ، بدون أن يمثلها أو يعبر عنها أو يسعى لتحقيق أهدافها اى نظام سياسي معين ومن هذه الانتصارات :تنامي المقاطعة الشعبية العربية للكيان الصهيوني ومناهضه التطبيع معه،والتي أضرت بالاقتصاد الاسرائيلى، وساهمت في الضغط – الاقتصادي – على الكيان الصهيوني، وتقديم دعم –معنوي- للشعب الفلسطيني، و استمرار المقاومة الشعبية الفلسطينية لهضم الكيان الصهيوني لحقوق الشعب الفلسطيني ، ممثله في الانتفاضات الشعبية الفلسطينية الثلاثة: انتفاضة أطفال الحجارة عام
1987 والتي أجبرت الكيان الصهيوني على الاعتراف بالسلطة الفلسطينية . ثم انتفاضة الأقصى عام 2000, والتي أدت إلى تعاطف العالم مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وهو ما اثمر اعتراف العديد من الدول بالسلطة الفلسطينية . ثم ثوره السكاكين 2015, والتي أربكت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية داخل الكيان الإسرائيلي. ثم أخيرا الإضراب العام في الاراضى الفلسطينية، المؤيد لمطالب الاسرى المضربين عن الطعام في المعتقلات الاسرائيليه، والذي انتهى برضوخ سلطه الكيان الصهيوني لمطالبهم ،ثم المظاهرات الرافضة لإجراءات تقييد دخول المصلين المسجد الأقصى والتي أجبرت الكيان الصهيوني على التراجع عنها ، وأخيرا ألانتفاضه الشعبية الفلسطينية الاخيره، ضد قرار نقل السفارة الامريكيه إلى القدس . غير ان الضمان الحقيقي لاستمرار هذه الانتصارات وعدم إجهاضها، انتقال الاراده الشعبية العربية إلى المرحلة الثانية من مراحل تفعيلها ، اى مرحله التفعيل ألقصدي والتي تتجاوز رد الفعل العاطفي- التلقائي/ المؤقت- إلى الفعل العقلاني- المستمر – المنظم / المؤسساتي "اى القائم على تأسيس مؤسسات ،هيئات ، منظمات،لجان ....شعبيه، تعبر عن الاراده الشعبية في كل المستويات ".حيث أن الاداره الامريكيه تراهن على تلاشى الرفض الشعبي العربي والفلسطيني للقرار بشكل تدريجي بمرور الزمن ( لذا تطلق على المظاهرات الشعبية العربية اسم "غضب الثلاثة أيام" ) .
مؤشر جديد على فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد "الامبريالي الصهيوني" :كما أن الرفض الشعبي العربي، لقرار نقل السفارة الامريكيه إلى القدس ، هو مؤشر جديد على فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد "الامبريالي الصهيوني" – الذي يهدف إلى الارتداد بالنظام السياسي العربي من مرحله التجزئة "الشعوبية" ، إلى مرحله التفتيت "الطائفي"، مع بقاء إسرائيل كحارس لهذا التفتيت ، والذي كانت بدايته الفعلية بعد وفاه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر 1970، وتولى الرئيس السادات السلطة في مصر- في تحقيق هدفه المتمثل في إلغاء الاراده الشعبية العربية وان نجح في تعطيلها، ورغم أن هذا المشروع قد نجح في الارتداد بالنظام السياسي العربي خطوات تجاه التفتيت على أساس طائفي، لكنه فشل في التحكم في هذا الارتداد ، فافرز عدد من الظواهر،التي تجاوز تأثيرها السلبي النظام السياسي العربي، إلى الدول والقوى التي تقف خلف هذا المشروع ، من هذه الظواهر : ظاهره الإرهاب ، وتدفق أللاجئين على الغرب، والفوضى الناتجة من إسقاط الولايات المتحدة لبعض النظم العربية، ومحاولتها تحويل ثوره الشباب العربي من مسارها الجماهيري السلمي ،إلى مسار طائفي مسلح فى بعض الدول العربية ، مما اضعف مقدره الولايات المتحدة ذاتها على فرض إرادتها السياسية على النظم السياسية اللاحقة على هذه الأحداث.
مؤشر جديد على ضعف الذراع الايمن لقهر الشعوب "الامبريالية الامريكيه":
بداية يجب التمييز بين أمريكا كشعب، وأمريكا كنظام امبريالى، اى كقائده للنظام الراسمالى الذي نشا في أوربا ،وأصبحت أمريكا قائدته في مرحله لاحقه، و امتد إلى كل أطراف الأرض، فارضا إرادته على أراده الشعوب والأمم بالسيطرة العسكرية والاقتصادية والثقافية .فقد مضت فترة من الزمان كان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية حليفان – موضوعيا- في قهر الشعوب، غير أن تنافسهما على الاستبداد بالأمم والشعوب والدول كان يتيح للمستضعفين الذين هم كل البشر ثغرة لكسب قدر من الحرية في مقابل أن يكونوا تابعين لأحدهما، إلى أن انسحب الاتحاد السوفيتي من حلبة المنافسة، فشل الذراع الأيسر لقهر الأمم والشعوب،.فلما شل الذراع الأيسر ضعف الذراع الأيمن الولايات المتحدة الأمريكية: ومؤشرات ذلك :ا/ المشكلة القومية : تنامي الصراع العرقي في أمريكا ، مما يزيد من احتمال تعرضها لخطر التمزق كدولة إلى عدد من دول كل منها قومية، ب/ الإرهاب"الحرب العالمية الثالثة": كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي بدأت وأعلنت الحرب العالمية الثالثة، ممثله في يمكن تسميته بحرب الإرهاب عام 84 19 ،فضلا عن أنها ساهمت في إنشاء كثير من التنظيمات الارهابيه، لتوظيفها في تحقيق مصالحها المنطقة، لكن هذه التنظيمات خرجت عن سيطرتها لاحقا- وهنا لابد من الاشاره إلى أن الإسلام كدين بريء من الارهاب - غير أنه في هذه الحرب كانت الولايات المتحدة هي الخاسر الأول لأنها عاجزة فيها عن استخدام أسلحتها المتطورة، وفى ذات الوقت تتيح لخصمها امكانيه الانتصار باستخدام أبسط أدوات التدمير. ب/ الأزمات الاقتصادية المتعاقبة: ترجع جذور الأزمات الاقتصادية المتعاقبة إلى صميم النظام الاقتصادي الرأسمالي، المستند إلى الليبرالية كمنهج والمستند إلى فكره القانون الطبيعي،اى النظام الاقتصادي القائم على عدم تدخل الدولة كممثل للمجتمع ، وهو ما اثبت واقع المجتمعات الاوربيه ذاته خطاه. وكان تجاوز هذه الأزمات بتدخل الدولة مؤشر على انهيار التظلم الراسمالى على المستوى النظري، كما أن ضخامة حجم هذه الأزمات وتقارب فترتها مؤشر على قرب انهيار النظام الراسمالى على المستوى العملي .أما قرار نقل السفارة الامريكيه إلى القدس فهو مؤشر جديد على مؤشرات ضعف الذراع الأيمن لقهر الشعوب للشعوب(السياسة الامبريالية الامريكيه) للاتى:ا/ يشير كثير من المحللين ان هذا القرار هو محاوله من أداره ترامب ألتغطيه على مظاهر فشل هذه الاداره في اغلب ملفاتها (الملف النووي الكوري الشمالي ، ملف النووي الايرانى، ملف الإرهاب ،ملف وقف الهجرة ) وعجزها عن إيفاء وعودها الانتخابية لقاعدتها الانتخابية ( اقامه الجدار العازل على الحدود مع المكسيك ، إلغاء قانون اوباما كير.)،وتنامي مشاكلها(الكشف عن التدخل الروسي في الانتخابات
الامريكيه..) .ب/ ساهم القرار فى مزيد من العزلة الامريكيه عن المجتمع الدولي (رفض اغلب دول العالم للقرار ، فضلا عن رفضه من أربعه عشره دوله - من أصل خمسه عشره دوله - دائمة العضوية في مجلس الامن)، هذه ألعزله كانت قد بدات فعلا قبل صدور هذا القرار بانسحاب الولايات المتحدة من العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالمناخ والهجرة وغيرها،ج/ بشير كثير من المحللين الى ان القرار يدل على قصور نظر الاداره الامريكيه الحالية لأنها بعرض قد بعرض مصالح أمريكا للخطر ، ويقدم مبرر للإرهاب، ويزيد من قوه التيار المناهض لسياسات الامبريالية الامريكيه في كل أنحاء العالم.
آليات إجهاض قرارنقل السفاره الامريكيه للقدس وغيره من قرارارات مماثله:
ضرورة تجاوز الاراده الشعبية العربية مرحله رد الفعل العاطفي-
التلقائي / المؤقت ( اى مرحله التفعيل التلقائي)، إلى مرحله الفعل
العقلاني- المستمر – المنظم / المؤسساتي (اى مرحله التفعيل القصدى ألقائمه على تأسيس مؤسسات ،هيئات ، منظمات،لجان ....شعبيه، تعبر عن الاراده الشعبية ).
مناهضه كافه أشكال التطبيع ( الرسمي والاهلى والسياسي والاقتصادي
والثقافي ..) مع الكيان الصهيوني، ومقاطعه كل الشخصيات - الحقيقية والاعتبارية - التي تطبع أو تدعو إلى تطبيع مع الكيان الصهيوني.
مقاطعه السلع والبضائع والمنتجات الامريكيه، بهدف حمل حكومة الولايات
المتحدة الامريكيه على التراجع- ولو الجزئي - عن مواقفها المنحازة إلى الكيان الصهيوني .
اعتبار المقاومة خيار استراتيجي في هذه المرحلة ، مع التأكيد على أن
الضمان لاستمرار المقاومة هو أن تكون شعبيه ، فالرهان في هذه المرحلة على الشعوب وليس على النظم السياسية، ورفض احتكار اى فصيل أو نظام سياسي فلسطيني أو عربي أو اسلامى للمقاومة أو احتكار التحدث باسمها..
الضغط على الحكومات العربية بأساليب سلميه، لاتخاذ موقف عملي، ضد قرار
نقل السفارة الامريكيه إلى القدس وغيره من قرارات مماثله ، مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكيه .
ضرورة انطلاق مبادرة شعبيه عربيه – إسلاميه، لمناهضه محاولات تهويد
القدس، وإلغاء هويتها العربية إسلاميه ، وتدمير المقدسات الدينية "الاسلاميه والمسيحية" بالمدينة.
- الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات
https://drsabrikhalil.wordpress.com
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.