ليس في الأهداف والأطر والسمات العامة في قانون الانتخابات وقانون تنظيم الأحزاب السياسية أمورمتشابهات، وهي قواعد ومتطلبات العدالة السياسية والشفافية والمنافسة الحرة والفرص المتساوية وتحريم الغش والتدليس والأساليب الفاسدة لولا شنآن قوم، وتقوم الدولة في كل زمان ومكان علي الحكمة القرآنية الخالدة ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ونسق ومعايبر وقيم أخلاقية حاكمة، وفي ثلاثين عاما من حكم الترابي وحيرانه تداخلت الأمور وتشابكت الصور واختلت المقاييس والمعاييرواختلط الباطل بالحق والشر بالخير وانتهي ذلك الي فوضي دينية وأخلاقية عارمة وفساد وافساد في الأرض والناس علي دين ملوكهم، لأن الترابي وحيرانه عطلوا آيات الحرية وكسروا حاجز التسامح الذى عرف به السودانيون بحكم واقعهم التعددى وخلفياتهم الصوفية بتصنيفهم الي مسلمين وغير مسلمين وعرب وغير عرب، وعطلوا التدافع السلمي بين الناس في معترك الحياة واحتكروا السلطة وتفسير الاسلام وأباحوا الظلم أكبر الكبائر بعد الشرك بالله وأكل أموال الناس بالباطل وقتل النفس التي حرم الله، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض قرآن كريم، وأباحوا المال العام لفاطمة بنت محمد وابل عبدالله بن عمر السمان التي نرعي في حمي السلطة ورحم الله عمر بن الخطاب، فقد أصبحت الدراهم تطل برأسها في كل مكان والحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان وأصبح السودانيون كأمة تلد ربتها، وأصبح الترابيون عائلة كالعائلة السعودية تتصاهر وتمتد، وتطلق كلمة العائلة علي عصابات المافيا التي لها بسيج كبسيج جهاز الأمن في السودان وبسيج الحرس الثورى في ايران للمهام القذرة، وفي أميركا قانون لحماية الشهود لأن القاتل يقتل للافلات من العقاب وكذلك السارق بالحيلة أو الاكراه، وكان ذلك نتيجة حتمية لفلسفة الترابي ونهجة الذى أعلنه في سجن كوبر يوم الي القصر أميرا والي السجن أسيرا بأن الشعب السوداني لن يسلك الطريق المستقيم الا بالقهر وقد يكون القهر شاذا لكن الناس سرعانما يعتادون عليه، فكان فرعون الذى جعل من أهلها شيعا وقال أنا ربكم الأعلي ومجرم حرب كهتلر ولا تختلف النازية الدينية عن النازية العنصرية، وقال علي بن أبي طالب أهلك الذين من قبلكم لأنهم منعوا الحق حتي اشترى وبسطوا الباطل حتي أفتدى، وأفلت الترابي من عدالة الأرض لكنه لن يفلت من عدالة السماء، فقد أصبحت السياسة التي وصفها أرسطوا بأنها أكثر الفنون شرفا وشمولا فهلوة وبلطجة وهمبتة، والولد البقوم من أبحمد مديّن سايم روحوا في وقت الحديث مطين يسوقن بيّن بمعني رجالة وايدية وحمرة عين ويقصد ود ضحوية نهب الابل وتهريبها الي الأسواق في الداخل والخارج، وهؤلاء الذين جاءوا الي الترابي من كل أسقاع السودان حفاة عراة يتطاولون الآن في البنيان ويكتنزون الذهب والفضة في الداخل والخارج، ولا أجد تفسيرا لتصاعد أسعار الدولار بمعدلات يومية سوى أنهم يحاولون تهريب أموالهم الي الخارج في الوقت الضائع، ويذكرني عمر البشير برواية ملكة الخنازير لكاتب دانماركي فقد كانت الملكة ترضع جريوات الكلاب وتجندهم ضد الطامعين في السلطة والمطالبين بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والسياسية كعبيد آبقين، والانسان كالكلب يجمع بين صفاة متناقضة كالوفاء والطمع والفسالة، وقديما قال شاعر أعرابي يمدح أميرا يطمع في نواله أنت كالكلب ما عدمناك كلبا وكالتيس في قراع الخطوب، ويوصف الانسان بالكلب علي سبيل المدح ويوصف بالكلب علي سبيل الذم، وكلما أساء سيد الكلب معاملة كلبه كلما ازداد الكلب بصبصة طمعا في مزيد من الفتات، ومن الممكن مسخ الانسان وتحويله الي حيوان دموى شرس بقليل من الفتات، والسجين يعتاد علي السجن والسجان والمساجين ويتوق للعودة اليهم فالانسان كائن ألوف، والانسان عبد لعادته، ويعتاد جلساء الخمر علي الشلة والزمان والمكان ويدمنونن ست الانداية أيضا، ودار ندامي عطلوها وأدلجوا بها أثر منهم قديم ودارس ، مساحب من جرى الزقاق علي الثرى وأضغاس ريحان جني ويابس، لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلة حلت بها هند وأسماء، أبو نواس ، وعمر البشير رمز السياد الوطنية وكذلك زعماء العشائر جوازات سفر دلوماسية ومخصصات مليونية وعربات رباعية فمن صاحب السيادة في السودان؟ ومن الخادم والمخدوم؟والسيد والمسود؟ تزوير لانتخابات: التلاعب في الانخابات جريمة كبرى ترتكب ضد الأمن والاستقرار والسلام الأهلي وفتنة والفتنة أشد من القتل، ولا يقل ذلك خطورة عن التآمر ضد الدولة والخيان العظمي، ويفترض أن تكون العقوبة علي قدر الجريمة ولا يفترض أن تكون جريمة تزوير الانتخابات قابلة للسقوط بسب العفو أو التقادم، لكن عقوبة تزوير لانتخابات ستة أشهر فكيف تتساوى جريمة تزوير ارادة الشعب مع الجنح الجنائية الصغيرة لولا شنآن قوم؟ وفي عام 1986 كانت مؤسسات الدولة التي يعتمد عليها في ادارة الانتخابات بامكانياتها البشرية والمادية مستقلة ومحايدة لكن العملية الانتخابية لم تسلم من التزوير والأساليب الفاسدة، والامتناع عن التسجيل والاقتراع حق ديموقراطي وجزء من العملية الديموقراطية ويقاس النجاع والفشل بنسبة التسجيل والاقتراع، ودعت المعارضة الي مقاطعة الانتخابات الماضية لكن ذلك كان قضية أمنية لدى ملكة الخنازير وكلابها الشرسة، ونجحت المقاطعة باعتراف عمر البشير بفشل كوادره الحزبية، وكان المرشحون معه في المنافسة كالمحلل في ضية المرأة المطلقة طلاقا بينا من المنتفعين بعمر البشير ولم يعلن عن الأصوات التي فاز بها عمر البشير، ويعاني المؤتمر الوطني من أزمة ثقة والثقة كعود الكبريت لا يمكن استعماله مرتين، وكانت لجنة لانتخابا لجنة موسمية تنتهي مهامها بتقديم تقريرها النهائي وليس لها صفة الدوام مع وجود ادارة من مؤسات الدولة تختص بحفظ تقارير لجان الانتخابات والاحصاءات السكانية وجمع المعلومات وتحليها واستدعاء تجارب الدول الأخرى وكانت مؤسسات الدولة مستشار الحكومة كل في مجال اختصاصها، وأذكر ان مديرها استاذنا في الخدمة المدنية محمد السيد عبد الدائم وكنت أزوره بمكتبه بشارع المك نمر شمال الأمانة العامة لمجلس الوزراء وتفرقت بنا السبل وامتدت بيننا المسافات، ووصف جون قرنق المجلس العسكرى وحكومته الانتقالية بمايو تو، وتعزز ذلك بمكافأة سوار الدهب بمنصب رفيع في منظمة الدعوة الاسلامية وكذلك الجزولي دفع الله رئيس حكومة الانتفاضة التي سرقتها الجبهة الاسلامية، بدليل الحكم بسقوط نميرى ما عدا قونينها القمعية التي كانت تعرف بقوانين سبتمبر والتي كانت الشرارة التي أشعلت الانتفاضة، ولولا التآمر مع الأحزاب الطائفية لما بقيت قوانين سبتمبر كمسمار جحا في جدار السياسة السودانية كالمادة التي أدخلها أنور السأدات في الدستور المصرى لمنافقة لاخوان المسلمين والجماغات السلفية، وكان العيب في خطاب أنورالسأدات موجه الي دعاة الحرية لكن العيب متحرك والقيم الاخلاقية ثابتة وليست متحركة، وقال الصادق المهدى ان قوانين سبتمبر لا تساوى الحبر الذي كتبت به لكن حكومته اجازت قانون الدفاع الشعبي الذى كان أس الداء وأصل البلاء والتقي في ذلك مع سوار الدهب ومجموعة من الضباط الذين كانوا يروجون للقانون لتقنين ملشيات الجبهة الاسلامية ومراكز التدريب، لكن الصادق المهدى اعترف بأن حزبه كان لديه ملشيات مسلحة صغيرة لحماية المراحيل وهذا كالخمر قليلها مثل كثيرها حرام، وانفرد المجلس العسكرى وحكومته الانتقالية بوضع قانون انتخابات 1986 في غياب الأحزاب السياسية. . مقاعد الخريجين: في انتخابات 1986 طالب الحزب الشيوعي بتخصيص دوائر للقوى الحديثة التي قادت الجماهير الي النصر واسقطت النطام المايوى، واعترضت الأحزاب الطائفية الثلاثة فقد أصبح لنا حزبا طائفيا ثالثا يعرف بالجبهة الاسلامية التي تدعي القومية وهو ادعاء تكذبه شعاراتها الدينية المعلنة لأن ثلث الناس في السودان من غير المسلمين، لكن حكومة الانتفاضة استغلت طلب الحزب الشيوعي في اعادة دوائر الخريجين التي ألغيت في انتخابات 1968 لشيء في نفس يعقوب فلماذا حرام في سنة 1968 حلال في عام 1986؟ وكانت الأحزاب الطائفية الثلاثة لا تزل تعاني من شبح الحزب الشيوعي الذى اكتسح دوائر الخريجين في انتخابات 1965 وهزمها مجتمعة في دائرة بيت المال التي خلت باختيار اسماعيل الأزهرى رئيسا لمجلس السيادة، فلماذا انطلت اللعبة علي حزب الأمة والاتحادى الديموقراطي؟ وأصبح للخريجين عشرين دائرة افليمية بعد أن كان لهم دائرة واحدة قومية تتكون من عشرين مقعدا، ويفترض أن ينخفض عدد الخريجين الذين يحق لهم الترشيح والاقتراع بسبب استبعاد خريجي المدارس الثانوية في قانون 1986 فكيف تضاعف عددهم في ثمانية عشر عاما من 19689 في عام 1965 الي 71420 في عام 1986 ؟ وحتي الستينات لم يكن لدينا سوى جامعة الخرطوم والمعهد الفني والكلية المهنية العليا وجامعة القاهرة فرع الخرطوم، وهل كان لدينا في عام 1986 عدد 16122من الخريجين العاملين بالخارج؟ وأصبح للخريجين المغتربين في قانون 1986 حق الترشيح والاقتراع مما اتاح لهم الترشيح والاقتراع في دوائر لم تطاها أقدامهم ولم ترها أعينهم مستفيدين من تأجيل الانتخابات بالمديريات الجنوبية بسبب الحرب والخريف ويفترض أن يعني ذلك تجميد مقاعد الخريجين في تلك المديريات، وكان تعريف الخريج في انتخابات 1965 يشمل كل من أكمل تعليمه الثانوى والمعلمين من خريجي معاهد اعداد المعلمين فأصبح يعرف بالشخص الذى نال دراسة نظامية فوق الثانوى العالي بعامين علي الأقل وحصل علي دبلوم عالي، وقد يقصد بكلمة نظامية استثناء خريجي جامعة القاهرة بالانتساب فلماذا؟ وحتي الستينيات كان محافظو المديريات ورؤساء المصالح ومفتشو المراكز من خريجي المدارس المتوسطة كامتداد لعملية السودنة ولا يقاس الوعي بمستوى التعليم، وتصادف أن كنت في مأمورية رسمية بدولة الأمارات تتعلق بشئون العاملين بالخارج، وكنت التقي بالمغتربين السودانيين والعرب في النادى العربي بالشارقة والنادى السوداني بدبي وحمزة ميرغني رئيس الجالية السودانية واهتم بخلفيات المغتربين ومستوياتهم الدراسية والمهنية ومعظمهم من خريجي المدارس الثانوية والعمال المهرة، ومعظم خريجي الجامعات من المستألفة قلوبهم الذين كانت الجبهة الاسلامية تخصهم بعقودات العمل للعلاقات العامة والدعاية السياسية في أوساط المغتربين، وكان للجبهة علاقات ونفوذ غير محدود في تلك الدول، وجاء في تقرير لجنة الانتخابات ان الحزب الشيوعي كان متقدما في دوائر الخريجين الي أن وصلت صناديق الاقتراع من دول الخليج العربي. منظمة الدعوة الاسلامية: منظمة اقليمية استضافها السودان لأهداف انسامية كغيرها من منظمات الاغاثة الاقليمية والدولية، لكنها كانت جسرا لجنود من ريالات ودولارات بترولية أوله في خزائن أعداء الديموقراطية في الشرق الأوسط وأخره في خزائن الجبهة الاسلامية، وأقصد بأعداء الديموقراطية التنظيم الدولي للاخوان المسلمين والجماعات السلفية والنظم الوراثية في الدول العربية والعراق وايران، وتخشي هذه الدول من عدوى الديموقراطية في السودان ولا تريد محيطا من الديموقراطية، وهكذا أصبحت الجبهة الاسلامية أغني حزب سياسي في العالم كحزب الله في لبنان، وكان لها خمسة صحف يومية تصدر في الخرطوم تطلق سحبا من الضباب في فضائنا السياسي للتغبيش والتشويش لاشانة سمعة الديموقراطية واضعافها تمهيدا للانقضاض عليها، وكانت منظمة الدعوة الاسلامية منذ العهد المايوى تدير سلاح التوجيه المعنوى التابع للقوات المسلحة باسم الدعوة الاسلامية، ويفترض أن تكون جريدة القوات المسلحة اصدارة مهنية واجتماعية لكنها كانت صورة طبق الأصل من جريدة الراية لسان حال الجبهة الاسلامية، وكان من محررى جريدة القوا المسلحة اسحق فضل الذى كان يعد ويقدم البرنامج الاذاعي الذى كان يعرف باسم برنامج القوات المسلحة الي أن تحول الي برنامج تلفزيوني بعنوان في ساحات الفداء في عهد الطيب مصطفي من اعداد وتقديم اسحق فضل الله، وكانت المنظمة منذ التحالف بين نميرى والترابي تدير وتمول كورس الدعوة الذى كان الضباط يتسابقون عليه للهروب من جحيم الحرب في الجنوب والنقل الي الخرطوم وطلبا للريالات والدولارات البترولية والسفر الي الأراضي المقدسة للعمرة بضم العين والعمرة بفتحها، واستمر الكورس حتي عهد حكومة الصادق المهدى، وأذكر أنني حذرت من خطورة ذلك الكورس وصحت توقعاتي فقد كان الضباط الذين قادوا الانقلاب ضد الديموقراطية من خريجي كورس الدعوة، وكانت منظمة الدعوة الاسلامية متهمة بالتمييز في توزيع الاغاثة واستغلالها في الرشوة السياسية لصالح الجبهة الاسلامية، وفي دولة الأمارات لاحظت الغياب التام للأحزابنا الوطنية وكانت الساحة خالية أمام الجبهة الاسلامية وريالاتها ودولاراتها البترولية تسجيلا واقتراعا، واتهم الصادق المهدى منظمة الدعوة الاسلامية بدعم الجبهة الاسلامية كما اتهم الجبهة بتلقي الأموال من الأجانب، ورد الترابي بأن حزبه حزب دعوى يلتقي مع المنظمة في أهدافها ومن حقه الاستفادة من أموالها، وكان ذلك اعترافا صريحا والاعتراف سيد الأدلة، ولا يعرف لماذا تراجع الصادق المهدى؟ ولماذا لم يتدخل النائب العام في حكومة الانتفاضة؟ وفي حديث صحفي اتهم عمر عبد العاطي النائب العام في حكومة الانتفاضة الترابي بالتدخل في قضية عمولات البترول لصالح شريف التهامي وبهاء الدين وكان لاليت التاجر الهندى كبش فداء، وقال ان معظم مساعديه كانوا يصلون خلفه ويأكلون في مائدة الجبهة الاسلامية، فقد تآمرت الأحزاب الطائفية الثلاثة علي اقصاء الحركة النقابية وطمس شعارات الانتفاضة ولولا الافلات من العقاب لما كنا الآن في هذا النفق المظلم والمصير المجهول. مصادر تمويل المؤتمر الوطني: اختلفت الأقوال في مصادر تمويل حزب الله في لبنان وميزانيته التقديرية بين مائة مليون دولار وخمسمائة مليون دولار الي أن جاءت الاجابة من المتظاهرين في ايران الذين كانوا يهتفون ايران لا فلسطين ولا لبنان، ولا شك ان ذلك يتعلق بالمصروفات الجارية وميزانية التسير والمرتبات ولا يشمل الأصول الثابتة والمنقولة والأسلحة والصواريخ التي يقدر عددها بخمسة عشرألف صاروخ استعمل منها ثلاثة ألف صاروخ ضد اسرائيل ولا يشمل ذلك النشاطات المالية والتجارية والاجتماعية، فكم تبلغ ميزانية حزب المؤتمر الوطني ومصادرها بعد أن جفت ينابيع الريالات والدولارية، ودور المؤتمر الوطن بكل أحياء الخراطيم والعواصم الاقليمية والمدن الريفية، وحزب المؤتمر الوطني كحزب الله في لبنان لديه ملشيات مسلحة وجاء في الأخبار ان ميزانية مليشيا الدعم السريع 45 مليار جنيه فكم تبلغ ميزانية حرس الحدود والدفاع الشعبي واتحاد الشباب واتحاد الطلاب؟ لكن هذه الملشيات والتنظيمات الحزبية تتطفل علي ميزانية الدولة ومن دقنو وفتلو بشهادة والي ولاية القضارف السابق الذى أوقف صرف مرتباتها ومخصصاتها، واذكر ان خبرا في احدى الصحف جاء فيه ان ميزانية اتحاد الشباب المخصصة في ميزانية الاقليم الأوسط مقدارها 500 مليون جنيه، وقد أعلنت ملشيات حزب المؤتمر الوطني ان مرشحها للانتخابات القادمة عمر البشير بقوة السلاح ورغم أنف محكمة الجزاء الدولية وعلي جثث الضحايا والثكالي والأرمال والأيتام والمشردين في الأرض، ويزعم حزب المؤتمر الوطني أنه يعتمد علي عائدات شركاته ولا يفترض أن يسمح القانون لأى حزب سياسي بممارسة أى نشاط تجارى وكان ذلك يحرم علي موظفي الدولة في عقودات خدمتهم المعاشية تحسبا لاستغلال الوظيفة في مصالح شخصية، والوزراء في أميركا يرشحهم الحزب الفائز ويصادق علي تعيينهم الكونقرس بعد استجواب يتناول ماضيهم وحاضرهم وما يملكون وما يكتنزون لكن بعض المرشحين يعتذرون اما لأن في ماضيهم مايشين واما لأنهم لا يستطيعون تعطيل مصالحهم الخاصة والتفرغ للعمل العام والوزراء في عهد الانقاذ في الصبح وزراء وبعد الظهر سماسرة وتجار، ومن شعارات الانقاذ بارك الله في من أنفع نواستنفع، بدليل ان اسامة عبدالله صرح بأنه تلقي عمولة قدرها عشرة مليون دولار من احدى الشركات العاملة في خزان الحامداب ووظفها في بناء كبرى كريمة مروى وقد توجد عمولات غير معلنة، وتبرعت الصين ببناء المقر الدائم لحزب المؤتمر الوطني وقد يوجد دعم نقدى لم يعلن، وكانت تبرعات الأعضاء المصدر الوحيد الذى يعترف به القانون، بل ان الاحزاب كانت تتفادى ممارسة أى نشاط تجارى خوفا من المصادرة، وفي تحقيق صحفي نشرته جريدة السوداني جاء فيه ان مرتب مدير سوق الأوراق المالية ستين ألف جنيه في الشهر بمعدل اثتين ألف جنيه في اليوم مقابل 15 جنيه الحد الأدتي للأجور، وفي حديث صحفي قال مدير عام صندوق الزكاة أنه يتقاضي بدل سكن شهريا قدره ثمانية ألف جنيه لأن وظيفته تعادل وظيفة وزير مركزى، ويفترض أن يكون بدل السكن يساوى ربع المرتب بمعني ان مرتب الوزير 32 ألف جنيه بدون المخصصات العينية،وينص القانون بأن أى شركة تساهم فيها الحكومة بنسبة عشرين في المائة أو يزيد تخضع لقانون المراجع العام، فمن هم الذيين تساهم معهم الحكومة؟ سؤال ليس من الممكن الاجابة عليه لأن مسجل عام الشركات يمتنع عن الاجابة عن توفير المعلومات الضرورية عند الطلب، واختلفت المصادر حول عدد الشركات الحكومية وشبه الحكوميةبين 130 و161 ولجأ ديوان المراجع العام الي مسجل عام الشركات للحصول علي عناوين ومقرات هذه الشركات ولم يجد اجابة وكذلك لم يجد اجابة لدى ادارة الاستثمار بوزارة المالية المختصة بالاستثمارات الحكومية فلا توجد دولة في السودان بمفهوم الدولة في عصرنا هذا، وقد يكون معظمها شركات وهمية، وأذكر أن وزير المالية أعلن عن نيته تصفية هذه الشركات وفي مقال صحفي تحديته بأنه لا يستطيع وقد تراجع بالفعل ولا يمكن تصفيتها الا بمراجعة حساباتها لمعرفة موقفها المالي وأصولها الثابتة والمنقولة، ويستغل حزب المؤتمر الوطني امكانياتها اللوجستية ووظائفها من أصغر موظف الي رئيس واأعضاء مجالس الادارات بمخصصات خرافية يذهب بعضها أتاوات باسم الاشتراكات في عضوية الحزب وكذلك الوظائف التعاقدية، وأذكر أن الصحف نشرت خبرا عن عربة تاهت في الصحراء بين مروى ودنقلا ومات ركابها عطشا واتضح من التحقيق أن العربة تابعة لشركة حكومية بأرقام مدنية وأن الركاب ومنهم امرأة من كوادر المؤتمر الوطني كانوا في مهمة تنظيمية هذا أو الطوفان: ليست الديموقراطية بضاعة أمريكية وصهيونية كما يزعمون لتبرير الوصاية الدينية والسياسية والاستغلال والسخرة فلم يكن سقراط أميريكيا ولا صهيونيا وكذلك أفلاطون وأرسطو، ولا تختلف الديموقراطية الأميريكية في عصرنا هذا عن ديموقراطية ليكورجوس في اسبرطة الذى سافر الي مصر وسوريا وفارس للوقوف علي النظم السياسية قبل وضع نظامه الديموقراطي، فالديموقراطية آخر تجليات الفكر السياسي والحضارى والانساني والتدافع السلمي الذى جاء ذكره في الآية القرآنية الكريمة، ولا تترسخ وتتحول الي سلوك حضارى الا بالممارسة الاجتماعية فلم تترسخ الديموقراطية في بريطانيا طفرة،.ولولا دفع الله الناس بعضم ببعض لفسدت الأرض وأصبح الناس كالحيوانات في الغابة والأسمك في البحار يأكل بعضهم بعضا، وهم كذلك الآن في السودان، ولنا أن نتساءل من أين يستمد أهل الحل والعقد أهليتهم والناس في منظور الفقهاء الأولين صفوة ورعاع وأشراف ومنبوذين؟ ولماذا لم يستخلف النبي خليفة؟ ولماذا قال الأنصار يوم السقيفة منكم أمير ومنا أمير؟ ولماذ اعترض الحسن بن علي علي بيعة أبيه بأن بيعة أهل المدينة وحدهم لا تكفي كتفويض لتولي والده السلطة؟ وأثبتت الأحداث أنه كان علي الحق بدليل امتناع أهل الشام وهم الأغلبية وحرب الجمل وحرب صفين، وانتهي ذلك الي قيصرية وكسروية وملك عضوض وفتنة كبرى مثلما اتهي نظام الترابي الي بئر معطلة وقصر مشيد وفساد وافساد في الأرض وفتنة كبرى والمظاهرات في الشوارع وكلاب ملكة الخنازير، وكانت ثورة الشباب التي انتهت بمقتل الخليفة الثالث ثورة ضد حكم الصفوة وأهل الحل والعقد ولا تختلف عن ثورة الشباب في سبتمبر ويناير ضد ضد نظام الترابي وحيرانه وكذلك كانت اكتوبر وأبريل، وأفتي الفقهاء ليزيد بن عبد الملك بأن القلم رفع عنه باحتاره خليفة للمسلمين وكان القلم هاجسا مخيفا ينتاب عمر بن الخطاب آناء الليل وأطراف النهار وكان يقول ليت أم عمر لم تلد عمر، لكن خطبة يزيد بن عبد الملك بمناسبة توليه السلطة لم تكن تختلف عن خطب المرشحين في السباق الي البيت الأبيض قي أميركا في عصرنا هذا وردد ما قاله أبوبكر في نفس المناسبة وليت عليكم ولست خيركم ولكم أن تعزلوني ان أسأت وخنت الأمانة، والديموقراطية كل لا يتجزأ ولا يمكن اختزالها في تبادل السلطة، ولا توجد الحرية خارج الذهن الا في موقف معين، ولنا أن نتساءل لماذا كانت آيات الحرية والتسامح والاعتراف بأهل الكتاب واضحة ولا تقبل التأويل وهل تنزلت عبثا؟ وهذا أو الطوفان ونعاني الآن من الفوضي الدينية والسياسية التي حذر منها الشيخ خالد محمد خالد الشيخ الأزهرى قبل سبعين عاما في كتابه هذا أو الطوفان. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.