قد يكون السؤال غريبا فى هذا التوقيت والذى يكاد ان يصل فيه السودان لحاله من التشقق والتشظى لدويلات وياتى السؤال بعد ان تم توزيع الكثير من السلطه والثروه بل والتنازل عن الارض ..... وقد اوصل السودان لهذا الحال مجموعه من ابنائه نصبوا انفسهم بالبندقيه اوصياء عليه فالشمال تسيطر عليه الانقاذ التى جاءت عبر انقلاب عسكرى والجنوب تحكمه الحركه الشعبيه بعد ان اعطتها الانقاذ هذا الحق عقب قتال مرير وجبهة الشرق تحكم الشرق اما الغرب والذى حسب حقائق الجغرافيا من المفترض ان يضم كردفان ودارفور فقد استحوذت دارفور على الاسم واصبحت هى الغرب بعد ان حمل ابناؤها الكلاش والانقاذ لاتعترف الا بمن يحمل السلاح ...واصبح حاملى السلاح من الدارفوريين هم الذين يتفاوضون باسم الاقليم فى الدوحه مع ان الاغلبيه لم تحمل السلاح وهم غير ممثلين فى المفاوضات التى ستقرر مصير الاقليم ... اما شمال كردفان فهو مغيب عن اى اقتسام للسلطه والثروه لانه خالى من اى معارك عسكريه اما جنوب كردفان فهو شىء فى رحم الغيب لم يتشكل بعد ولاندرى ان كان الحال سيفضى لدوله ام انه سينضم لاحدى الدول القادمه ان ثلاثه اقاليم من اقاليم السودان تطالب بحقها فى السلطه والثروه بعضها حصل على مايريد وبعضها فى الانتظار وبديهى انهم يطلبونها من الشمال والذى نصب المؤتمر الوطنى نفسه وكيلا ومفوضا عنه واصبح يوزع فى السلطه والثروه ذات اليمين وذات الشمال يعطى هذا ويتكتك مع آخروليس همه تقسيم عادل للسلطه والثروه وانما كل همه ان يبقى فى كراسى السلطه اكبر زمن ممكن ان الحقيقه الثابته منذ الاستقلال ان كل الاقاليم كان لها من يمثلها فى السلطه وكل هؤلاء الممثليين سواء كانوا فى السلطه التنفيذيه او التشريعيه كانوا عندما يصلون لمركز السلطه ينفصلوا عن مناطقهم تماما بل انهم ينزحون للعاصمه بصفه نهائيه ناسين مناطقهم ومشاكلها وبدل ان يمثلوا مناطقهم ويسعوا لتحقيق مطالبها ينحصر تمثيلهم فى انفسهم ويلبون مطالبها وتصبح مصالحهم مرتبطه بالعاصمه .... والمشكله ان العاضمه تقع فى حيز يصنف جغرافيا شمال لذلك يصبح فى نظر الجميع ان الشمال هو المسيطر على السلطه وبالتالى على الثروه وهو الملوم فى حالة الخلل فى توزيع السلطه والثروه فالاخرين لاينظرون لابنائهم على اساس جذورهم ان ماتم الاتفاق عليه بين الانقاذ والاخرين منذ نيفاشا مرورا باسمرا وحتى الدوحه معيب فالمؤتمر الوطنى لم يفوضه احد ليقسم السلطه والثروه وهو ينتظر الانتخابات ليكتسب شرعيه وقد احدثت تصرفاته هذه نوعا من الارباك ولخبطة الكيمان فقد فاوض المؤتمر الوطنى فى نيفاشا على اساس انه يمثل الشمال ككل بمافيه الشرق والغرب والحركه الشعبيه تمثل الجنوب اى ان المفاوضات شمال قصاد الجنوب وبعد ذلك نفس المؤتمر الوطنى يذهب الى اسمرا ليفاوض الشرق ولا اعرف كيف تاتى للمؤتمر الوطنى ان ينوب عن الشرق فى مفاوضة الحركه ثم ياتى ليفاوض الشرق لابسا جلباب الشمال والغرب ثم يخلع هذا الجلباب ويفاوض الغرب لابسا جلباب الشرق والشمال وحقيقه ان المساله اصبحت مربكه ومحيره ان المؤتمر الوطنى بهذه الاتفاقات قد نصب من نفسه ممثلا لشمال كردفان والشمال والشرق واحيانا الغرب وفى كل ذلك لم يفوضه احد ولااعرف ماذا سيكون الموقف اذا قام من يحمل السلاح فى الشمال وطالب بحقه فى السلطه والثروه وتقرير المصير ... من ؟ سيفاوض من ؟ ان الاقليم الشمالى كغيره من الاقاليم يعانى الفقر والتخلف ويعانى من مشاكل لاحصر لها (خففتها الطبيعه بهذا النيل الذى يجرى على اراضيه) ويحس مواطنوه انهم مظلمون فى تقسيم السلطه والثروه فهو ليس كما يعتقد الكثير من ابناء الاقاليم الاخرى يستحوذ على جل السلطه والثروه ... صحيح اذا حسبنا المساله من ناحية عدد الذين فوق مقاعد السلطه سنجد ان عدد ابناء الشمال كبير مقارنه بباقى الاقاليم ولكن السؤال ماذا قدم هؤلاء لاقليمهم ؟ سنجد ان الحصيله صفرا ! وسنصل لحقيقة انهم قدموا لانفسهم فقط مثلهم مثل ابناء الاقاليم الاخرى وسنجد انهم ابتعدوا عن اقليمهم كثيرا بل ان بعضهم لم يرى موطنه اطلاقا انما يسمع بها ! اننا محتاجون قبل الاسراع فى تقسيم السلطه والثروه ان نعرف الشمال تعريفا واضحا وان نوضح مااذا كان الشمال يضم الشرق والغرب والوسط كما وضح ذلك فى مفاوضات نيفاشا ام ان الشمال هو الغرب والشمال والوسط كما كان ذلك فى مفاوضات اسمرا ام ان الشمال هو الشمال والوسط والشرق وكردفان كما يظهر من شكل التفاوض فى الدوحه الآن ...... او ان الشمال هو ولايتى الشماليه ونهر النيل ؟ ان المطلوب ايضا ان يحدد من يفاوض عن الشمال فالمؤتمر الوطنى الذى يفاوض نيابه عن الشمال هو حزب يضم فى داخله مواطنيين من كل اقليم ويصبح ليس من العداله فى شىء ان يمثل افراد من اقليم آخر الشمال فى مفاوضاتهم مع اقليمهم الاصل ليصلوا لتقسيم عادل للسلطه والثروه لان فى ذلك تعارض مصالح واذا كانت الاقاليم تفاوض كاقاليم لتوزيع السلطه والثروه وليس كاحزاب فلماذا يفاوضها الشمال كحزب وليس كاقليم ان من المفترض ان نحدد قبلا ماهى الثروه التى نريد اقتسامها وان تجرى انتخابات نزيهه تحت اشراف مؤسسات قوميه محايده لتحديد ممثلين كل اقليم وان يجلس الجميع كاقاليم وليس كاحزاب لتقسيم السلطه والثروه فيما بينهم بعداله... ...واذا كان هناك خيارا لتقرير المصير فيعطى لكل الاقاليم بدل ان يعطى للبعض ......... وهذا وحده هو الذى سيقودنا لدولة يرضى عنها الجميع محمد الحسن محمد عثمان قاضى سابق