أوجه هذا الحديث لأكثر اثنين داخل صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان ضجيجاً حيال السودان الجديد – هذا الفكر الذي اسر عقول معظم شمالي الحركة الشعبية لتحرير السودان. ياسر سعيد عرمان – باقان أموم ماذا أبقيتم من فكر السودان الجديد نحن لا نتحدث عن ذلك من منطلق الطيب مصطفي أو إسحاق فضل الله وغيرهما انما نتحدث عن الفكر الذي عانينا بسببه المعتقلات والسجون وما بينهما ان الطيب مصطفي وغيره لديهم كل الحق في التهجم المستمر ففكرة السودان الجديد انما هي النقيض من فكرتهم عن الحياة. فاذا كانت لدي قادة الحركة الحاليين أي ولاء للسودان الجديد وأن كانوا جادين في الدعوة له بصدق وتجرد اولا في سلوكهم الشخصي وثانيا في سلوكهم التنفيذي سواء كان على مستوي حكومة الجنوب أو على المستوي الاتحادي والقومي بما لديهم من وزراء ووزراء دولة بمقدور الطيب مصطفي وما شابهه الجرأة على السخرية منه والتهجم عليه. فالسودان الجديد يدعو للديمقراطية ولكن هذه الديمقراطية انعدمت أول ما انعدمت داخل صفوف الحركة الشعبية حيث يسود القهر والتعسف والمحاباة المقيته في كل ممارسات الحركة الشعبية فلا مؤتمرات شقيقة تنتهي بالاختيار الحر لعضويته والترقي لهياكل الحزب العليا ولا اعتبار لتضحيات ونضال إبطال قاتلوا في صفوفها وصفوف جيشها ولا احترام للوائح والدساتير وضعتها الحركة بنفسها إنما هو فقط قانون القوة اليائسة. أن السودان الجديد هو جديد من اجل الوحدة التي مات من اجلها ملايين الشهداء فهل تأخذ قيادات الحركة النافذة مبدأ الوحدة بجدية أم نترك ذلك للمؤتمر الوطني أن أهم بنود اتفاقية السلام هوان الوحدة هي الخيار الأول فهل ذلك مسؤولية المؤتمر الوطني وحده أم هي مسؤولية مشتركة فإذا كان زعيم الحركة الشعبية المفترض أن يكون قدوة للجميع يدعو شعبه للتصويت لصالح الانفصال حتى لا يكون مواطنا من الدرجة الثانية ناسيا أن نيفاشا قد جعلت آخرين مواطنين من الدرجة الثالثة بما استحقته الحركة الشعبية بنضالها من مكاسب سياسية واقتصادية يسيل لها لعاب آخرين، وهل من المسؤولية الأخلاقية أن يصرح سلفاكير بأنه لو كان هناك عشرة سيصوتون للوحدة فهو واحد منهم أليس هذا إيحاء بضعف للمنادين للوحدة وإذا كان باقان أموم في كل تارة وأخرى يدعي أن 90% من الجنوبيين مع الانفصال واذا كان ياسر عرمان يعطي في كل يوم مثالا سيئاً لمعني الوحدة فيا لهم من قدوة. ان السودان الجديد يدعو لنقل المدينة إلى القرية بشق الطرق وبماء المدارس والمستوصفات والمياه النقية والزراعة الحديثة ولكننا نسمع ونري المواطنين يحنون لأوقات الحرب التي كانت ارحم لهم من العيش تحت قبيلة واحدة في جنوب السودان حيث لا خبز ولا حرية. أن السودان الجديد يدعو الى تلاحم الشعب السوداني بمكوناته الحضارية والدينية والاثنية وقد عجزت الحركة الشعبية وقطاع الشمال فيه على وجه الخصوص في ترجمة هذه الأفكار إلى واقع مقبول لدي قطاعات الشعب السوداني لانها سلمت قيادة هذا القطاع الحيوي الذي كان من المفترض فيه توحيد وقيادة الشماليين نحو سودان موحد وديمقراطي سلمت قيادته لرجل لا يري شيئاً ايجابيا خارج ذاته فقد ربط مصير القطاع بمصيره الشخصي الذي عجز ان يفرق بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي الرجل الذي استطاع بجدارة ان يبدد تلك الملايين التي استقبلت د. جون قرنق في قلب الشمال وانه اليوم مدفوعا بغروره الذي خدع نفسه وبكل صلف يقدم نفسه قائداً للسودان كله فإذا لم يستطيع أن يدير قطاعاً توفرت له كل مقومات البناء والازدهار يريد أن يدير شعباً ووطناً هو في رأي الكثيرين (المانيا) الإفريقية! ان الدكتور جون قرنق وفي آخر خطاب له في رومبيك قد حدد بصورة قاطعة علاقته بالمؤتمر الوطني احتراما والتزاما باتفاقية السلام قال بالحرف الواحد وفي لغة الدينكا ما فيش حكومة بتاع بشير وحكومة بتاع قرنق حكومة (توك) وتوك تعني حكومة واحدة ولكن ياسر عرمان ولحساباته الأيدلوجية مع المؤتمر الوطني وسلفاكير بشعوره بالعجز تجاه مسؤولية هي أكبر من قدراته أثر الانزواء في الجنوب وتخلي أيضاً عن مسؤولية منصب ضحي الملايين من اجل قيمته الرمزية في خلق وطن موحد وقوى حسب أمنية الدكتور جون قرنق. ان ملايين ومليارات الدولارات التي انهمرت على حكومة الجنوب من الداخل والخارج كانت أكثر من كافية لخلق أنموذجاً للسودان الجديد الذي حلم به الجميع فإذا كان مبررا أن المؤتمر الوطني قد حرمهم أو منعهم من تطبيق نموذج السودان الجديد على كامل الأرض السودانية فأي عذر لديهم من عدم تطبيق ذلك على ارض جنوب السودان؟ وهل كان بناء السودان الجديد أحد همومهم فعلاً؟.