تابعت بكل دقة الحملة الاعلامية ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان و قائدها الشهيد الدكتور جون قرنق و بعض قياداتها و على رأسهم باقان اموم و ياسر عرمان و دينق الور التى قادها الطيب مصطفى منذ ان كان مديرا للهيئة القومية للاذاعة و التلفزيون الى تأسيس صحيفته الانتباهه، و رغم اننى اعددت اكثر من مقال للرد على كتابات و افتراءات الطيب مصطفى، إلا أننى و بعد قراءة و تمحيص و تحليل سياسى عميق آثرت ان الا ارد عليه، لانه حسب رؤيتى ان الطيب مصطفى بطرحه اللامنطقى فى التعاطى السياسى مع الخصوم، ثبت للشعب السودانى ان اقوال حكومة الانقاذ و المؤتمر الوطنى تفهم بالمقلوب او المعكوس. و لعل إمرأة شايقية كبيرة فى عمرها و حكمية قد ذادت تنبيهى لاساليب الخداع و تشوية صورة الخلق الالهى التى مارسها المؤتمر الوطنى ضد الشعب السودانى، فلقد ذهبت تلك المرأة الى الساحة الخضراء فى يوليو 2005م لاستقبال القائد الدكتور جون قرنق لسببين كما ذكرت الأول هو ان السلام بالنسبة لها يعنى الاستقرار و التنمية و المحافظة على ارواح الشعب السودانى و السبب الثانى كانت تريد التاكد من شكل الدكتور جون قرنق الذى عرضه تلفزيون الطيب مصطفى قبل التوقيع على الاتفاق بصورة مشوهة لخلق الله الذى خلق الانسان فى احسن تقويم، و اول ما ذكرته تلك المرأة على مسمع انكم فى حكومة المؤتمر الوطنى كضابين فى كل ما تقولون و الكضب حبلوا قصير و الناس الله أداها عقل عشان تميز و البشوه خلقت الله يمكن يشوه اى شئ. تباهى الطيب مصطفى يوما فى احدى زفراته (التى نعرف ادق تفاصيل اسبابها التى تسبب فيها هو بنفسة مما نتج عنه حالة هستيرية نفسية محاولا تبريرها بالاسقطات على الآخرين !) حينما عرف ان باقان يطلع يوميا على صحيفته، و اعميت بصيرته فى التفكير لماذا تتيح الحركة لاكبر عدد من اعداد الصحيفة للدخول يوميا لكل انحاء ولايات جنوب السودان، و ضحكت كثيرا لتبرير و خواء الطيب مصطفى لذلك، فرغم المبيعات التى تحققها كميات مبيعات الصحيفة للطيب مصطفى إلا ان العائد المعنوى و السياسى الكبير الذى حققه الطيب مصطفى للحركة الشعبية و قياداتها يفوق مليارات الجنيهات السودانية، فالرسالة الاولى التى يجب ان يفهمها الطيب مصطفى هو ايمان الحركة الشعبية بحرية الصحافة رغم علمها آنذاك بسياسة الانحياز لصحيفته فيما يعرف بالصحافة القبلية، فهى الصحيفة التى كانت تكتب ما تشاء و تسب من تشاء بوقاحة حتى النائب الاول لرئيس الجمهورية، ثم ان الحركة الشعبية تعلم تماما مستوى الوعى السياسى الكبير لدى المواطن الجنوبى كغيره من السودانيين و خاصة المثقفين الذىن يطلعون على الصحف المكتوبة باللغة العربية، فهم يحللون و يشرحون و يناقشون مضامين الكتابات و مدلولاتها و لا يأخذونها على علاتها، لذلك لا يمكن خمهم بالصورة السطحية الخيالية الخاوية التى يفترض الطيب مصطفى انها ستساهم فى تدمير الحركة الشعبية لتحرير السودان و خاصة امينها العام باقان اموم و نائبة ياسر عرمان مرشح الرئاسة الذى نال ثقة الجنوبيين و الشماليين بالاحماع داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان بجانب كافة المهمشين قى كل أنحاء السودان. و أذكر انه فى سوق كتور بجوبا ان رجلا كان يتصفح انتباهة الطيب مصطفى وما ان قرأ خبرا كتبه الطيب مصطفى يقول فيه ان ياسر عرمان هو سبب المشاكل القبلية فى جنوب السودان حتى بدأ يضحك بصورة ملفتة للانظار جعلت كل المارة يلتفون حولة رجالا و نساء و اطفالا، فقال بعربى جوبا هو الزول دا صحيح راسو كويس فقالوا الزول دا منو و فى شنو فقال لهم انتو الزول البيقول هو خال الرئيس و كان بجيبو لابس الميرى( الكاكى) و برقص فى الخرطوم فى التلفزيون و رسل ولد بتاعو الطالب للحرب وقال ليهو اقتلهم او موت او كلكم موتوا ( فالترق منهم دماء او ترق منا الدماء او ترق كل الدماء) بعدين ولد بتاعو مات ما يهو هو بقى بنطط و ما لقى حاجة بكب فوقو غضب بتاعوا دا الا ياسر عرمان، انا ما عارف ياسر عرمان بقى عندو واطه و مراح و مليشيا ذى ناس خطروم بسوو و برسلوا ناس عشان يبوظوا واطا هنا فى الجنوب، فضحك الجميع بسخرية و قال احد الاطفال هو جداده ما بخلى صقر يشيل ولد بتاعو سمبلا (ساكت) لامن زول ياهو بقعد بشرب موية بارد فى الخرطوم و بودى ولدو قدام فى حرب بعدين ياهو بجى بكورك فى راس بتاع ناس اونطه. فالطيب مصطفى حاول تشويه صورة العلاقة بين الشمال و الجنوب، و حلل مفاهيم لا يدرك معانيها الصحيحة فاما يكون لعدم درايته او اعتباره أبو العريف، فنأخذ على سبيل المثال لا الحصر مفهوم الجلابة الذى يصر الطيب مصطفى على تفسيره بانه يعنى الشمالى، و هو واقعيا حسب ادبيات الحركة الشعبية تاريخيا يعنى الذى يجلب الخير لنفسه على اكتاف و حساب الاخرين بما فيها إستغلال الآخر لتحقيق مكاسب ذاتية و هذا التعريف لا ينطبق على اثنية او اتجاه جغرافى بقدر ما ينطبق على الاشخاص سواء كانوا فى الجنوب أو الشرق أو الغرب أو الشمال، و ما إختيار ياسر عرمان الجعلى وابن الوسط (الجزيرة) و الاصول الشمالية بالاجماع الجنوبى والشمالى و الشرقى و الغربى و الاوسط من جماهير الحركة الشعبية درسا بليغا و فهما سياسيا متطورا لأدبياتها، جعل الكثيرين يتراجفون و يستجدون الحركة فى سحب ترشيح عرمان، و كيف لشخص رصيد جماهيرى يفوق ال7 مليون ناخب فى جنوب السودان و جنوب كردفان و النيل الازرق ناهيك عن دارفور و بقية انحاء السودان ان يتنازل لمن لا رصيد لهم؟. أما مسرحية الاثنين الاسود فان كاتبها و ممثل كل فصولها و مخرجها هو البطل الوهمى الباشمهندس الطيب مصطفى، فلا يعرف الطيب مصطفى اين كان باقان اموم فى تلك اللحظة و ماذا كان يقوم به للمحافظة على وحدة و قيادة الحركة و المحافظة على اتفاق السلام و تهدئة مواقف افتراضية لبعض الجنوبيين فى الجنوب، و لم يكن بالخرطوم من قيادات الحركة الكبيرة غير نيال دينق و عبد العزيز الحلو الذى تلقى نبا وفاة د. قرنق اثناء تواجده بالفاشر و قطع مهمته الرسمية لمشاركة نيال دينق فى استقبال وفود المعزين بالخرطوم، اما الطيب مصطفى بماذا كان يحرض و ماذا كان يوزع و ما هى العربة التى كان يقودها و من تم توقيفه بما فيها ادق المعلومات تعلمها الحركة الشعبية و لا تريد إثارتها ( و الشينة منكورة و الفيك بدر بيه)، و هو ما دائما يثبته الباشمهندس فى نفسه بيوم الثلاثاء التالى لاثنينه الاسود . قرأ احد مثقفى الخرطوم من ابناء الشمال دعوة الطيب مصطفى الى انشاء قاعدة عسكرية صينية و روسية بالسودان، فقال فى احدى النقاشات ألم تكن هى نفسها روسيا التى دنى عذابها التى كان يتنطط على انغامها الطيب مصطفى، و ألم تكن روسيا و الصين هم أب و أم الشيوعية التى يلصقها مقرونة باسمى باقان و عرمان فى كل كتاباته فهل الرجل سليم ام مشاكس من اجل المشاكسة! و هل من عاقل يدعو دولا اجنبيه لتأسيس قاعدة عسكريه فى بلده!. وهم الطيب مصطفى نفسه فى احدى زفراته بضرورة مقاطعة المنتوجات الامريكية و الاتجاه الى الصين و لا يدرى ان حجم التعامل التجارى بين الصين و امريكا يفوق حجم التعاون التجارى بين الصين و السودان مئات المرات( راجع مكتبة الكونغرس)، و لا يدرى مدى تأثير امريكا عبر اصدقاءها فى اروبا و اسيا و افريقيا و العالم العربى بما فى ذلك السودان على المصالح التجارية و الاقتصادية للصين، و لذلك رغم وضعية السودان فى السياسة الامريكية الا ان امن السودان ووزرائه قدموا كل ما عندهم ارضاءا لامريكا ويلهثون الليل و النهار ورائها الى الان و كان آخرهم الجاز الذى عاد قبل اسبوعين بخفى حنين، و هم اى الامريكان فى تقييمهم لهم طرقهم و اساليبهم الخاصة المرتبطة بالتغيير الواقعى، و هو ما حير كل المبعوثين الامريكان فقد اتفق جميعهم ان فى السودان قوم فى السلطة يقولون و لايفعلون و يوعدون و فى نفس الليلة ينقضون. اما الصوفية و شيخ باقان، فلا يدرى الطيب مصطفى معنى التنوع الثقافى و احترام الاخر كمبادئ اساسية فى منفستو السودان الجديد الذى ناضل من اجله باقان و عرمان، و الصوفية لما لها من وجود تدخل فى اطار ذاك التنوع و اهمالها يعنى اهمال شريحة مهمة، فلماذا يسكت الطيب مصطفى عندما يقيم الاقباط المسيحيين افطارا رمضانيا يدعون فيه البشير و يلبى دعوتهم!. نأتى للمليارات السبع التى ذهبت للجنوب بإعتبارها 50% من بترول الجنوب حسب الاتفاقية، فالسؤال الذى يطرح نفسة كم عدد البراميل المنتجة من النفط، فالنصدق و نأخذ ما ذكره وزير الطاقة و التعدين ان الانتاج 500 الف برميل يوميا (وما خفى اعظم و شواهد عدم رغبة المؤتمر الوطنى فى توضحيح الارقام الحقيقية بشفافية تؤكد ذلك)، و نفترض ان المهندس الطيب مصطفى قد يفهم فى الرياضيات اكثر منى رغم خلفيتى الاجتماعية الاقتصادية، ، و رغم ان اسعار البترول فاقت 60 دولار احيانا للبرميل و تدنت احيانا فالنضع المتوسط الافتراضى مبلغ 30 دولار للبرميل بعد ارباح الشركات، فيكون الناتج خلال الشهر450 مليون دولار، وخلال السنة 5مليار و 400 مليون دولار، و خلال الخمس سنوات 27 مليار دولار، طيب نصيب الجنوب من المفترض ان يكون خلال الخمس سنوات 13 مليار و نصف استلم منها 7 مليارات أى ما يعادل 26% تقريبا فأين ذهبت ال 6 مليار و نصف دولار و اين الصناعات التحويلية و مشتقات البترول كالاسفلت و غيره، اذا بالحسابات هنالك 6 مليار و نصف من حق الجنوب و 6 مليار و نصف من حق الشمال راحت شمار فى مرقه لان عائدات البترول فى ميزانية الدولة تظهر بالمناصفة ( اى 7 مليارات للشمال و 7 للجنوب خلال الخمس سنوات الاخيرة)، كما ان تقارير المراجع العام كشفت كثير من التلاعب الكبير فى المال العام خارج اطار ال 13 مليار دولار او اكثر و التى سيكتشفها اى تغيير مرتقب فى السلطة فى السودان و هو ما يخيف المؤتمر الوطنى أكثر من أوكامبو ، هذا بخلاف الذهب و الزراعة و الثروة الحيوانية و الصمغ و الضرائب و الجمارك و الصناعات ...الخ. و عن انفصال الشمال نقول للطيب مصطفى من منو و لماذا و ما هى حدود شماله و هل يوافقه اهل جبال النوبة و دارفور و النيل الازرق و الشرق و الوسط وحتى اهل الشمال نفسه، و ما هى مصادرك التى تعتمد عليها. و اذكر ان د. جون قرنق كان يصحح الكثيرين الذين يقولون مشكلة الجنوب، و كان يضرب مثالا بسيطا اذا انت كنت قاعد فى بيتك وزول جاء طلع ليك فى رقبتك دمنو بكون المشكلة، اذا ببساطة المشكلة مشكلة الشمال. لذلك يرى الدكتور جون قرنق ان العروبة لاتوحدنا و كذلك الافريقية لا توحدنا كما ان الديانات لا توحدنا بل ما يوحدنا هو السوداناوية المبنية على احترام تنوعنا. فمن حق الشمال الا يرضى اذا ذهب شعب الجنوب الى شندى و طلبوا منهم ان يتحدثوا بلغة جنوبية و ان يدينوا بغير الاسلام، و هو ما لا يفهمه بعض الشماليين فى التعامل مع التنوع المغاير لثقافتهم فى كثير من مناطق السودان و لاسيما الجنوب. و اخيرا فان و قوفنا مع عرمان لانه شخص ناضل بشرف و ثبات و سالم بنية صادقة و دافع بكل ما يملك من داخل البرلمان رغم ماتعرض له من تهديد و تشويش لتنفيذ ما تم توقيعه فى اتفاقية السلام الشامل و الدستور و كان صادقا لم يخشى فى قول الحق لومة لائم، و فوق ذلك هو شخص قارئ و محلل متعمق للتاريخ و الجغرافيا و الثقافة السودانية و جسر للتواصل بين الشمال و الجنوب و آخر أمل مرتجى للوحدة و التغير و حل القضايا العالقة و على رأسها قضية دارفور. و ختاما نقول للطيب مصطفى ان كل من اسأءت اليه رفعت اسهمه لدى الشعب السودانى و كل ما امتدحته دمرته سواء كان داخل الحركة الشعبية او خارجها، بما فيها اعلامك غير الموزون فى قضية المحكمة الجنائية، و ستثبت الانتخابات القادمة اذا تمت بنزاهة و شفافية انك قد طبقت المثل الشائع ود أختى و سقطو، ونقول كما يقول اهلنا بدارفور الدنيا دبنقا دردقو بشيش . ومن الناس من لم يدرى و لايدرى انه لايدرى. و آن الاوان لعرمان ان يمد رجليه خاصة وان كل المهمشين و عقلاء السودان من حوله. أمين زكريا اسماعيل امريكا الموافق 12/2/2010