ثلاثة علامات كبرى في الطريق نحو الهاوية.. و البركة في قوة الدفع الكامنة فينا.. نحن السودانيين! . تحدث وزير النفط للصحفيين بشأن النقص في تمويل استيراد الوقود.. و لم يتهم أي جهة محددة بالتقصير.. و ذكر أحد الصحفيين المنافقين أن أريحية الوزير أتاحت للصحفيين الحصول على معلومات لم يطلبوها منه.. . لكن طبيعة الوزير ما لبثت أن طغت على تطبعه حين أجرى معه الأستاذ/ الطاهر حسن التوم لقاءً هاتفياً في برنامج حال البلد بقناة سودانية 24.. في شأن شح أو انعدام الوقود.. . سأل الطاهر الوزير عن السبب في أزمة الوقود المستفحلة.. تنصل الوزير من أن يكون لوزارته ضلعٌ فيها.. و ألقى بالمسؤولية على عاتق ثلاث جهات.. و لما طلب منه مقدم البرنامج تحديد تلك الجهات، لم يحر الوزير جواباً بل التف حول السؤال.. مرات و مرات.. و أصر مقدم البرنامج على تقصي مكمن المشكلة و الجهات المسببة لحدوثها بالتحديد:- " المشكلة وين يا سعادة الوزير؟" و ظل الوزير يلف حول السؤال أو يرد على السؤال بسؤال استنكاري مبني على السؤال، دون ان يحدد مكمن المشكلة.. أو الجهات المسببة لها.. . و لما كثرت الأسئلة الساخنة، ضاق صدر الوزير فقام بقطع الخط وإنهاء المكالمة.. . إنه فشل الوزير الخائف على كرسيه إذا كشف فشل الحكومة و حدد مسئولية الجهات المشاركة لوزارة النفط في الفشل و التقصير.. . و هو نفس الفشل الذي أجبر والي الخرطوم على الاعلان عن شح في تمويل تسيير أعمال الولاية.. و هو أيضاً لم يشِر إلى الجهة المقصرة في التمويل.. لكنه انكأ على القدر معلناً أن أمور ولايته تسير ب( البركة).. . ما شاء الله.. ولايتنا يتم تسيير أمورها بالبركة.. أي أن الأمور كلها متروكة للصدفة.. و للصدفة فقط.. و عليه فإن الوالي لا يستطيع وضع احتياطات لكوارث ربما تأتي من وراء الأفق.. و يترك كل شيئ للبركة.. . هذا هو والينا نفسه الذي صرخ عند مجيئه والياً لأول مرة.. و قال بأعلى صوته:- " الحتات كلها باعوها!".. لم يتهم الجهات التي باعت ( الحتات) في سوق الحرامية و لا الجهات التي اشترت من سوق الحرامية.. . و لم تهتم و سائل الاعلام ببائعي الحتات وقتها.. لكنها اهتمت بصرخة الوالي:- " الحتات كلها باعوها!" أما الحرامية فمعروفون لدى الجميع.. و في مقدمتهم مكتب الوالي الذي سبق والينا الحالي.. . و في نظام لصوص ( الانقاذ) كلما أطيح بحرامي حل ه حرامي.. فسرق الحرامية كل موارد البلاد.. و لم يعد تسيير الأمور يتم سوى بالبركة.. . و بالأمس القريب صرخ وزير الخارجية بسبب عدم تمويل البعثات الخارجية.. و أبان أن مستحقات بعثات السودانية الخارجية لم يتم توفيرها طوال سبعة شهور.. و ذكر أن البنك المركزي فشل في أن يوفر التمويل بالرغم من تدخل البشير.. . كانت صرخة غندور صرخة كاشفة عرَّى بها بنك السودان على رؤوس النواب .. و عرَّى البشير كاشفاً عن ما كان مدسوساً تحت البساط.. و هز أركان البرلمان هزة أدت إلى سقوطه هو سقوطاً داوياً سمعتُ صداه في وسائل الاعلام الخارجية بعد منتصف الليل! . ثم، ماذا كان سيفعل البرلمان مع مدير بنك السودان بعد أن فشل البشير معه.. و ماذا كان بإمكان مدير بنك السودان أن يفعل و البنك خاوٍ على عروشه..! . إن فاقد الشيئ لا يعطيه.. . أيها الناس، لقد صدق والي الخرطوم.. و كل أمورنا سوف يتم تسييرها بالبركة إلى أن تثوروا على أنفسكم و تسقطوا هذا النظام.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ////////////////////