إستقبل الميرغني قيادات من حزبه بالبحر الأحمر واجتمع بهم مطولاً ووجه الوفد بتهيئة القواعد لعقد المؤتمر العام للحزب، مؤكداً الترحيب بالقيادات التي ا إبتعدت في مراحل سابقة وقال إن الحزب يسع الجميع.. ورد هذا الخبر في صحف الخرطوم الصادرة يوم 23-2-2009م وقبله بيوم واحد فقط، وفي اثناء مراسم تشييع جثمان الراحل حسن دندش، كان عدد من القيادات الإتحادية وبعض المهتمين بشأن الحركة الإتحادية يتجاذبون أطراف الحديث عن تزمر قيادات البحر الأحمر التي إلتقت الميرغني وإستيائها . من حصيلة اللقاء وذلك لعدم الإكتراث الذي ابداه مولانا تجاه مشاكلهم ومشاكل الحزب ومضت تلك القيادات إلى ابعد من ذلك واعلنت في مجالس سرية عن نيتها لمغادرة الحزب الإتحادي وقال مصدر إتحادي فضل عدم ذكر إسمه ربما تشهد الأيام القليلة القادمة إنسلاخ عدد كبير من قيادات الحزب بالولايات الشرقية وانضمامها للمؤتمر الوطني. وتبقي ظاهرة الهجرة الجماعية إلى المؤتمر الوطني من قبل القيادات الإتحادية ظاهرة تستحق الوقوف عندها ومحاولة فك رموزها وشفرتها، لماذا الحزب الإتحادي من دون الأحزاب الأخرى، صحيح هناك قيادات انضمت إلى المؤتمر الوطني من أحزاب أخرى ولكن الصحيح أيضاً ان الإتحاديين كانوا الأكبر عدداً والأعلى صوتاً في الصفوف المهاجرة إلى ديار المؤتمر الوطني. يقول الكاتب الصحفي صلاح شعيب اعضاء وقيادات الحزب الإتحادي مسؤولة بشكل مباشر عن تناثر حبات عقدها التنظيمي، ويبقى انه من غير المفيد لطم الخدود وشق الجيوب، طريقة مولانا في إدارة الحزب ينبغى ان يكون هدفاً اساسياً للإصلاحيين من الإتحاديين. ويعود هذا التشظي في المقام الأول إلى عدم وجود قيادة متماسكة وقادرة على حل المشاكل والتعامل بصورة واقعية مع معطيات الواقع الإتحادي. قطاعات واسعة من القاعدة الإتحادية كانت تعول كثيراً على عودة رئيس الحزب إلى الداخل ومضى البعض اكثر من ذلك ورهن توحيد الحزب بعودة الميرغني، وفي شهر يونيو الماضي وفي اعقاب خروجه من الحزب الإتحادي قال فتحي شيلا في حوار مع صحيفة “الرأي العام" “هناك مشكلة حقيقية تكمن في بعد مولانا عن الميدان ووسائل الإتصال به وما يتم تناقله من رسائل عبر وسائط كثيرة لا تعبر عنه تعبيراً حقيقياً". حديث شيلا كان قبل عودة مولانا وقبل انضامه إلى المؤتمر وقطع كل الصلات التي كانت تجمعه بمولانا، المهم في الأمر عاد مولانا إلى الداخل وهو اليوم يعيش في الداخل بجسده وربما روحه ولكن مشاكل الحزب العريق ظلت عالقة و عندما سئل الميرغني في أول لقاء جماهيري له بعد العودة عن الوحدة الإتحادية قال بحدة “الحزب موحد وعلى الذين خرجوا العودة إليه". تعرض الحزب الإتحادي في الآونة الأخيرة إلى نكبات عديدة وضربات موجعة من الداخل والخارج لدرجة ان أبدى بعض الحادبين على مسيرة الديمقراطية حزنهم لمآلات الاوضاع داخل الحزب الإتحادي ، ودعا أكثر من حزب إلى مد يد العون إلى الحزب العريق حتى لا تذهب أمجاده أدراج الرياح ويصبح الحزب الإتحادي جزءاً من التاريخ الماضي. وكان القيادي الإتحادي المعروف الحاج مضوي قد قال قولته التي اغضبت البعض وأفرحت البعض “اصبحنا ملطشة ومصدر سخرية وتندر من الصحف والناس" ومع مرور الايام إستعاد الحاج مضوي جزءاً من احلامه وطموحاته وبعض الامل في إصلاح الحال وقال: “الحزب الإتحادي سيظل عملاقاً رغم كل شئ وسوف أعمل من أجل وحدته حتى آخر رمق في حياتي وإذا فارقت هذه الفانية سوف أحمل أحلام الوحدة معي في القبر". وقبل ان يحمل الحاج مضوي أحلامه ويذهب بها القبر كما قال ذهب محمد إسماعيل الأزهري مهموماً بوحدة الإتحاديين وذهب الشريف زين العابدين وإمتدت يد المنون وخطفت القيادي الإتحادي البارز حسن دندش وللمفارقة الثلاثة كانوا على خلاف مع الميرغني وضمن مراسم تشيع دندش بمقابر العيلفون حضرت معظم القيادت الإتحادية على خلاف فصائلها وبل حتى الذين غادروا محطة الإتحادي إلى أحزاب أخرى كانوا حضوراً، حضر الجميع وغاب الحزب الإتحادي الديمقراطي، من الملاحظات التي إستدعت انتباه البعض غياب السيد محمد عثمان الميرغني رغم تواجده في الخرطوم. وكان الراحل المقيم محمد إسماعيل الأزهري يلخص مشكلة الحزب الإتحادي في قضية مركزية واحدة ويقول: “بعض القيادات في الحزب الإتحادي تدعي القرب من الميرغني وتعتقد انه يعطيهم الأفضلية و يقيسون أمر الحزب بمقاييس الطريقة الختمية التي تقبل إيماءات المرشد دون نقاش". ومضى الراحل حسن دندش في إتجاه مشابه مع محمد الأزهري وقال في آخر حوار له قبل الرحيل في صحيفة “آخر لحظة" “من يتحمل المسؤولية التاريخية لإنقسامات الإتحاديين شخصان السيد محمد عثمان الميرغني والشريف زين العابدين رحمه الله" والشريف هوالذي دعم الميرغني والذي كان الكثير من الإتحاديين يرون بضرورة ان يكون راعياً للحزب و إلى تاريخ جلوسنا هذا ليس هناك اي مؤتمر قاعدي إنتخب الميرغني والحديث عن أن الختمية هم أكبر طائفة دينية في البلاد حديث غير صحيح فترتيب الطوائف الدينية في السودان كالأتي: القادرية، التجانية، السمانية، الإسماعيلية والختمية هي اصغر طائفة و “الأدارسة" هم شيوخ الختمية. وكانت قطاعات عديدة وكبيرة تطالب بعودة الميرغني لتوحيد الحزب الذي تفرق ايدي سبأ، وبل كانت ترهن وحدة الحزبه برجوعه والشاهد في الأمر أن مولانا عاد ولكن الحزب ظل غائباً أو قل وجوده يقترب من العدم. سألت قيادياً إتحادياً بارزاً عن سر الهمس الذي كان دائراً بين فتحي شيلا وأحمد علي أبوبكر في مقابر العيلفون رغم تباعد المواقف بين الإثنين قبل مغادرة شيلا للحزب وبل كان البعض يضع أحمد علي أبوبكر على قائمة القيادات التي سعت لاقصاء شيلا وتهميشه ، هل يعني ذلك إحتمال عودة شيلا إلى الحزب الإتحادي رد ساخراً: فتحي شيلا يعود دا كلام بعيد خالص الإحتمال الأقرب نية أحمد علي أبوبكر في الهجرة إلى دار الجماعة وختم حديثه يعود ليه وعشان منو، أسمع مني الله يكون في عون هذا الحزب وربنا يكضب الشينة!