هو صحفي وكاتب كلما اعتوره القلق وشد وثاقه عليه تفجر إبداعا وكلما ضاقت الدنيا وأحكمت حلقاتها عليه يتهلل ويتداعى وينادي (يا بنات نقروا القيثار في رفق وهاتو الأغنيات) ، يجيد الحكي على الأوراق والوخز بالأحرف والكلمات.. ويقلق في بلاده مضاجع الرقابة والسلطات ،مستهينا ومستخفا بتكميم الأفواه ولجم اليراع ، أطلق مؤخرا روايته (الدخاخين) وهي سفَرٌ عبر الأمكنة وترحال عبر الزمان و سِفر (بكسر السين) شيق بديع مكتنز بروعة الوصف وحلاوة الإنشاء وطلاوة التعبير و جزالة البيان ،... ذلكم هو الصديق الصحافي عبدالله الشيخ صاحب عمود "خط الاستواء" في صحيفة آخر لحظة الموقوف حاليا بأمر السلطان عن ( الشخبطة ) في السياسة والاقتراب من (تنابلة السلطان)....ولكوني لا سهم ولا دربة لي ولا حذاقة في النقد الأدبي والروائي و معرفة ضروبه وفنونه فستقتصر كلماتي على قراءة ترويجية وتشوقية ودعائية للرواية وهي بالطبع ليست نقدية وتشريحية ...يأخذنا "ود الشيخ" معه في رحلة "مجهولة الأمد " يقول فيها ( سأرحل دون منديل وداع وحين أتجاوز هواءنا الإقليمي ببضع زفرات سأمزق تذكرة الإياب وملامح من أحب) وذلك بعد أن ضاقت عليه أرض السودان بما رحبت ..و يتمايل بنا مع "بف نفس" وعجلات قطار حلفا عبر صحراء بيوضة الذي شبهه بمستعمرة افتراضية تتبع لدولة النوبة العظمى .. ثم يتهادى بنا بسرده مع أمواج بحيرة السد على متن الباخرة (ساق النعام) وصولا إلى أرض الكنانة في أسوان ثم إلى القاهرة التي قال عنها إنها (مثل الدنيا تدخلها باكيا وتفارقها بالعويل..وأهلها يعشقون الغثاء والفوم والفلافل ) ويبدع في وصف تلك الفتاة التي عبرت أمامه عند كنيسة سانت فاتيما فيقول (انها أنثى قوقازية الملامح ..امرأة "مستجعبة" عليها نقش نحاس التتار ،جيدها ماحل وصدرها رحيب وحاجباها يحلقان فوق جبينها كجناحي طائر) ... ثم يواصل "ود الشيخ" رحلته عبر منفذ السلوم إلى ليبيا ليستقر به المقام فرانا في مدينة الزاوية ويحكي لنا عن رئيسه فقال (كان يديرني يمين شمال كما يدار دركسون تراكتور في حواشة..كان يتغندر ويتبغدد وينقلني كيف شاء ..من المخزن إلى نار الفرن تنظيفا وتعتيلا وتقطيعا .ان فرغت من العتالة صرفني لبيع الخبز الحار والإجابة على أسئلة الثوار) نصحه السودانيون يوم وصوله إلى الجماهيرية بان تكون "باهي" في طرف لسانه وان يزلقها حتى على من لا يسلم عليه وقالوا له في الوصايا ،إن أحاديث السياسة حرام وان كلامات الدين هلاك .. ويقول إنه اكتشف أن كلمة "عبيد" هي غذاء الغربة اليومي في بلاد العرب ....وينقلنا الكاتب بين فصول كتابه إلى السنجك سيد احمد في الجزيرة السودان فيقول (إن رياح الأيام لم تترك سيد أحمد يهنأ بليالي المولاص في الجزيرة رغم أن بت محبوبة كانت تحجز له الركن والبنبر وتقول بنبرة حاسمة لرواد بيتها "هوي دا محل السنجك!" وعندما نشأ الخلاف بين بت محبوبة والسنجك قالت له (شكيتك على الله يا السنجك حق مريستي دا اشيلو منك يوم القيامة ..يوم الخلايق واقفين صفوف) فيرد السنجك عليها قائلا (عليكي أمان الله ..في اليوم داك تلحقي لامن تجيبي سيرة المريسي في طرف خشمك ،الا يتفرجو فيكي خلايق يوم القيامة انس وجن ،انس وجن،انس وجن..! وظل يرددها حتى حال بينهم الظلام.).. كان سيد احمد يسخر من أوضاعه المعيشية بعد اعتماد النظام الحاكم لنظام الخصخصة ويقول الفلس "مصنقر فوق ضهرو زي اللستك الاسبير" .....وتتصاعد دخاخين الكاتب ود الشيخ تشويقا واثارة ومتعة ... فلماذا شدد السودانيون عليه في ليبيا موعظتهم له بقولهم ( اياك ان تجيب في خشمك آس الديناري ) ومن هو المعني بآس الديناري..!!! وماذا أخرج ذلك الليبي من سترته عندما قال للكاتب (ترا عندكم في السودان بناويت باهيات) ...!!! كلها أسئلة تجدون الإجابة عليها بقراءتكم للرواية وأعلاه كانت ملامح خاطفة عنها.. صحفي بوكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.