الوعيد و التهديد و كل التصريحات السالبة التي يطلقها قيادات المؤتمر الوطني أمثال علي عثمان و نافع و الفاتح عز الدين واحده من مظاهر سقوط نظامهم والذي عاد يستقوي سوي بمليشياته و ليس القوات النظامية التي انحازت للثورة و اصبح النظام لا يعول عليها في استمرار بقاءه او لا يأمن أبداً أن تقف في جانبه في مقبل الأيام القليلة القادمة و الحاسمة في نهاية اطول نظام فاشيستي حكم السودان . هذه التصريحات أيضا تدل علي الضعف و ان لم تكن قد اخرجت شيخهم الذي قدمه الطاهر حسن التوم في برنامجه ب( الشيخ علي ) من حلم الحكماء و ورع الشيوخ . مظاهر سقوط كل الشموليات لم تتجلي فقط في التهديد و الوعيد بل حتي الوعود التي يطلقها النظام من انتهاء الازمة و ان كل الإصلاحات اللازمة قد تمت و محاولة السيطره علي الشارع او احتواء غضب الثوار العارم . و لو رجعنا لمسيرة الأنظمة التي سقطت في الربيع العربي الأول لوجدنا ان الخطاب بدا هادئاً ( يا جماعه انا فهمتكم و يا جماعه قمنا بإصلاحات ) ثم كان العناد و الإصرار من نظام مبارك علي ألا يتنازل و لولا عزيمة الثوار التي لم تتزحزح عن موقفها و شعارها ( تسقط بس ) طيلة أيام الثورة لما سقط النظام حيث ان نظام مبارك كان دائماً يحاول تخويف الثوار بجهاز أمن الدولة . ثم ذهبنا الي ليبيا و تلك العنتره و القذفنه التي قالت للثوار ( من انتم ؟! .. جربان و خلافه ) و هاهي الإنقاذ وصلت طور القذفنه ان جاز لنا تسميتها بلا نزاع فشيخهم علي يهدد بالكتائب و الحرب الاهلية و البشير يبدا بشذاذ الآفاق و ينتهي بالفيران ثم اخر الأطوار في هذه القذفنه التي بدأت تتجلي بشكل واضح في خطاب الفاتح عزالدين او الفاتح من سبتمبر و الذي قال بوضوح ( الراجل يمرق و الشايل سلاح بنقطع راسو ) . منذ انطلاق شراره هذه الثوره المباركة لم نسمع سوي بالوعيد و التهديد و اخرها القذافيات التي أمطرنا بها الفاتح من سبتمبر و لم يسمع الناس أيضاً غير وعودهم الكاذبه التي سئمها الكل حيث أننا لم نسمع بمسؤول واحد إنقاذي ينادي بعدم التعرض للمتظاهرين و ان هذه التظاهرات سلميه بل جل تصريحاتهم تشكك في سلميتها و أهدافها و من وراءها و فزاعاتهم التي عرفناها فتاره الشيوعيين و البعثيين و المارقين و تاره جهات خارجية تدعمها و تقف من وراءها . ثورة ديسمبر المباركة ثورة سلمية و شعبية انطلقت بلا اي لافتات حزبية كما كتب الاستاذ محمد فضل حول براءه و سلمية هذه الثورة و أضف عليه ان ( زاد الثوار ) الذي عكف علي إعداده كل الكنداكيات كما شاهدنا في بري الدرايسة و امدرمان الأسبوع الماضي يؤكد علي ان هذه الثورة ولدت من رحم معاناه هذا الشعب و ليس هناك اَي جهه خارجية كما يدعي زعماء هذه العصابه . و لو ان حزب الموتمر الوطني ليس حزب السلطة و يؤمن قياداته حقيقة بالديمقراطيه لرأينا استقالاتهم الجماعية ازدانت بها الصحف و الاسافير الا انه غير ذلك فهو حزب من صنع النظام الدموي الذي لم يُعرف عنه سوي انه نظام ديكتاتوري يحكم بالحديد و النار و يقتل معارضيه و يعذبهم دون محاكمات و يهدد شعبه بالتهجير و اللجوء و الحرب الأهلية . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.