المسلمون واليهود والنصارى: الحوار بين أبو قردة النصراني والعتابي الشاعر العباسي في مجلس المامون حول قضية هوية المسيح بدأ في القرن الخامس بين المسيحيين أنفسهم، وكان نسطوريوس السورى بطريق القسطنتينية أول من أنكر ألوهية المسيح فطرد من وظيفته، وتدخل في هذه القضية الباحثون من علماء التاريخ والأديان، ولدينا عدد من الأناجيل جمعت في القرن الثالث ولا يوجد انجيل واحد، وقد يكون ذلك سببا في اعتراف الكنيسة بالتوراة باسم العهد القديم، وتعرف مجموعة الأناجيل بالعهد الجديد، وتواصل النقاش حول هذه القضية حتي ثورة الاصلاح الديني بقيادة مارتن لوثر في القرن السادس عشر كرد فعل للفوضي الدينية والسياسية التي يعاني منها المسلمون الآن، وكان الاصلاحيون تيارات واتجاهات مختلفة، منهم الذين ينادون بالعودة الي منابع المسيحية الألي وفهم المسيح بصفته معلما للفضيلة، ومنهم من ينادى بالتخلص من فكرة الكنيسة هي الدولة والخلط بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية وتحرير الدين من أوزار السياسة، ومنهم من ينادون بالتحلق في جماعات صغيرة هلي طريقة المسيحيين الأوائل، ولهؤلاء وجود في أميركا الآن يعيشون في مجموعات ريفية منعزلة، أما مايعرفون في وسائل الاعلام بالأمريكيين الجدد فمجموعات هاجرت من المدينة الي الريف هربا من صخب المدن والتفسخ والانحلال ويميلون الي الحزب الجمهورى في قضية الاجهاض لأن الحزب الديموقراطي أكثر راديكالية، ومنهم من ينادون بالصلاة الي الله مباشرة دون وساطة بين الانسان وخالقه ويرفضون الفداء وألوهية المسيح ويطالبون بأن تكون الكنيسة مفتوحة للجميع بدونه كهنة وقساوسة، والناس أحرار وليس جماعة دينية، والفرد فوق المجتمع بصفته مصدر الفعل الحقيقي في المجتمع، وكل فرد وضميره وفهمه للانجيل، ولا يكون الدين الا علاقة فردية بين الانسان وخالقه لأنه اعتقاد مقره العقل والشعور والضمير، وعارض أتباع مارتن لوثر البابوية، وكان محمدا أعظم مائة رجل في التاريخ في كتاب مايكل هارت مع ان المسيحية أكثر انتشارا لأن محمد كان طفلا يتيما في مجتمع بدوى متخلف، أما المسيح فقد نشأ طفلا مجهول الأب في مجتمع يهودى متحضر عقيدته وحدانية الله فلم يبدأ المسيح من الصفر، ولم يعترف اليهود بعذرية أمه مريم العذراء واتهموه بادعاء الألوية وحاكموه وحكموا عليه بالاعدام وصلبوه، فقد كان المسيح في نظر اليهود حاخام يهودى كرمه أتباعه وعبدوه الها من دون الله، والناس في كل زمان ومكان كما قال علي بن أبي طالب بين محب يذهب به الحب الي غير الحق ومبغض يذهب به البغض الي غير الحق، وجاء في الحديث الشريف لا تطروني كما أطرت النصارى عيسي بن مريم فعبدوه الها من دون الله، وبرأ البابا اليهود من دم المسيح وهي جريمة أجمعت عليها كل المصادر التاريخية، وقد يكون ذلك لأسباب دينية لأن المسيحية في مفهومها العام امتداد لليهودية، ولا يزال الانجيليون في أميركا ويقدر عددهم بحوالي أربعين مليون ناخب يؤمنون بنبوءة توراتية بأن المسيح لن ينزل الي الأرض الا اذا استولي اليهود علي فلسطين من البحر الي النهر شوقا الي المسيح وليس حبا في اليهود الذين يعانون من الكراهية منذ رواية تاجر البندقية في القرن الخامس عشر الي محرقة اليهود علي يد النازية في ألمانيا، ويلتقي اليهود مع الدكتور أحمد علي الامام فيلسوف الانقاذ في التعالي والاستكبار واحتقار معتقدات وثقافات الآخرين فقد كانوا ولا يزالون يتفادون الانخراط في المجتمعات التي يعيشون فيها، وصدرت دعوة من الجماعات السلفية الي المسلمين في العالم الحر بعدم الانخراط في الحياة الاجماعية ودعوة مماثلة من أوساط النظام في السودان الي المسلمين في الجنوب، ودعا تنظيم القاعدة المسلمين الي مغادرة أوربا وأميركا كساحة حرب وأصبح الاسلام تنينا لاخافة الأطفال، ووصف أرنولد توبني في كتابه تاريخ الحضارات اليهود بأنهم فضلة من حضارة سادت ثم بادت بكل مظاهرها وأخشي أن يكون ذلك مصير الاسلام، وبدأت قضية المسيح بانكار عذرية أمه مريم العذراء، أما المسلمون الذين تتلي فيهم سورة مريم والذين تفشت بينهم الكراهية المطلقة ضد النصارى فيجترون حضارتهم التي سادت ثم بادت فقد كانوا يغيرون من الأميراطورية البريطانية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وكذلك كانت النازية في أمانيا التي كانت تجتر سيرة بارباروسا العظيم وكانت الدعاية النازية تزعم ان بارباروسا بعث في شخص هتلر لاستعادة أمجاد الجنس الآرى، أما الفاشيون في ايطاليا فقد كانوا يحلمون بعودة الأمبراطورية الرومانية، ويستجيب الفقراء للدعوات النازية والفاشية فليس لديهم ما يخسرونه لأن شعارهم كما يقال في المثل السوداني الحارى ولا المتعشي، ومضت عصور الأمبراطوريات التي وصفها أرسطوا بأنها كائنات غير طبيعية لأنها تستعبد الشعوب وجاء عصر الشعوب، والمسلمون أمة رسالية ولا يجوز لهم التقوقع والانعزال.وانتشر الاسلام في السودان وآسيا وأفريقيا بفضل التجار العرب ورجال الطرق الصوفية والمشاركة الوجدانية في معترك الحياة، والناس كما قال أبو الطيب ذو العقل يشقي في النعيم بعقله وأخو الحهالة في الشقاوة ينعم، ومنهم في العالم الحر وفي كل زمان ومكان انسان مرهق الأعصاب لأسباب جينية أو موضوعية يطلب السلوى في الشهوات فيزداد ارهاقا حتي يصاب بالجنون ويقوده علمه الي اليأس والافلاس فيطلب اليقين، والناس في العالم الحر يبحثون عن الحقيقة ويسعون اليها لذلك نرى الذين يختارون الاسلام من العلماء والطبقة الوسطي، ولولا الشك لما كان اليقين، وتوصل الفلاسفة الاغريق لوحدانية الخالق والبعث والنشور، ونشأت الفلسفة في المجتمع الآثيني بنقد الشعوذة والخرافة وتعدد الآلهة لكن أدعياء الاسلام يزعمون ان من تفلسف تزندق، وكذلك الحنفاء العرب في الجاهلية قبل الاسلام الذين كانوا ينكرون عبادة الأوثان، ومنهم زيد بن عمرو بن نفيل وجاء في الحديث الشريف أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده، وأمية بن أبي السلط وأبو قيس بن أنس وقيس بن ساعدة الأيادى وخالد بن سنان، وأشك يؤلمني شكي وأبحث عن برد اليقين فيفني فيه مجهودى، التجاني يوسف بشير، ومن ذلك طلاسم ايليا أبو ماضي، لذلك كانت آيات الحرية وعددها مائة آية صريحة ومباشرة ولا تقبل التأويل. في الحلقة الأخيرة الديموقراطية في الاسلام والمناج التروية وقضاة الانقاذ. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.