سجن شالا، الفاشر.. أعذب سؤال واغربه، امي؟ وجه لي في التحقيق،. . وللحق رجعت لوجه امي، وقلبها، وفعلها، وندمت لهذا السؤال وعجزي، وتعجبي، امامه، فجرى خيالي للصالون الطيني، ومعي صحبي. . ليست حزب، ربما غاية الاحزاب، "الحب والحنان والعدالة والجمال" وربما فوق ذلك، ليت الحياة، والقانون، والدستور، والمناخ تحاكي امي، ليتها، ولا محال في قلب الحياة وسعيها الذكي، الحنون. . أظنها خلقت قبل خلق الأرض وسعي بني ادم، وجفاء بعضهم، وطيبة اخرين، اظن، حزبها الكون، بنمله وسحبه وغيومه وسره وغموضه،.. . حزبها المروة والسهر والفداء والحب وسقي الماعز ونثر القمح في الفجر للدجاحات ال37، والبكاء الصادق لرحيل طفل او جد او قرينة عمرها، ... . حزبها نحن، وخراف خالي، وصنع الكسرة لضيوف الصالون الكثر،. امي امية، وحزبها قلب عظيم، يفوق أحلام الايدولوجيا، وتطلعات الشعراء، وفي قلبها ترعى الغزلان وفساتين أخواتي ويفور لبن الصباح في الغباش، ويضحك الجميع في حبور، العدو والصديق والبعيد والغريب والقريب،... . كانت تحب السيد الحسن وتصافخه بكلمات كاللبن، وكانت حمار طفولتي، امتطيها في الحوش الحنون وأشد رسن شعرها القطني، ... . ما ابسلك، حتى في قبرك صرتي سياسية عظيمة بلا حزب سوى حزب الحب والسهر والتعب وتحمل الأذى، ونشر الأصالة كالمسك،.. . امي، أكنت أنت سياسية عظيمة، ايتها الامية دون علمنا، ما أعظم سرك وقبرك، (لو متنا، حاربت المقابر) ما ا جملك ايتها السياسية العظيمة، يا روح كل الاحزاب، . جرى بالي كما قلت، للصالون، كنت تطبخي لنا بحب في الصالون الطيني، الجمهوري والشيوعي، والملحد، واليساري، يتذوق جمال طهيك وبشاشة قلبك، وفي فمهم جميعا سكر طعامك، أليس هذا حزب وراء كل الاحزاب، أن يتحد طعم ملامح الباامية في كل الألسن، حزب الفطرة؟ ربما. . لم أعلم بأنك سياسية عظيمة، ليت الحياة تحاكيك، ايتها الرحم والنظر، سيأتي يوم تحاكيك الحياة برمتها، وتتجلى البذور الكامنة في هذا الشعب النفيس، فبذرته عطشى وفي قلب نار، تحن لنور حبك، ومناخك اللائق لكل البذور، كي تطلق عنان عطرها وسحرها ووردها في كل الافاق... . وللحكي بقية... . .