[email protected] لم تسنح لي الفرصة لمشاهدة مباراة الأمس بين هلال السودان وفريق المحرق البحريني في بطولة نادي بن ياس الودية كاملة لكنني تمكنت من متابعة شوطها الثاني ولذلك سأركز في هذا المقال على هذا الشوط، لأن الحديث بناءً على مكالمات الزملاء ومشاهداتهم لا علاقة له بالعمل الصحفي! بدأ الهلال شوط المباراة الثاني مهاجماً وضاغطاً وبدا أن لاعبيه في لياقة بدنية جيدة وروح معنوية عالية بعد تقدمهم في شوط المباراة الأول بهدف مهند الطاهر. لاحظت خلال تلك الدقائق أن لاعبي الهلال يتناقلون الكرة بصورة أكثر من جيدة في حتى منتصف ملعبهم، لكن بمجرد أن تصل الكرة إلى خط ال 18 ياردة الخاص بالفريق الخصم يحدث تراجع غريب في الأداء وتقل الفاعلية والدقة في التمرير، لتضيع بذلك فرصاً أكثر من مضمونة لتسجيل الأهداف. بعد حوالي ربع ساعة من بداية الشوط تقدم لاعبو المحرق إلى الأمام وشكلوا ضغطاً مستمراً على مرمى الهلال وكانت تلك فرصة طيبة ليقف الناس على الأداء المتميز للحارس الدعيع. فقد صد الدعيع أكثر من كرة خطيرة وكان رائعاً، ولو أنني لاحظت أن لديه مشكلة واضحة في صد الكرات الأرضية القوية التي يتم تسديدها إلى الزوايا، وهذه نقطة ضعف طفيفة يمكن التغلب عليها بالتدريب، وأقول هذه الملاحظة لأننا سبق أن لاحظنا ونبهنا كثيراً إلى ثلاثة عيوب أساسية يؤدي بها الحارس المعز دون أن يسعى مدربو الحراس في الهلال لمساعدته في التغلب عليها. ونرجو أن ينتبهوا الآن لهذا العيب في الدعيع ويسعوا بجدية لتغليبه عليه لأن الدعيع حارس ممتاز وهادئ ويركز على لعب الكرة ويمكنه أن يفيد الهلال أكثر من المعز. لكن الخوف كل الخوف هو أن يعيد الجهاز الفني بالهلال الدعيع إلى دكة البدلاء بمجرد انتظام المعز، فهو حارسهم المدلل الذي يسمح له دائماً بأن يكون آخر اللاعبين انضماماً للمعسكرات والتدريبات ولا يعترض أحد على ارتكابه للمخالفات الغبية غير المبررة لأننا في السودان للأسف الشديد نتعامل بالأسماء والمؤسف أكثر أننا نصنع أسماءً في بعض الأحيان دون أسباب وجيهة. هذا الكلام ليس تشكيكاً في قدرات المعز كحارس مرمى ، فهو متمكن لكن أداؤه ليس مثالياً ولديه من العيوب ما يفسح المجال لآخرين لمنافسته على الخانة وظني أن الدعيع لو وجد نفس فرص المشاركة التي تتاح للمعز لكان له شأن آخر. بدأ كامبوس مباراة الأمس بتشكيلة غلب لها المحليون وقد سعدنا بذلك، لكن طبعاً لكون المشاركة في هذه الدورة جزء من الإعداد لموسم جديد أجرى المدرب العديد من التغييرات وهو أمر طبيعي ومطلوب. ونرجو أن يصبح نهج إشراك البدائل سمة أساسية وأصيلة لا مجرد عمل يراد به إقناع الناس بأن كامبوس لا يعتمد على الأسماء. ففي الموسم الماضي لم يكن كامبوس يمنح البدائل فرص المشاركة الحقيقية.. إذ لا يكفي أن تشرك بديلاً في مباراة ثم تعيده إلى الكنبة لأشهر قبل أن تزج به مجدداً. مثل هذا النهج لا يمكن أن يجعل من البديل لاعباً أساسياً في يوم.. وتبدو عملية إشراكه مجرد تصرف يراد به كسب التعاطف لا أكثر. فالحارس الدعيع لم يشارك كثيراً وكذلك أحمد الفاضل قبل إصابته ونفس الشئ انطبق على خليفة، أما الفتى الموهوب النعيم فله الله، حيث ظلوا يشركونه لربع ساعة ثم يغيب لأشهر. الهدف الثاني الذي سجله مهند نتج عن جملة تكتيكية رائعة ولو تعامل لاعبو الهجوم مع الكثير من الكرات التي سبقت هذا الهدف بنفس الطريقة لسجلوا على الأقل ثلاثة أهداف أخرى. لكن كما أسلفت هناك عدم دقة في التمرير داخل الصندوق ونتمنى أن يكون المدرب قد لاحظ هذا الشئ لأنه أمر يحتاج لمعالجة سريعة ولا يجدي معه مبرر أن الإعداد لا يزال في بدايته، لأن دقة التمرير من أساسيات كرة القدم ولا علاقة له بارتفاع وتيرة الإعداد، كما أن لاعبي هجوم الهلال الذين شاركوا بالأمس قد لعبوا مع بعضهم البعض مرات عديدة. دفاع الهلال بدا في وضع معقول ولو أنني استغرب لوجود أسامة التعاون في تشكيلة الفريق حتى يومنا هذا بعد الأخطاء الكارثية التي ارتكبها في الموسم الماضي. مهند نتمنى أن يستمر على هذا النحو وأن لا يعود للعب المزاجي وتمليس الكرة لأن الفتى موهوب وبقليل من الجدية يمكن أن يفيد الفريق كثيراً. التسديد من خارج الخط كان ضعيفاً أيضاً باستثناء تسديدتين لمهند وواحدة لسادومبا. أما المعلم فقد سدد أكثر من مرة تسديدات طائشة لا عنوان لها ونفس الشئ تكرر من علاء الدين يوسف، ويبدو واضحاً أن لاعبينا لا يتدربون على مثل هذه المهارات ولا أدرى متى سينتبه المدربون عندنا إلى حقيقة أن مهارات التهديف واللعب بالرأس وخلافها تحتاج لتدريبات فردية يومية! إجمالاً يمكن القول أن بداية الهلال في الدورة الودية والموسم الجديد جاءت طيبة، لكن الدرب لا يزال طويلاً جداً ونرجو أن لا نطالع بدءً من اليوم ذلك الثناء المفرط والحديث عن الأمجاد الوهمية الذي ضيع علينا فرصاً لا تحصى. ولابد من تذكير لاعبي الهلال بأنهم إن أرادوا تحقيق انجاز هذا العام فلابد أن يضاعفوا من جديتهم ويبذلوا جهوداً أكثر للارتقاء بلياقتهم البدنية ويعملوا على تطوير مهاراتهم الفردية. أعلم علم اليقين أن بعض الصحف الهلالية ستبدأ في التغني بتسديدات الغزال وتمريرات البرنس وربما صعود أسامة التعاون الوحشية على أجساد لاعبي الخصم، لكن على هؤلاء أن يتذكروا أن هذه مجرد تجربة إعدادية لا أكثر. وعلى اللاعبين أن يعملوا على الفوز بالمباراة النهائية ويظفروا بكأس هذه الدورة، لا لكي يتغنى البعض بانجاز وهمي، وإنما لأجل مزيد من الدعم المعنوي الذي سيساعد هؤلاء اللاعبين بلا شك في مواصلة الإعداد للمنافسات القارية التي يتعطش لها جمهور الكرة السوداني كثيراً.