اصبحت الادارة الامريكية ودولة اسرائيل في مواجهة واضحة مع اجماع عالمي غير مسبوق قبل مشروع للتصويت المبكر في المنظمة الدولية صباح غدا الاثنين حول مدينة القدس يتوقع اصطدامه بفيتو امريكي سيضع علاقات واشنطون بمعظم بلاد العالم العربي والاسلامي وربما دول اخري خارج العالم العربي امام احتمالات القطع التدريجي للعلاقات الدبلوماسية. ساعات قليلة وحاسمة يحبس فيها العالم انفاسه في انتظار جلسة مجلس الامن الدولي صباح غدا الاثنين لمناقشة مسودة المشروع المصري والتصويت بابطال قرار الادارة الامريكية الراهنة والرئيس ترامب حول وضعية مدينة القدس واعتبارها عاصمة لدولة اسرائيل في مخالفة خطيرة للقوانين الدولية في اكثر فترة يشهد فيها اقليم الشرق الاوسط واجزاء اخري من العالم اخطر حالة من الفوضي والانفلات منذ الحرب العالمية الثانية والاخيرة في ظل احتمال يفوق نسبة الثمانية والتسعين بالمائة باستخدام الولاياتالمتحدة حق الفيتو بطريقة ترشح المنطقة لتطورات خطيرة وتهديد مباشر للامن والسلم الدوليين. وكانت اغلبية الدول الاعضاء في المنظمة الدولية ومجلس الامن قد اعتبرت امس الاول قرار الادارة الامريكية حول وضع مدينة القدس واعتبارها عاصمة لدولة اسرائيل ليس له سند قانوني وناشدت الولاياتالمتحدة سحب قرارها في هذا الصدد. في هذه الاثناء تسود تحليلات واجواء تختلط فيها التوقعات السياسية بالنبؤات الدينية عن احتمال اندلاع حروب كبري وحدوث انفلات دولي واقليمي علي خلفية الحروب الاهلية والطائفية المدمرة في سورياوالعراق التي تمثل ارضية خصبة تدعم هذه التوقعات. الامر الايجابي الذي تحقق خلال هذه الفترة المظلمة والخطيرة من تاريخ العالم المعاصر هو الاجماع الدولي الذي تحقق لاول مرة حول الوضع القانوني لمدينة القدس التاريخية باستثناء الادارة الامريكية الراهنة و " الشيخ " دونالد ترامب وحكومة نتنياهو المدعومة من رجال الدين وجماعات اليمين في اسرائيل. ولكن فات علي العقليات التي تحكم هذين البلدين ان الرهان علي الافراط في استخدام القوة والاسلحة الغير تقليدية في اي حروب ومواجهات قادمة لن يسلم من نتائجة احد وسيتحول الي حروب مدمرة تنتشر انتشار النار في الهشيم في كل ارجاء المعمورة وستنتهي بانتهاء منجزات الحضارة الانسانية في ايام وربما اسابيع او شهور معدودة.. من المفارقات الغريبة ان حالة الفوضي والحروب المدمرة والانهيارات الاقتصادية وموجات الهجرة المليونية التي تسود العالم اليوم تعتبر احد النتائج المباشرة لتجاوز الادارة الامريكية في بدايات الالفية الثانية الاممالمتحدة والقوانين الدولية وشن حرب غير مبررة علي دولة العراق واليوم ربما يعيد التاريخ نفسه عبر الفيتو الامريكي واجهاض الاجماع الدولي الذي يحاول فتح افاق للسلام وانقاذ امن وسلام البشرية ولكن هذه المرة ستكون فرص السلامة من مردود قرار مثل هذا شبه معدومة..