نواصل في موضوع الأخطاء اللغوية الشائعة وأبدأ بتصحيح لعبارة وردت في المقال السابق وكان قد نبهني إليها الزميل أحمد نجاح عبر الإيميل وهي كلمات (صُحُفية) و(الصُّحُفي) حيث أن الصَّواب أن نقول الصَّحَفي والصَّحَفية لأنَّ العرب لا تنسب إلى الجمع ، لك مني أجزل الشكر أخي ومزيدا من التواصل والتصحيح. من الأخطاء الشائعة قولنا (قد قررنا فعل ذلك ) والصواب ( قد أقررنا فعل ذلك ) ، أيضا لا نقل مثلا ( أوضحنا حوجتنا للدعم ) بل نقل ( أوضحنا حاجتنا للدعم ). ومن الطرائف في مجال اللغة العربية أنه رُوِي أنَّ إماماً وقف على المنبر يحدثُ الناس عن تراجع العربية وتدنِّيها في الحياة العامة ، حيث عزى ذلك للتخلي عن القرآن والسنة النبوية الكريمة فقال للمصلين إن الله بيَّن ذلك في القرآن حيث قال ( ظهرَ الفسادُ في البرُّ والبحرُ بماكسبت أيدي الناس ) فقام له أحد أهل العربية مقاطعاً له قائلاً : وكذلك في المحرابُ هههه [ والخطأ هنا أن هذا الخطيب يحدث الناس عن إضمحلال العربية وهو نفسه يمثل أكبر عامل من عوامل سقوطها ، حيث قام بضمِّ البرِّ والبحرِ برغم من تَقَدُّمِ حرف الجر في عليهما] . ويوم أن كانت العربية تنطق على الفطرة والسليقة كان اللسان العربي بخيرٍ كثير ، يروى أنَّ رجلاً جاء يزورُ صديقاً له وعندما قرع على الباب جاءته إبنة الرجل فسلَّم عليها ، وقال لها : أين ذهبَ أبوكِ يا فتاة ؟ قالت له : أبي فاءَ يَفِيءُ الفَيْءَ فإذا فاءَ الفَيْءُ فاء (أي أنَّ أبي ذهب ليجني بعض ثمار وحصاد الزرع فإذا حصل على ذلك عاد إلينا) قال لها : يالكِ من فتاةٍ فصيحةٍ تجيدين العربية ، قالت له : وأين أنت من الفصاحة يا هذا !!! ألم تقرأ قول الله سبحانه وتعالى ( وأوحينا إلى أمِّ موسى أنْ أرضعيهِ فإذا خِفتِ عليهِ فألقيهِ في اليَمِّ ولا تخافي ولا تحزَني إنَّا رَادُّوه إليكِ وجاعِلُوهُ منَ المرسلين) صدق الله العظيم ، ففي هذه الآية الواحدة جمع الله بين أمْرَيْنِ وبين نَهْيَيْنِ وبينَ بشارتين ، وعمر تلك الفتاة كان لا يتجاوز 12 عاماً وتقف على هذه المعاني العظيمة ، سبحان الله. فالأمْرَيْنِ هما ( أرضعيه ، ألقيه في اليمِّ ) والنَّهيَيْن ( لا تخافي ولا تحزني ) والبشارتين ( إنا رادوه إليك وجاعلوه منَ المرسلين ) . ومن الأخطاء اللغوية قولنا ( أذاقه الأمرِّين ) حيث أنَّ الراء المشددة المكسورة يجب أن ترقق ولا تفخَّم ( فكل إجهزتنا الإعلامية تنطقها بالتَّفخيم وهذا خطأ كبير ) والأمَرُّ نقلاً عن البروفسير الطيب أبوسن هو نباتٌ مرُّ الذاق فعندما يكون الشيء شديد المرارة نجعل من الأمَرِّ الواحدِ جمعاً فنقول الأمرِّين ( وهي جمع وليست مثنى ) فكأنَّ هذه المرائر قد جُمِّعت إلى بعضِها البعض. ومن الخطأ قولنا ( جامعة كذا تأسست في العام كذا ) والصواب أن نقول ( جامعة كذا أسست في العام كذا ) لأنَّ الجامعة لم تُؤسِّس نفسها من تلقائها ولكنها أُسِّستْ بفعل فاعل ، قال تعالى ( أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ) صدق الله العظيم. ومن العبارات السائدة في الوسط الإعلامي ( الزَّخم الإعلامي ) وهي من الأخطاء الفادحة في اللغة حيث أن كلمة الزَّخَم في معاجم اللغة العربية تعني ( اللحم المُنْتِن المُتَعفِّن ) وليس له معنى آخر غير ذلك ، فيلزمنا إستخدام غيرها من الكلمات التي تعطي نفس المعنى المقصود. كان لي صديق عزيز فترة الجامعة وقد أشتهر عنه الدخول في أزمة المصطلحات وأحيانا تصدر عنه بعض العبارات غير المقصودة ولكنها لا تخلو من الأزمة والطُّرفة المَرِحة : مرَّ مع صديقٍ له بجوار ساحة النَّصر في الأبيض والتي أسست في زمن والي كردفان الحسيني عبد الكريم وكانت الساحة جميلة المنظر : فالتفت إلى صاحبه قائلا : يا علي والله ساحة جميلة جداً ولكن هذا صرفٌ برزخي هههه ولعله يقصد صرف ( بزخي ). ومنها أن صاحباً لنا كان ينتهج الروتين في كل أشيائه وكان يصفه صديقي العزيز د. محمد عثمان ( الآن مدير تخطيط المشرعات بوزارة الصحة الإتحادية ) بأنه كلاسيكي في كل تصرفاته ، ففي ذات يومٍ من الأيام فعل صديقنا الكلاسيكي شيئاً دلَّ على كلاسيكيته فما كان من صديقي صاحب الأزمات إلا أن قال لصديقي محمد عثمان: اليوم فلان قال كذا وكذا حيث دلًّ على ما ظللتَ تردده دوماً بأنه ( كاثوليكي ) من الدرجة الأولى هههههه فضحك صديقي محمد عثمان وقال له انا قلتُ كلاسيكي ولم اقل كاثوليكي هههه. ونواصل في الحلقة القادمة . mahammed mahammed [[email protected]]