أيها الشعب السوداني، إنتفاضتكم تدخل أسبوعها السابع، وفي كل يوم يزداد الزخم وتزداد أعداد الذين يخرجون وينضمون إلى صفوف الإنتفاضة، الخروج لا يجب أن يكون مجرّد فرض كفاية، إذا خرج فيه البعض سقط عن الآخرين، بل هو فرض عين على كل سوداني وسودانية، لأن خلاص الوطن من قبضة هذا النظام الجائر لا يقوم به البعض فقط، تماماً كما أن التمتّع بسودان حر وسالم وعادل لن يكون فيما بعد حصرياً على البعض الذي خرج، لكن سيتذوقه البعض بحلاوة، بينما يتذوّقه الذين تخاذلوا بندم. إدراك هذه الحقيقة يجب أن تدخل كل بيت سوداني، ويجب أن تتحسس كل أسرة مرارتها، ويجب أن يعتمر ضمير كل مواطن سوداني بهذا الفهم، مما يتطلب تدافع الجميع للخروج والوصول إلى مرحلة العصيان والإضراب السياسي. الخرطوم بها ما يزيد على 10 ملايين نسمة، خروج مليون مواطن في يوم واحد كافي بإسقاط النظام، ناهيك عن أن يخرج ربعهم أو نصفهم. في كل الجلسات داخل البيوت يجأر الجميع بالشكوى عن حياة أصبحت قساوتها لا تطاق، وعن وطن يتدهور في كل شئ، وعن نظام حصر مسئوليته في تمكين منسوبيه ولفظ الملايين، وعن فساد أصبحت رائحته تزكم الأنوف ليس في السودان فحسب، بل حتى لدى مؤشّرات القياس في المنظمات العالمية. البقاء داخل البيوت والشكوى لطوب الأرض لن يجدي، السماء لن تمطر ذهباً، ولن يخلّص البلاد من هذا النظام سكوت الناس وانزوائهم عن الخروج، بل سيزيد من بطشه واستبداده، وإذا كان البعض يعتقد بأن نار النظام لن تصله في بيته، فهو واهم. كيف تكون في مأمن من جور النظام وأنت تشتكي من الغلاء والمرض وانعدام الدواء وانعدام الخبز، وانعدام الوقود، والغلاء الفاحش الذي يتزايد في كل دقيقة، كيف يمكن أن تكون في مأمن من نظام يبتلع منتسبيه كل موارد البلاد لمصالحهم الخاصة وقد بيّنت التقارير حجم الفساد المالي الخرافي، كيف يمكن أن تكون في مأمن والنظام يسخّرك لصالح متعة منتسبيه ويلفظك جثة هامدة عندما تعجز سواء بالمرض أو الجوع. ومتى أصبحت بلا فائدة، يتلقّف إبنك أو غيرك ليؤدّي دورك ثم يلفظه هو الآخر بانتهاء صلاحيته. أيها الشعب السوداني، الجالسون في البيوت بالملايين في الخرطوم وغيرها من المدن والقرى والفرقان، جلوسكم في هذه البيوت أشبه بالإستسلام لمن ينتظر الموت المحتوم، ستتحول بيوتكم إلى مقابر بعد أن يفتك الجوع والمرض بكم، لن تجدوا وقتها حتى من ينقلكم إلى المقابر، بل ستتحولون إلى عظام رميمة بداخلها يجمعها القائمون على هذا النظام ثم يحوّلون بيوتكم ضمن ممتلكاتهم لصالح ملذاتهم وهم سعداء، هذه هي نهاية كل من يعتقد بأن بقاءه داخل البيوت يأمنه من القتل والإعتقال مما يواجهه الشباب الذي ظل يخرج كل يوم وعلى مدى ستة أسابيع، هؤلاء يقدّمون أروع المشاهد والقصص، فهل يكفيكم التمتّع بالمشاهدة والإستماع إليها، أم ينبغى عليكم المشاركة وصنع الأحداث. كيف تسمح ضمائركم برفض شرف المشاركة في خلاص الوطن، بل كيف تتقبّلون أن يُطلق عليكم يوماً لقب (المتخاذلون عن تلبية نداء الوطن). إذا كنتم تعتقدون أن هذا الشباب الذي حزم أمره، وحدد هدفه بأحد أمرين، إما خلاص البلاد ومستقبله من الظلم والجوع والمرض والحروب، أو الفناء دون ذلك، إذا كنتم تعتقدون أنه سيتراجع فأنتم مخطئون، لأنها معركة كرامة يخوضونها من أجلكم، يُعرّضون أنفسهم لبطش النظام لتحيوا أنتم، فهل تروق لكم مثل هذه الحياة. لقد أعلنها الشباب واضحة وصريحة بقولهم "حرية سلام وعدالة"، هذا ببساطة يعني أننا نعيش في وطن يفتقد لهذه الحقوق الأساسية، والشعب الذي يفتقد هذه الحقوق هو شعب ميت. هنالك مقولات متداولة وتحفظها ذاكرة الشعوب، "الإنسان الذي يعيش في ظل نظام ظالم ولا يثور عليه، يحق أن يشك الناس في حقيقة أنه إنسان"، فهو بذلك أقرب لأن يكون جماداً منه لكائن حي، حتى الحيوانات لا ترضى بالظلم. فإما حياة كريمة لكل الناس، أو موت كريم يذكره التاريخ، والتاريخ أيضاً لن يغفل جبن الجبناء وخيانة الخونة، وتخاذل المتخاذلين، وفي عصر التكنلوجيا، والذاكرة التي لا تنسى، وكما سبق القول فإن النظام مهما طال به البقاء فهو زائل، وحينها سيكون سهلاً حفظ الأشخاص والأسر والبيوت التي تخاذلت يوم نداء الوطن ولعل المتاحف أدعى بأن تحفظ مثل هذا التوثيق للأجيال وللإنسانية جمعاء، لأنها مواقف لها تأثيرها المدمّر لإرث الإنسانية في مقاومة الباطل. نكررها مراراً، أنه مهما تعاظمت الأمور، فإن النظام زائل، وسيبقى الشعب والوطن، ويومها لن يستطيع الكثيرون رفع رؤوسهم من الخزي والعار. لا بديل لإرادة الشعب # تسقط _ بس إعلام حزب العموم السوداني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. www.omompartysudan.org