صباح الخير أيها السيِّدات والسادة، وأشكركم على مجيئكم لحضور آخرِ مؤتمرٍ صحفيٍّ لي هنا في السودان. في غضون أيامٍ قليلةٍ، سأغادر السودانَ والبعثة بعد أكثر من سنتين من المهمة التي تخلّلتها التحديّات. ولكن في الوقت نفسه قد اتسمتْ هذه الفترة بالإنتاجية، ويرجع الفضل في ذلك إلى الدعم الذي تلقيتُه من جميع زملائي في بعثة الأممالمتحدة في السوان ووكالات الأممالمتحدة، والشكر موصولٌ أيضًا للحكومة السودانية على التعاون الجيِّد الذي حظيتُ به. إنني على ثقةٍ بأن هذا التعاونَ سوف يستمرُّ وسوف تمتد إلى خلفي عند وصوله. إنني أغادر هذه البلادَ في وقتٍ يمضي فيه تنفيذ اتفاق السلام الشامل قدمًا وبحزم نحو الانتخابات والاستفتاء، وأنا واثقٌ من أن الأطرافَ المعنية باتفاق السلام الشامل، الذين قد جدّدوا التزامَهم بعملية السلام، سوف يبذلون قصارى جهدهم للتغلب على جميع التحديات التي قد تواجههم من أجل تحقيق الرخاء والسلام الذين يستحقّ أن يتمتعَ بهما الشعبُ السوداني. ستكون 2010 السنة النهائية الكاملة من الفترة الانتقالية لاتفاق السلام الشامل ممّا يلقي المسؤولية التاريخية على عاتق قيادة الأطراف الموقعة بعدم السماح لأية صعوبات، أو عوائق، أو أية تصورات لتقف في طريق تحقيق السلام الدائم. في هذا الصدد، يبقى هنالك عملٌ حيويٌّ يتعيّن القيام به فيما يخصّ جملةً من المسائل نذكر من أهمها الانتخابات والاستفتاءات حول الجنوب وأبيي، وترسيم الحدود، وترتيبات ما بعد الاستفتاء. في هذا الإطار، ستواصل الأممالمتحدة وبعثتُها في السّودان التزامَهما الثابتَ بتوفير الدعم الكامل لتنفيذ اتفاق السلام الشامل حسبما ينصُّ عليه تفويضُنا الصادر عن مجلس الأمن وضمن قدراتنا. وأنا واثق بأننا جميعًا سنعمل على ترسيخ السلام وتحديد مسارات جديدة لازدهار السودان. أطيب تمنياتي لشعب وحكومة السودان. ولكم منّي جزيلُ الشكر.