الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية يوليو الكبرى (52): المذبحة والمجزرة قلب العملية (2/20): مذابح الجنرالات في جاكرتا والخرطوم..!! (1/2) .. عرض/ محمد علي خوجلي
نشر في سودانيل يوم 21 - 07 - 2018

عملت الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة في حقبة الحرب الباردة "المرحلة الأولى للاستعمار الجديد" على تحطيم الأحزاب الشيوعية الوطنية, وأخص دول العالم الثالث ومنها الاندونيسي والسوداني وتأسس الاندونيسي في مايو 1920م والتحق بالشيوعية الدولية (الكومنترن) في ديسمبر 1920م. وكان الصراع مشتداً بين الشيوعيين والقوميين حتى 1923م عندما ساد بينهما (التعاون) بأثر تنظيم الجماعات الاسلامية.
وكانت اندونسيا مستعمرة هولندية, واحتلتها اليابان ضمن دول شرق آسيا في حربها الخاطفة إبان الحرب العالمية الثانية, وحلت كل الأحزاب في 1942م. وبعد استسلام اليابان في اغسطس 1945م تم اعلان استقلال اندونسيا في اغسطس 1945م وأصبح أحمد سوكارنو أول رئيس للجمهورية.
ودعم سوكارنو (الحزب الوطني الاندونيسي) الحزب الشيوعي الاندونيسي بعد تحوله من النضال المسلح (1948) والسير في طريق العمل الجماهيري. وتحول الشيوعي خلال (1960-1965م) الى قوة جماهيرية كبرى وبدا ذلك منذ انتخابات 1955م والتي حصل فيها على أكثر من 20% من أصوات الناخبين.
وبلغت عضويته 3,8 مليون في 1960م. ويعتبر بعد التحول أكبر حزب شيوعي غير حاكم في العالم قبل القضاء عليه في 1965م (وفي السودان أصبح للحزب الشيوعي نفوذاً قوياً من بعد ثورة 1964م وحصل على أكثر من 20% من أصوات الناخبين في دوائر العاصمة المثلثة الانتخابية التي كان له فيها مرشحين).
وتعددت مراحل وخطط تصفية الحزبين, فالتصفية لا تتم من ضربة واحدة. وجرت تصفية الاندونيسي ما بين (1955-1965م) أما الحزب الشيوعي السوداني فقد كانت ما بين (1965-1971م) "وثق علاءالدين محمود في مقال: الحزب الشيوعي السوداني.. أي التيارات يسعى لتصفيته بصحيفة التيار السوداني لكثير من وقائع التصفية والمقال لا ينفصل عن موضوع هذا العرض ويمكن الرجوع اليه بالشبكة".
طريقان
طريقان للرأسمالية الدولية للقضاء على الأحزاب الشيوعية الوطنية في الألفية الثانية:
الأول: العمل على الإزالة التدريجية من الساحة السياسية المحلية وأدواتها: حظر النشاط بالقوانين والمحاكم والاعتقالات السياسية والحرمان من الخدمة, ودعم القوى المعادية للشيوعية والاختراقات, والانقلابات العسكرية المصنوعة والاغتيالات.
الثاني: الإبقاء عليها في الساحة السياسية (اسماً) بعد التمكن من مفاصلها وافراغها من محتواها وتحويل قياداتها يميناً حتى الوصول الى النتيجة (رفع الحزب رايات الماركسية – زيفاً – والعمل في نفس الوقت على عزل الحزب عن الحياة العامة ولا يكون له أي مطمح إلا أن تكون له دور وصحيفة..).
وللمخابرات المركزية الأمريكية سجل حافل بالتدخلات في اندونسيا لإزالة الحزب الشيوعي من الساحة السياسية, والذي نجحت فيه في النهاية. ومن ذلك المحاولات المتكررة لاغتيال سوكارنو منذ 1955م (داعم للحزب الشيوعي ولم يكن شيوعياً) وتمويل الخصوم السياسيين بالاتفاق مع جماعات الاسلام السياسي التي نفذت عدة مواجهات وانتفاضات.
وسوكارنو ببذله الحماية للشيوعيين ومناهضته للاستعمار الجديد نال رضا الشيوعية الدولية ومعلوم أنه أسس مع عبدالناصر وتيتو ونهرو حركة عدم الانحياز. ودعا في 1956م الى اصلاح النظام الحزبي وطبق (الديمقراطية الموجهة) بديلاً (للديمقراطية الليبرالية) ورفض قروض البنك الدولي وطرده. وحاز سوكارنو على جائزة لينين للسلام ووسام لينين 1960م.
وفي 1948م كلف سوكارنو القائد الشيوعي عامر شرف الدين بتكوين الوزارة وأن يرأسها الى جانب وزارة الدفاع. فوجدت معارضة من الجيش والجماعات الاسلامية (سبتمبر – ديسمبر 1948) فقام نائب الرئيس بحل الوزارة وتكوين أخرى ترأسها بنفسه وكان رد فعل التيار اليساري في الحزب الشيوعي: اختطاف/ اعتقال ضباط من الجيش ومواطنين واعلان دولتهم! فتدخلت الحكومة بانذار الشيوعيين واطلاق سراح المعتقلين/ المختطفين ورفضوا فأعلن الاسلاميون الجهاد وتعاون الجيش مع الجماعات الاسلامية وتم القضاء على الدولة الجديدة ونفذت أحكام الاعدام على عشرة قيادات شيوعية منهم عامر شرف الدين.
ونلاحظ أن تعاون 1948م كان هو نفسه تعاون 1965م تحت الاشراف الأمريكي الذي قضى على الشيوعيين.
وفي 15 فبراير 1958م أعلن منشقون عن الجيش في سومطرة وسولاويمي والجماعات الاسلامية تمرداً اقليمياً بدعم مباشر من الولايات المتحدة مع محاولة اغتيال سوكارنو واضطرت الولايات المتحدة ومخابراتها الى وقف عمليات قصف الجنود والمدنيين الاندونسيين بعد القبض على الطيار الأمريكي (ألين بوب).
وبعد فشل العمل العسكري المباشر بدأت الولايات المتحدة التحضير لانقلاب (من نوع جديد) أحمر اللون في مظهره وأصفر في باطنه بسلسلة اجراءات: خفض المعونة الاقتصادية عن اندونسيا, اعداد تسجيلات وأفلام تشين سمعة الشيوعيين وسوكارنو, تدريبات للمشاركين في الانقلاب الجديد وخطة اخافة العسكريين بمدهم بمعلومات مفبركة عن قرب سيطرة الحزب الشيوعي ومن خلفه السوفييت على البلاد كمحاولتهم في 1948م.
أنظر: في التجربة السودانية كان أساس التعاون بين الاسلاميين والقيادات اليمينية في الأحزاب التقليدية مقاومة/ اسقاط حكومة اكتوبر 1964م الأولى باعتبارها حكومة شيوعية وابان عبدالخالق أن تلك الحكومة لم تراع توازن القوى السياسية القائم ومنح الغلبة فيها للشيوعيين كان (خطأ) وانه لن تستمر لأكثر من ستة شهور وقد كان!! وتعاون 1964م الذي قضى على حكومة اكتوبر الأولى هو الذي اشرف على حل الحزب الشيوعي في 65/1966م وتواصل بعد انقلاب 25 مايو 1969م وحتى عملية يوليو الكبرى.
حركة 30 سبتمبر والدور الأمريكي في المذابح
"من العوامل التي ساعدت الشيوعي الاندونيسي في تحوله الى قوة جماهيرية كبرى 1960/1965م دعم سوكارنو لفكرة اشتراكية اندونسيا, كما ساعده دعم الأممية الدولية. وقبل حركة 30 سبتمبر شن اليسار بقيادة الحزب الشيوعي حملة ضد الفساد في الشركات المملوكة للدولة في ظل الادارة العسكرية. وطالب بتمثيل العمال في ادارات الشركات واعادة توزيع الأراضي الكبيرة على المزارعين الفقراء. ونتج عن ذلك تنامي نفوذ الحزب الشيوعي" (الاشتراكي – مركز الدراسات الاشتراكية على الشبكة).
"ومع تعزيز سوكارنو تحالفاته مع الدول الشيوعية 1964م توصلت الولايات المتحدة أن المناهضين للشيوعية في الجيش الاندونيسي والأحزاب السياسية المعارضة لسوكارنو وبالذات الجماعات الاسلامية لن يتمكنوا من السلطة دون سحق الحزب الشيوعي". (جيمس يستون – نيويورك تايمز – يونيو 1966م).
(واستند في عرض هذا الجزء على "الوثائق الأمريكية" ومجلة "ذي اتلانتك" وتقرير "فينيست بيفيس" الصحافي الأمريكي المقيم في جاكرتا والذي نشره "أسامة عمارة" في نوفمبر 2017م والتقرير نفسه اعتمد على: ارشيف الأمن القومي والمركز الوطني لرفع السرية).
ونفذ حركة سبتمبر "مجموعة" من الضباط ذوي الرتب المتوسطة بقيادة المقدم/ "اونتونغ" من الحرس الجمهوري وبعض الضباط اليساريين, لإبعاد كبار الضباط اليمينيين من الجيش وكان للحركة أربعة مراحل:
الأولى: الاعتقالات والاستيلاء على الاذاعة والتلفزيون والصحف والمطابع.
الثانية: البيان الأول وبيانات أخرى لاحقة تعلن نجاح الثورة وحل الوزارة واعلان قيام المجلس الثوري الاندونيسي.
الثالثة: اعلان قيام الجمهورية الشعبية الاندونيسية.
الرابعة: اعتقال متبقي الخونة ومحاكمتهم.
وتضمنت الاجراءات:
-حظر جميع الصحف إلا صحف الحزب الشيوعي أو التي يشرف عليها الشيوعيين.
-حل جميع الأحزاب والمنظمات مع بقاء الشيوعي ومنظماته.
-اعتبار كل معارض للثورة خائناً وعميلاً.
وفي أول اكتوبر 1965م خرجت مظاهرات الشيوعيين بالاعلام الحمراء.
(اثيرت اتهامات ان عضو اللجنة المركزية غير المعلن عنه "دي ان ايدايت" هو الذي نظم الحركة وكان رئيس الحزب وهناك مكتب خاص بالحزب يقدم له التقارير وحده" (الاشتراكي/ مركز الدراسات الاشتراكية).
أنظر: (قامت حركة 19 يوليو في السودان بقيادة المقدم/ ابوشيبة من الحرس الجمهوري "وكانت معه مجموعة من الضباط – ذوي الرتب الصغيرة والمتوسطة – الديمقراطيين والشيوعيين والماركسيين بدون انتماء, كما في وثائق الحزب الشيوعي السوداني.
وقامت السلطة الجديدة بالغاء القرارات التي حظرت التنظيمات الجماهيرية ومنحتها الحرية الى جانب الحزب الشيوعي واطلق سراح المعتقلين الشيوعيين دون سواهم وخرجت مظاهرات الشيوعيين بالاعلام الحمراء واعلن البيان الأول "سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية" أو الديمقراطية الجديدة لا الليبرالية ومن المفارقات انه قد أثيرت اتهامات بأن عبدالخالق هو الذي نظم الحركة وأنه كان له مكتب خاص يقدم له التقارير وحده كما انه كان المسئول عن تنظيمات الحزب العسكرية في الجيش"!!
ونواصل العرض بعون الله
للتواصل والمشاركة في هذا التوثيق الجماعي: موبايل 0126667742 واتساب 0117333006 بريد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عملية يوليو الكبرى (52): المذبحة والمجزرة قلب العملية 2/20 .. مذابح الجنرالات في جاكرتا والخرطوم..!! 2/2
فشلت حركة 30 سبتمبر بعد يوم واحد. وحتى المرحلة الأولى لم تنجز كاملاً فلم يتم اعتقال أعلى ثلاث رتب عسكرية "ضعفاً/ عمداً"! وهم: الجنرال سوهارتو رئيس هيئة الاركان والجنرال ابوالحارث وزير الدفاع والجنرال أحمد باني قائد القوات البرية وهم الذين نفذوا الانقلاب على السلطة بذريعة انقلاب حركة سبتمبر "كانوا القوة الثالثة"! واتهم الحزب الشيوعي الاندونيسي بتدبير الانقلاب ومذبحة الجنرالات. حيث قامت مجموعة حركة 30 سبتمبر باعتقال جنرالات ووضعتهم في "قاعدة حليم الجوية" حيث قتلوا. وبذريعة المذبحة تم ذبح آلاف الشيوعيين وأشرف الجيش وكبار الضباط بقيادة سوهارتو على الإبادة المنهجية وقتل أكثر من نصف مليون اندونيسي شيوعيين ويساريين ومتعاطفين "ومن المفارقات أن الحركة استولت على الاذاعة لكن كان لاعدائها اذاعة اخرى كما اذاعات مصر وليبيا في عملية يوليو في السودان التي خاطب بها وزير الدفاع قواته"!
الوثائق الأمريكية
أكدت الوثائق الأمريكية على:
-دعم السلطات الأمريكية لجرائم سوهارتو.
-تزويد المخابرات الأمريكية لسوهارتو بأجهزة الاتصالات لنشر التقارير الكاذبة والتحريض على الشيوعيين.
-الاشراف الأمريكي على المذابح واسعة النطاق.
-تسليم السفارة الأمريكية قوائم باسماء الشيوعيين للجيش أثناء عمليات التطهير والإبادة.
أنظر: "لم تثبت صلة الشيوعي الاندونيسي بحركة 30 سبتمبر وظهر بعد المؤامرة انه ليس من بين الضباط المعتقلين المتهمين شيوعي واحد.. وكان سفير أمريكا في جاكرتا هو "مارشال كرين" وكان لقبه "سيد الانقلابات" ووصل اندونسيا قبل حركة سبتمبر بعد شهور من اطاحته بالزعيم الكوري "سيجمان زي" بانقلاب عسكري دبره" (د. حسين سرمك حسن/ مذبحة اندونسيا وتيمور الشرقية).
"وحاول الشيوعي الاندونيسي المقاومة في عدد من المواقع وقاتلت الى جانبه الحركات الصوفية التي خلطت بين التصوف التقليدي وفلسفاته وبين الأفكار الشيوعية الطامحة للعدالة الاجتماعية" (السيد شبل – 8 فبراير 2018م).
وانتقد سوكارنو اضطهاد الحزب الشيوعي واليسار وارهابهم وقتلهم في كل فرصة ممكنة بعد أول اكتوبر 1965م ودافع عن حقهم في العمل السياسي. لكن خطبه لم تكن تذاع من الراديو أو تنشر في الاعلام. في الواقع كان رهن الاقامة الجبرية وتم اجباره تدريجياً على التنازل عن السلطة لصالح سوهارتو الذي عينه البرلمان رئيساً بالوكالة في 1967م ثم منتخباً في 1968م.
الشيوعي السوداني في طريق الاندونيسي
خطة جماعات الاسلام السياسي والقوى المعادية للشيوعية بعد ثورة اكتوبر 1964م ونجاح الاضراب السياسي العام الذي عارضته جميع القوى السياسية ونفوذ الحزب الذي بدأ يتمدد هدفها واحد: إبعاد الحزب الشيوعي من الساحة السياسية.
وتكونت الخطة من أربعة نقاط:
1-اسقاط حكومة اكتوبر الأولى "الانتقالية" 2-تصفية الجبهة الوطنية للهيئات – 3-عرقلة نشاط الحزب بالقانون 4- اضعاف النقابات والاتحادات وتدبير الانقسامات داخلها لإبعاد النفوذ الشيوعي أو حتى حلها ادارياً باعتبارها منظمات تابعة للحزب الشيوعي وبالذات اتحاد العمال.
ونجحت الخطة في تحقيق أجزاء كبيرة من الهدف حتى الوصول الى الدولة الاسلامية والدستور الاسلامي في 1968م.
وفسر عبدالخالق الدعوة للدستور الاسلامي والدولة الدينية الاسلامية في السودان بأنها نتيجة لما توصلت اليه الجماعات الاسلامية وقيادات أحزاب تقليدية أن من نتائج ثورة اكتوبر 64 امكانية قيام حركة قوية ومستقلة قوامها العمال والمزارعون والمهنيون الى جانب الحزب الشيوعي فكانوا أن تخلوا عن الديمقراطية الليبرالية.
ونشير في هذا العرض الموجز الى عرقلة نشاط الحزب بالحل وطرد النواب من البرلمان من بعد ندوة معهد المعلمين العالي "9 نوفمبر 1965م" باسم محاربة الإلحاد في ذات الوقت الذي كان تجري فيه مذابح الشيوعيين في اندونسيا باسم محاربة الإلحاد. وننظر ما ذكره شوقي محمد علي الذي أساء لبيت النبوة:
انه من أعضاء الحزب الشيوعي "القيادة الثورية" والتي كانت تنادي بالكفاح المسلح وهو طريق مخالف لطريق الحزب الشيوعي السوداني بقيادة عبدالخالق الذي طرح الوصول الى السلطة بأداة البرلمان.. وقال إنه لم يكن وقتها حزيناً على حل الحزب الشيوعي بل كان سعيداً لأن هذه القضية أثبتت صواب نظريتهم في الكفاح المسلح.
(راجع شوقي محمد علي – سودانايل/ سودانيز اونلاين 2006م/ بكري الصائغ 20 نوفمبر 2015م)
وفشل الخطة في تصفية الحركة النقابية تسبب في تعثر ابعاد الحزب الشيوعي من الساحة فكان اشراف المخابرات المصرية على تدبير انقلاب 25 مايو 1969م (بعلم الأمريكان ودعم السوفييت) بإبعاده من الساحة بالحل الاختياري بنموذج الحزب الشيوعي المصري. فحظر انقلاب مايو كل الأحزاب والمنظمات إلا الشيوعي ومنظماته عملياً. وتم تأميم الصحافة وتطهير الجيش والشرطة والخدمة المدنية.
وفي حين عارض عبدالخالق وتياره انقلاب مايو باعتباره "انقلاب لتصفية الحزب" كانت هناك عناصر شيوعية منهم أعضاء في اللجنة المركزية يشاركون الناصريين والمخابرات المصرية في الاعداد للانقلاب باسم الشيوعيين ومن خلف ظهرهم. واستطاع التيار الانتهازي الهيمنة على اللجنة المركزية وبأغلبية كبيرة قبل 25 مايو 1969م وأصبح يفصح عن نفسه وممثليه ثم قسم الحزب وساعد في قيام الاتحاد الاشتراكي السوداني وذاب فيه.
وبدأ الناصريون منذ نوفمبر 1970م في تجريد حملات فصل الشيوعيين والمتعاطفين من القوات المسلحة وأجهزة الدولة المختلفة, وحملات الاعتقالات المستمرة للشيوعيين غير الحكوميين بما في ذلك السكرتير العام. وفي فبراير 1971م تم الاعلان عن تحطيم الحزب الشيوعي وفي ابريل 1971م تم حل المنظمات الجماهيرية تحت النفوذ الشيوعي وفي مايو 1971م بدأت خطة اغتيال عبدالخالق بالسم.. حتى الوصول الى عملية يوليو الكبرى بأداة حركة 19 يوليو التصحيحية فكانت المذبحة والمجزرة وارتباط السودان بالاستعمار الجماعي الجديد.
عنقاء الحقيقة
بعد خمسين سنة بدأت اعترافات الغربيين ووثائق مخابرات دولهم المفرج عنها تكشف عن أدوارهم ومسئولياتهم في الأحداث والمذابح في اندونسيا وغيرها.. والتي نلاحظ أنها تتم دائماً بالشراكة. وفي اندونسيا كانت شراكة: بلجيكا, امريكا, بريطانيا, استراليا مع الدور الكبير والمميز للمخابرات المركزية الأمريكية والعملاء الوطنيين.. ومن المؤكد سيقوم الشركاء في عملية يوليو الكبرى في السودان "بريطانيا, امريكا, مصر, ليبيا, والدور المميز للمخابرات الأمريكية والمصرية والعملاء الوطنيين" بكشف أدوارهم..
وان لوممبا ونكروما وسوكارنو وعبدالخالق وسيكتوري والليندي وآخرون مثلوا عقبات في وجه تمدد الاستعمار الجديد. فقررت الامبرالية ابعادهم عن المسرح السياسي والقضاء على أحزابهم وتنظيماتهم توطئة لاضعاف المقاومة في دولهم التي يعملون على اخضاعها للاستعمار الجديد "الجماعي" والولايات المتحدة طليعة "العالم الحر" لم تهتم بعشرات آلاف القتلى بالمجازر الجماعية وحمامات الدم في اندونسيا ما دام ما يحدث هو دعم لاهدافها في الحرب الباردة. فالجيش الأمريكي قتل ما يصل الى مليوني مدني في فيتنام.
والحزب الشيوعي الاندونيسي حزب قانوني, ويعمل بشكل علني في النظام السياسي في بلده وقد اكتسب نفوذه من خلال العمل اليومي والتوعية المجتمعية والانتخابات, ومع ذلك تم التعامل معه وكأنه جماعة متمردة.
ومن المهم الاشارة في هذا العرض الى مسألة "قسمة مناطق النفوذ" بين القطبين الأمريكي والروسي وهي سرية وهي التي تعطي التفسير الحقيقي لموقف القطب المعين من الأحداث التي جرت في هذه الدولة أو تلك. فلم يتدخل السوفييت في حالة الكونغو ضمن نطاق النفوذ الغربي ولم يتدخل السوفييت لوقف مذابح الشيوعيين في اندونسيا رغم علاقاتهم مع سوكارنو ورغم وضعية الحزب الشيوعي الاندونيسي في "الشيوعية الدولية" خلافاً للصين التي لعبت سفارتها دوراً كبيراً في دعم الشيوعيين قبل وبعد مذابح 1965م "كان هناك أكثر من ثلاثة ملايين صيني في اندونسيا وقت الأحداث".
وعدم تدخل السوفييت لا يمنع إدانتهم "الاعلامية" لما تقوم به الامبريالية فالإدانة الاعلامية ضرورية لدعم مواقفهم الدبلوماسية في منطقة أو أخرى "وعرضنا اشارة عبدالخالق يوم 20 يوليو 1971م ان السوفييت لن يترددوا في تصفيته سياسياً وفكرياً وجسدياً اذا وجدوا الفرصة". وعرضنا بلاغ الشفيع الى اللجنة المركزية في مايو 1971م ورغبتهم في إبعاد عبدالخالق من قيادة الحزب وعرضنا ما كشفه التيجاني الطيب المؤكد للعرضين".
العمليات السرية والمحاكم الشعبية
العمليات المخابراتية بطبيعتها سرية, لذلك يكتنف الغموض أحداثها. وفي 20 يوليو 2016م أعلنت المحكمة الشعبية الدولية ومقرها لاهاي قرارها بشأن ضحايا مجازر 1965م في اندونسيا وسبق ذلك حملة نظمها الناجون من المذابح داخل اندونسيا وخارجها ونشطاء ومختصون بجمع شهادات ووثائق تخص ما حدث.
وليس لقرارات المحكمة تبعات قانونية ما عدا "رد الاعتبار الأخلاقي للضحايا" كما أشار رئيس المحكمة الجنوب افريقي زاك ياكوب واعتبرت المحكمة العنف الذي تمت ممارسته جريمة ضد الانسانية تتحمل الدولة الاندونيسية مسئوليته.. وان الحكومة مدانة بجرائم قتل وحشية طالت قرابة نصف مليون ضحية أما مجموع ضحايا الانقلاب فقد وصلت التقديرات الى ثلاثة مليون.
وشمل قرار المحكمة:
1-الاعتقالات التعسفية "مائة" الف لعدة سنوات وعشرين الف سجنوا خلال 1965-1979م دون محاكمات".
2-الاختفاء القسري.
3-اسقاط الجنسية من مواطنين انتقدوا الانقلابيين وكانوا خارج البلاد.
4-نفي آلاف الى أماكن نائية.
وحمل القرار حكومات: الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا مسئولية التواطؤ مع الانقلابيين. وقدمت المحكمة ثلاثة نصائح لحكومة جاكرتا: الاعتذار للضحايا, تقديم تعويض معقول لعائلات الضحايا, التحقيق مع الجناة ومعاقبتهم.
وسبق قرار المحكمة الشعبية الدولية اجتماع 3 ابريل 2016م في اندونسيا والذي ضم: وزير العدل, المدعي العام, مدير الشرطة, ممثل جهاز الأمن وضحايا أعمال العنف أو عائلاتهم للنظر في مسألة "تصالح البلاد مع ماضيها" ودعا قبل ذلك جنرالات متقاعدون الى تشكيل "هيئة للحقيقة والمصالحة" لأن أعمال القتل تلك مزقت اندوسيا.
أنظر: في العام 2014م رفض المخرج المساعد وغيره من الاندونسيين الذين شاركوا في الفيلم السينمائي ACT of Killing الاعلان عن اسمائهم خوفاً على حياتهم!!
"وذريعة المذابح الجماعية هي اتهام الشيوعي الاندونيسي بتدبير انقلاب "لم يثبت الاتهام" وبعد فشله قاموا باعدام الجنرالات الذين اعتقلوهم. ونشط الاعلام على وصم الشيوعيين بالخيانة الوطنية تبريراً لاستمرار عمليات القتل والإبادة الجماعية حتى العام 1966م.
ان الحرب على الشيوعيين لم تتوقف منذ اكتوبر 1965م في اندونسيا وخلال نصف القرن الذي انقضى فان رواية الديكتاتور اليميني سوهارتو هي التي تضمنتها المناهج الدراسية" (حزب الشعب الفلسطيني – رشيد غويلبي – 25 يوليو 2016م).
وهدف عملية جاكرتا 1965م هو ذات هدف حل الحزب الشيوعي السوداني 1965م وانقلاب 25 مايو 1969م وعملية يوليو الكبرى 1971م.
تحويل اندونسيا والسودان الى تابع ذليل للاستعمار الجديد بالقضاء على الحزب الشيوعي هنا وهناك.
ونواصل العرض بعون الله
للتواصل والمشاركة في هذا التوثيق الجماعي: موبايل 0126667742 واتساب 0117333006
بريد: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.