مدينة النهود مسقط رأسي ومرتع الصبا والنشأة الاولى ..هي مدينة ساحرة الجمال ..كردفانية الهوية ...سودانية التكوين بقبائلها المتعددة التي انصهرت في قلب رجل واحد.. من تلك القبائل على سبيل المثال لا الحصر.. الحمر والعكريين والبرنو والفلاته والشايقية والجعليين والبقارة والجوامعة..وغيرهم... فقد انصهرت جميع تلك القبائل لتتلاشي القبلية والطبقية لتكون سودان مصغر يعيش على المحبة والتسامح والتكافل.. مدينة النهود تتكأ في رمال الغرب وجبل حيدوب الشامخ يشكل معلم من معالمها، النهود مدينة العلم والعلماء كما يحلو لاهلها تسميتها ...وهنا اذكر بيت الشعر شهير ينسب للشاعر والأديب الراحل خلف الله بابكر مداعباً محمد أحمد المحجوب: الناس مرقدها النهود وأنت ترقد بالخوي** ولو كنت تدري ما النهود لطويت الأرض طي. والخوي مدينة تقع بين الأبيض والنهود. النهود غنية عن التعريف..فهي عريقة في التاريخ كانت النهود في يوم من الايام وطن آخر لاخوة في العروبة حلو بها صدفة فاصبحت وطن لهم عاشوا وترعرعوا فيها ..أسر عريقة من المملكة العربية السعودية ومن مصر وسوريا والاقباط والاغريق والاتراك غيرها من الدول ، وذلك ان دل انما يدل على ان النهود كانت انموذجا للمدينة العصرية التجارية ، فلا يحل المقام للفرد الا بطيب المعشر ، اما ماديات الحياة الثانية من معينات الرزق فهي ايضا تذخر بها مدينة النهود من ارضى خصبة تنتج محصول الصمغ العربي والفول السوداني وغيرها من المحاصيل الاخرى..ومعطاءها ايضا بالثروة حيوانية . عاشت النهود في الايام الماضية امطار غزيرة وسيول جارفة دمرت حوالي 2500 بيت والقتلي حوالي 7 اشخاص وتشردت الاسر، ولكن النهود لها رب يرعها فقد تم بحمد الله مد يد العون لها من ابناءها في كل ارجاء السودان ومن خارجه الذين هبوا هبت رجل واحد من اجل الوقوف مع اهلها الطيبين الصابرين على هذا الابتلاء العظيم وكذلك الدعم الكريم من كل ولايات السودان لان النهود تعتبر في وجدان كل من يعرفها او زارها لطيب اهلها وكرمهم. نسال الله ان يرفع عن مدينة النهود هذا البلاء ويفرج كربهم ويلطف بهم خاصة ان موسم الخريف في بدايته، كم ان هذه الكارثة تحتاج الى علاج جذري يرتكز على التخطيط السليم للمدينة لتحديد مجاري السيول وكيف تصريفها بطريقة آمنه. ختام: مدينتي ..حديقتي الانيقة ..رحلت بعيدا عن حدودك الجميلة..مشاعر حزني سافرت اليك في النكبة العظيمة..ولكن لانقول الا مايرضى الله قدر الله ومشاء فعل.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.