اصدر مجلس الاطلنطي للدراسات بالولاياتالمتحدة هذا الاسبوع تقريرا شاملا بمشاركة وإشراف خبراء ودبلوماسيين رفيعي المستوي تحت عنوان ( استراتجية لاعادة الارتباط والتعاطي مع السودان). استغرقت الدراسة ثمانية عشرة شهرا بمشاركة فريق عمل خاص ضم افضل الخبراء الأمريكيين في شأن العلاقات مع السودان وافريقيا. يأتي علي رأسهم ثيموني كارني اخر سفير للولايات المتحدة في السودان وهو صاحب الخلاف الشهير مع سوزان رايس عندما امرت باغلاق السفارة في الخرطوم ونقلها الي نيروبي في عقد التسعينات، وكذلك المبعوثين السابقين ليمان ودونالد بوث والقائم بالاعمال الامريكي الأسبق السفير لاينر وغيرهم. يتميز التقرير بالتوازن والشمول خاصة وهي معني بتقديم مقترح استراتيجية لإدارة الرئيس ترامب للتعاطي مع السودان في ظل متغيرات داخلية واقليمية ودولية عميقة. وما يميز هذه الاستراتيجية انها صادرة من خبراء تكنوقراط تقلدوا مناصب دبلوماسية رفيعة و لديهم سابق عمل وتجربة وخبرة مع السودان، وقد اشتمل نهج إعداد الاستراتيجية علي دراسات وابحاث وجلسات نقاش وزيارات ميدانية واستشارات مع خبراء قانونيين في قضايا العقوبات وغيرها. وهي بهذا تمثل افضل ما قدمه الخبراء و الاستراتيجيون في الولاياتالمتحدة الذين يغلبون نهج التعاطي والحوار علي خيارات العزلة والمواجهة والحصار كما يفضّل الناشطون . ابرز توصيات هذا التقرير لبناء استراتيجية أمريكية شاملة تجاه الخرطوم هو ضرورة الاهتمام بالسودان كقوة إقليمية ناهضة سيكون لها دور وتأثير إقليمي من خلال موقعها الاستراتيجي، وان الحوار والتعاطي يجب ان يكون هو الوسيلة الافعل لبناء العلاقات بين واشنطون والخرطوم وذلك لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في السودان والقارة الافريقية من خلال دعم الاستقرار وتحقيق السلام ومكافحة الارهاب. الخيار الوحيد الذي قدمته الاستراتيجية هو رفع العقوبات بصورة دائمة مما يمكن الولاياتالمتحدة من بناء قاعدة نفوذ و تأثير داخل السودان، و وضع معايير جديدة لقياس درجة التقدم والتعاون مع السودان بما يعزز النظر الايجابي للنظر في ازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب و اعفاء الديون. ويكشف التقرير ان الامر التنفيذي لم يمس ثلاثة قوانيين أجازها الكونقرس وقانون حول التخصيصات المالية لكن يشجع الادارة للمضي قدما في وضع معايير لقياس التقدم وأوصي التقرير الرئيس ترامب التوجيه ببدء المراجعة ووضع المعايير لإزالة السودان من القائمة و اشعار الكونقرس بذلك. يعترف التقرير بان العقوبات لم تعد وسيلة فعالة في تحقيق الأهداف المنشودة للولايات المتحدة ، وان اثارها السالبة اضرت بالمواطن العادي وليس النخبة السياسية. و تعد هذه هي المرة الأولي التي تستشهد فيها مؤسسة أمريكية بتقرير الاممالمتحدة عن الاثر السالب للعقوبات في السودان خاصة في مجال الصحة والتعليم وحرمان الطبقات الفقيرة من حقوقها الاساسية . واكد التقرير دون لَبْس انه ليس من أهداف العقوبات تغيير القيادة السياسية في السودان . أوصي التقرير بمساعدة السودان واعادة إدماجه في النظام الاقتصادي والمالي الدولي والاهتمام بشرائح الشباب الذين سيكون لهم دور مستقبلي في حكم وقيادة البلاد من خلال التعليم والبرامج الثقافية وتنظيم الدورات والزيارات وتوفير المنح التعليمية. من اهم توصيات التقرير لبناء استراتيجية أمريكية تجاه السودان هي تعيين سفير لواشنطن في الخرطوم علي ان يكتفي المبعوث الخاص بدور إقليمي أوسع بالتركيز علي جنوب السودان. لا شك ان هذه الاستراتيجية التي جاءت نتيجة عمل مكثف من فريق العمل الذي يتكون من خيرة العقول والخبرات الدبلوماسية الامريكية في السودان ، تعد علامة بارزة ونقطة تحول في العقل السياسي لواشنطون تجاه السودان. فقد ظلت هذه الرؤية الايجابية تحملها و تعبر عنها أقلية في الماكنة البيروقراطية في واشنطون لعل ابرزهم السفير ثيموني كارني لكن تمت مواجهتهم والتضييق عليهم من قبل المسئوليين السياسيين بمساعدة وضجيج الناشطين وأعضاء الكونقرس المعاديين ومجموعات اليمين الديني. و ربما تكون هي المرة الأولي التي تتفق فيها مجموعة من السفراء و المبعوثين الخاصين و الخبراء في الشأن السوداني تحت مظلة مؤسسة بحثية مرموقة لاستصدار توصيات إيجابية لترقية العلاقات السودانية الامريكية علي قاعدة الحوار والتعاطي ونبذ العقوبات ووسائل الاكراه والإجبار السياسي. حاول المبعوث الأسبق جون قريشن في عهد الرئيس اوباما ان يقدم رؤية إيجابية تقوم علي رفع العقوبات والتعاطي الايجابي تتفق مع توصيات هذه الاستراتيجية الا انه تمت الإطاحة بعد واستدعائه من الخرطوم بطريقة مهينة وتعيينه سفيرا لواشنطون في نيروبي قبل إعفائه مرة اخري. رغم قرار الرئيس ترامب بتمديد اجل مراجعة الرفع الدائم للعقوبات لمدة ثلاثة أشهر، الا ان هذه الاستراتيجية سيكون لها الاثر الأكبر في وضع موجهات السياسة الامريكية تجاه السودان خلال الفترة القادمة وكان (كونيل باول)وزير خارجية امريكا الأسبق قد كتب أن السودان قوة إقليمية ضخمه في الأعوام المقبله وكان (زواليك) مبعوث الأممالمتحدة الاسبق في السودان ذكر في احدي اوراقة .. إن مقعد (مصر) ودورها التاريخى في المنطقة سوف يأخذه السودن عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////////