خرج علينا قبل أيام وزير الدفاع و رئيس أركانه بعد أن اجتمع بكبار القادة والضباط و خاطبهم بخطاب كيزاني واضح لا لبس.. ثم قال في معرض حديثه أن الجيش لن يسلم السلطة لشذاذ الآفاق الذين يطالبون بسقوط النظام.. و من الذي طالب بسقوط النظام و ذهابة الى مزبلة التاريخ؟ إنهم جموع الشعب السوداني الذين ظلوا يخرجون في مسيرات عارمة طيلة الشهرين الماضيين.. و لم يرى أحدا في هذا الخروج شذوذا أو خروجا عن الأفق إلا الكيزان ووزير دفاعهم و قادة أركانهم وهم بذلك الفعل يجيرون مواقف القوات المسلحة لصالح الكيزان.. و أنه مع اختلاط الحابل بالنابل داخل المؤسسة العسكرية نتوقف و نسأل أين يقف منسوبي القوات المسلحة من جنود و ضباط من هذا الخطل الكيزاني؟ مشاهد كثيرة و يومية يراها كل منتسبي القوات المسلحة في نقالاتهم و في بعض القنوات التلفزيونية و يسمعونها من ابنائهم أو أخوانهم أو زوجاتهم أو جيرانهم أو ربما كانوا هم أنفسهم شهود على أحداث كثيرة وقعت أمام أعينهم.. مشاهد القتل المتعمد بالرصاص الحي و في مناطق قاتلة حيث بلغ عدد القتلى حتى هذا اليوم 57 شهيدا.. الضرب و السحل و الدهس بسيارات الدفع الرباعي... التعدي على الفتيات و ضربهم و التحرش بهم ... انتهاك حرمات المنازل ودخولها عنوة و في أي وقت دون استئذان أو سند قانوني يخول لهم فعل ذلك... هذا غير اغتصاب الرجال باستخدام آلالات حادة.. وفي خضم هذه الاحداث و الحقائق الدامغة و بدلا من اتخاذ القوات المسلحة موقفا ايجابيا وواضحا تجاه هذه الانتهاكات و حماية المواطنين من تعدي الأجهزة القمعية و كتائب الظل وصعاليق الأمن الشعبي وفقا لمسؤليتها الدستورية يستعبط علينا بعض قادتها و يصفون الشعب بشذاذ الآفاق و لا يستحوا الجهر بولائهم للرئيس البشير و ليس لدستور البلاد.. هل سيركن الضباط الى هذا الموقف و يتفرجون على شعبهم يُهان و يُستذل و يُضرب و يُقتل دون ان يحركو ساكن؟ أم أن للمارد غضبة سيهتز لها عرش الطاغية ووزير دفاعه و أركان حربه و يتقازم معها المتطاولين من أمثال على عثمان و الفاتح عزالدين و من هم على شاكلتهم.. أود أن أذكر منسوبي القوات المسلحة من الضباط و ضباط الصف أن سقوط النظام أصبح مسألة وقت ليس إلا. , و أنه ساقط ساقط لا محالة عاجلا أو آجلا وأن ثقة الشعب في القوات المسلحة ما زالت باقية و أن إنحيازها لجانب الشعب يضمن التعجيل بسقوط النظام و مع هذا فإن إرادة الشعب لن تنتظر القوات المسلحة أن تمن عليها أو من أي جهة أخرى و أنها سائرة في طريقها دون تردد وق عقدت العزم على إزالة النظام وهى واثقة جدا من تحقيق ذلك.. و أود أن أذكر منتسبي القوات المسلحة من ضباط و ضباط صف أنه في حالة سقوط هذا النظام و هذا ما سيحدث دون أدنى شك بدون حراك واضح من منتسبي قوات الشعب المسلحة من ضباط وضباط صف حينها ستكون المؤسسة كلها دون فرز قد اختارت الوقوف الى جانب الطاغية حتى النهايه و لن يبقى لهم سوى تقديم استقالاتهم و الذهاب الى بيوتهم غير مأسوف عليهم قبل أن تكنسهم مكنسة الثورة إلى مزبلة التاريخ لأنه لم يلتزموا الدستور و خانوا الشعب حيث جلسوا في كراسي المتفرجين وهم يشاهدون الشعب يُقْتل و يُضْرب و يُسْحل و يُغْتصب أمام أعينهم... وحينها سيتفرغ الشعب لبناء قوات مسلحة جديدة يستطيع أفرادها القيام بمهامهم الرئيسية وهي حماية الشعب أولا ثم الوطن ثانيا.. فما فائدة وطن بلا شعب.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.