E-mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع انطلاقة انتفاضة ديسمبر من عام المنصرم أربكت حسابات كل القوى السياسية السودانية ابتداً من تحالف نداء السودان الذي اوفد رئيسها الامام الصادق المهدي لإكمال صفقة اديس ابابا و برلين تمهيدياً لمشاركة في الحكومة الانتقالية التي ينوي لها حزب الحاكم بعد هزائم متتالية التي لحقت مؤخراً بسبب صراعات الداخلية و تدهور الوضع الاقتصاد التي أرقت كثير من اقتصاديات دول العالم الثالث لا سيما السودان مما أدى الي فشل حكومة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين بما في ذالك احتياجات الضرورية مثل الخبز والوقود والنقود والودائع المواطنين في البنوك التي أدي الي انهيار نظام المصرفي في البلاد وانعدام الثقة بين الموطن والمؤسسات الدولة و تراجع قيمة الجنيه سوداني امام العملات الأخرى . بقدوم الامام الصادق وفق تاريخ محدد له بعودة الي الوطن المقرر لها 19 ديسمبر 2018 وقد هبطت الطائرة الامام الصادق في المطار الخرطوم برفقة كبار المستشاريه و تم استقباله كالرئيس لوزراء خلاف ما يتداول في شارع العام انه مطلوب جنائياً من قبل القضاء وفق اتهامات التي قدمت ضده بتقويض نظام الدستوري بتعاونيه مع الحركات المسلحة وفق إدعاءات جهاز الامن والمخابرات الوطني والتي بموجبه تم ابعاد الامام من جمهورية مصر وفق تعاون مشترك بين دولتين التي يقضي منع نشاط المعارضين واضطر السفر الي الي دولة الإمارات ومن ثم الي لندن التي إقامة فيها لبضع الأشهر ، مع عودة الامام الصادق انفجرت انتفاضة الشعبية بصورة عفوية وغير متوقع حتي في حسابات النظام ومفاجأة كانت ليس للأحزاب المعارضة دور يذكر في هذه الانتفاضة . تفاجأة النظام ان إرادة الشعب يسمو علي الحكومات والأحزاب و كانت استمرار التظاهرات بصورة منظمة من قبل المتظاهرين و لم يستهدفوا اي ممتلكات العامة ولا الخاصة سوى مراكز التي تصنع سياسات ضدهم اي مقرات حزب الموتمر الوطني ومراكز تابعة للأجهزة الامن التي يتم فيها التعذيب المدنيين واعتقالهم قد حققت الثورة كثير من نجاحات برغم تزايد عدد الشهداء والجراحي في صفوف المتظاهرين مما أدي الي تغيير كثير من سياسات الحكومة الذي يسعى لرفع الدعم بصورة كاملة من سلعة الرئيسية اجبر صناع القرار في الدولة الي إلغاء كثير من قراراتهم واعتراف الحكومة بالفشل وسوء الإدارة والتزام بإجراء مزيد من الإصلاحات وتغيرت خطاب سياسي لمنسوبين الحزب الحاكم من استعلاء الي انبطاح هذا يعتبر الإنجاز للشعب الثائر . انتفاضة ديسمبر الماضي كانت رسالة واضحة للقوي السياسة ان دوركم في الساحة السياسة أصبحت بلا جدوي وأنتم من يدعمون الحكومة خلال ثلاثة عقودالماضية عبر صفقات السياسية التي تعقدونها من فينة وأخرى ، مما لا شك ان القوي الساسية موقفها هزيل دليل واضح معظم الاحزاب المعارضة ترددت من المشاركة في الانتفاضة وتأخر في اعلان بدعم الثورة ، كما حدث في الانتفاضة ستمبر 2003 الذي قدمت الشعب أرتالا من الشهداء مع تخازل الاحزاب والحركات المسلحة من دعم الثورة وبعدها تفاوضوا باسم الشعب مع الحكومة ووقعوا علي اتفاق الخارطة الطريق في اديس ابابا والذي بموجبه تم رفع عقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الإدارة الأمريكية و خرجت النطام من عزلتها دولية و ظل الموطن يقدم مزيد من الضحايا نتيجة لمراوقة الاحزاب المعارضة مما ادى استمرار النظام . أرسلت المتظاهرين الرسائل عدة للمعارضة والحكومة والمجتمع الدولي وأكدوا ان إرادة الشعب قادرة علي إسقاط الحكومة بدون مشاركة الاحزاب المعارضة واثبتوا للعالم ان هذا النظام المجرم يجب ملاحقتها دويلاً بسبب استهداف المدنيين العزل امام المرعى والمسمع شعوب العالم القناصين يطلقون الرصاص الحي من اعلي المباني ضد المتظاهرين السلميين ويضربون ويعتقلون بدون اي مبرر وأيضا يستهدفون الصحفين والنشطاء الذين يقومون بتغطية الأحداث. وكذالك هذه تظاهرات اجبرت بعض الاحزاب متحالفة مع الحكومة ما يسمي بالحوار الوطني ان يعلنوا انسحابهم من الحكومة منتهية الصلاحية وهم نادمين علي المشاركة وخرجوا مهزومين هكذا شعوب يصنعون التاريخ وقيادات في كل الثورات ؟ ما زال مسيرة التغيير مستمر حتي سقوط الديكتاتور وإعلان دولةالمؤسسات . الحكومة الان امام خيارين لا ثالث لها أما اعلان الحكومة الانتقالية او تسليم السلطة للجيش كلا خيارين يواجهان مصير مجهول مع تعاظم سقف المطالب المتظاهرين الرافضين لحكومة الانتقالية يقودها الاحزاب و ينددون بحكم العسكر ويرفضون اي سناريو انقلابية سيكرر ذات ماساة .