يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. للمرة الثالثة على التوالي كتب الصحفي جمال عَنْقَرة في زاويته اليومية "تأملات" بصحيفة (الاخبار) السودانية سلسلة مقالات بعنوان "امدرمان تقود ثورة اصلاح الحركة الاسلامية"، متحدثا عن اجتماعات انتظمت بمدينة امدرمان في إفطارات اسبوعية كل يوم اثنين في منزل من منازل اخوانه في التنظيم، جَمَعَت حسب ما يسميهم "الاخوان الاصفياء"، مشيرا الى انها مجموعة ظلت تلتئم منذ النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، اسسها المرحوم عبيد ختم. صفوة قول عَنْقَرة ان المجموعة بدأت توسع نقاشها نحو اصلاح الحركة الاسلامية لمقابلة التحديات التي تواجهها باعتبار المجموعة تمثل "حصاد تربية مدرسة امدرمان الاسلامية"، ورصد اسماء لها مساهماتها فيما فعلته ولا زالت تفعله الحركة الاسلامية لا في امدرمان فحسب وانما في كل السودان منذ تولي الحركة وحزبها الحُكم منفردة، واستمرارها التشبث به حتى اليوم رغم الفشل العارم الذي حققته في كل انحاء البلاد وفي كافة المجالات. صَبَرْت على الحلقة الاولى والثانية وعندما أكمل قوله في الثالثة يوم 19 يوليو 2018، جَلَسْت وكتبت لقروب (الصحافة والسياسة) بتطبيق (واتساب) الذي دَرَج جمال عنقرة ان يرفع فيه مقاله اليومي، الرسالة التالية: كنتم لا تمثلون في امدرمان 5% بمعايير اخر تصويت حُر ديمقراطي جرى في السودان منتصف 1986، وأقل من تلك النسبة كانت جُملة اصواتكم في كل السودان على خلفية الممارسات السيئة والفاسدة التي قمتم بها لتحصلوا عليها. تلك حقيقة يجب ألَّا تغيب عن ذاكرة الناس أو تناسيها. ومع كل ذلك قررتم وقمتم في 30 يونيو 1989 بأخذ كل السلطة بالقوة، بانقلاب عسكري، لتمكين انفسكم وجماعتكم وحركتكم وحزبكم.. وها أنتم كذبا وبهتانا تَدَّعون تمثيل البلد المكلوم السودان. أخذتم كل السلطة وكل الثروة وحدث التمكين، لكن هيهات هيهات ان ينسى الشعب من أنتم ومن اين اتيتم وماذا فعلتم. بالسَطوة والقوة وادوات الحُكم القابضة على كل شيء والتحَكم حتى على ارزاق الناس في وظائفهم وكَسْبهم الحلال، صِرْتُم تتبجحون وتتحدثون باسم السودان وباسم امدرمان.. أيَا من خُنْتُم امدرمان بانقلابكم على انفتاحها وشفافيتها وحريتها وديمقراطيتها وتعايشها مع الاخر. صنعتم كتائب الموت والاقتتال وانتهت معارك الجهاد المزعوم في الجنوب بانقسام السودان. وأشْعَلتم حروب الهامش فَلَمْ تتوقف حتى الان، ولن تندمل جراحها العميقة التي أحدثتموها في جسد المجتمعات السودانية المحلية والولائية والقومية. يَخْس عليكم يا من تسَمون انفسكم حركة اسلامية. امدرمان بريئة منكم. أنتم لستم اولادها، أنتم نشاز. تصادرون اي شيء وتختطفونه.. خطفتم حُكم السودان وثرواته بانقلابكم وشوهتم إسْمه وسُمعته وبددتم رصيده في الاخلاق والفكر والتسامح الذي كان شيمة الشرفاء عبر الحقب.. وتختطفون اسم امدرمان وتجعلونها انقلابية، حاقدة على الغير، اقصائية، انفصالية. زرعتم في احيائها حصيلة حكمكم الذي أنتج الفقر والمسغبة والمرض والجهل والاستهبال والكذب والنفاق، فدَفَعَت أبنائها الى الاغتراب والهجرة والمنافي والبحث عن اوطان بديلة. يَخْس عليكم انتم لستم ابناء امدرمان.. انقلابكم لقيط ثقافة امدرمان، كما كل انقلاب حدث في السودان. أذهبوا بما فعلتم وتفعلون وبافكاركم المتطرفة القبيحة خارج امدر، فامدرمان بريئة منكم، بل اذهبوا بها خارج السودان فالسودان كله بريء منكم. يَخْس عليكم وعلى عمايلكم. من الافضل ان تبحث اجتماعاتكم وافطاراتكم كيفية تكفيركم عما ارتكبتموه في امدرمان وفي كل السودان من جرائم.. ومن الأفضل ان تصدروا بيانا تدينون فيه انفسكم واعمالكم وان تعترفوا بجرائمكم وتطلبوا العفو والمغفرة والصفح من امدرمان وابناء امدرمان ومن كل اهل السودان.. ثم تفضونها سِيرة ويدخل كل منكم جُحْرِه يلعَق فشله ويغسِل نفسه من جرائمه بالتوبة.. ويبقى في منزله يصالح اهل منزله وفي حلته يعتذر لأهل حلته. قال "امدرمان تقود ثورة اصلاح الحركة الإسلامية".. اي اصلاح؟ أصح وانظر حولك لما فعلتم بامدرمان وبالسودان.. آن أوان قَبْرِها وليس اصلاحها. يَخْس عليها وعليكم وعلى ما فَعَلَت وعلى ما فَعَلْتُم. امدرمان بريئة منكم الى يوم الدين.