ثلاث سنوات بالتمام والكمال مرت والطيب بعيد بعيد .. بعيد هناك خلف الشمس وسط القمر بين الزهرة شمال زحل أمام المريخ حيث الكواكب تدور وحول الارض تلف منها ما يبشر بالإشراق ومنها ما يهب الضياء وبعضها يهدي السبيل وبعضها يرسل الدفء ومنها ما يكتفي بالتحليق والبعاد وان زاد مارس الغزل مع ليالي الصيف السهرانة. حين يغيب القمر بهندامه الابيض يرتدي الليل ثوب الحداد ويرسل العشاق زفرات الحزن النبيل.. يتشرد السمار بين أركان الليالي تتيه الخطى يلملم السكون خيام الانس تلبس الدنيا كثيف الظلام. وما ان يشرق البدر في كبد السماء حتى تتنادى المشاعر من كل حدب وصوب.. وتتراص الذكريات صفاً خلف صف تعانق السماء وتشارك القلب افراحه بلم الشمل وعودة الحياة لكوكب القمر. غاب الطيب كان الحزن حضوراً ويوم رحل الطيب سكن الوجع في قلب الرجال ويوم سافر الطيب عاد الامس من خلف أسوار الحياة.. جلس وتمدد وحين رجوناه الرحيل أبى وأستوطن.. ومن يومها لا الليل نام ولا الدمع جف. *الطيب عبد الله ما كان قمراً لسائر الاقمار ولا رجلاً كغيره من الرجال بل كان رمزاً في الهلال.. شيخاً حين عنى الانتماء معنى التصوف.. قائداً حين عنى الانتماء معنى الاممية.. زعيماً حين عنى الانتماء معنى الوطنية.. *الطيب عبد الله ما كان رئيس ناد فحسب بل كان توجيهاته منهج وتصرفاته إرث وأحاديثه درر ومواقفه قيم وأوامره دستور لا يصاغ ولا يعدل لايفني ولا يبدل.. * أحب الهلال حتى أرداه الحب قتيلاً.. وأحبه الهلال فأحياه بين الناس قنديلاً .. *دوام الهلال من دوام العشق الذي لا يفنى ولا يموت فحب الهلال يورث والإنتماء له تتشرف به الاجيال.. *تميز الهلال من تميز أناس حباههم لله بحب الازرق.. فإلى الهلال جاء الرؤساء وبفضله حكموا طويلاً .. والى الهلال أنتمى الزعماء وبإنتمائهم خلدت أسمائهم .. إلى الهلال حضر الاؤلياء والصالحين وبانتصارات الهلال إنصلح حال المواطنين.. *الاطباء علقوا الشهادات وجلسوا على المدرجات يبتغون العافية من فرح يجلبه الهلال.. المهندسون زرعوا غابات الاسمنت في مدائن بلادي بنوا السدود ومدوا الجسور وجسر الهوى بين الارض والقمر كان أعظم مابنوه في حياتهم. *رمى الزراع (تيراب ) القطن والقمح ولم يستوي على سوقه الإ بعد أن سقاه (ضرع) السحاب.. حين سال على النيل الابيض وأنهمر على متن النيل الازرق .. ولعناق النيلين بكى النيل وسال ورمى بالخير كل وادٍ. *جاءت العطلات وأنشغل الطلاب بالفاقه ونسوا كل واجب وعمل الإ واجب التشجيع لهلال أحبوه ورضعوا حبه من ثدي أمهات (مهيرات). * تتزاحم المواقف بالهايسات تنادي الركاب وركاب الاستاد ينادون الهايسات.. *أطباء .. مهندسين .. زُراع .. صُناع .. ضباط .. عمال .. ترباله .. عتالة .. عيال.. بنات .. أطفال .. أمهات .. رجال .. كل هؤلاء تميزوا بسر الانتماء الصادق للحبيب الهلال. *والطيب عبد الله لم يكن سوي فرد من هؤلاء وواحد من سلاطين العشق. *سموهو الريس.. سموهو الزعيم .. سموهو البابا.. سموهو ود السارة .. حاولوا كل قواميس اللغات عسى أن تميزه لكنهم خابوا لأن التميز كان هو .. *وصفوه بالدكتاتور.. شبهوه بالامبراطور ويوم غضبوا نادو عليه .. إستقيل ياثقيل فلم يزده الهتاف الإ (ثقلاً) في كفة ميزان الحب.. فمات والبعض يرجو مجاورة قبره يمنحه الصفح والغفران. *كان الطيب مع اللاعبين عطوف.. بين الجموع ولوف لمقدمه تضرب الدفوف.. وفي ذهابه تحن الحروف .. الكأسات تتزاحم على الرفوف ومن عدله تتساوى الكتوف.. لكنه حصيف .. حريف.. داهية .. حازم .. مهاب.. مخيف .. وفوق كل ذلك .. يا سبحان الله قد كان ذو قلب عطوف.. وروح شفيف.. *كان حامي الهلال .. حارس قومه .. وبطل النزال.. سهمه الماضي وسيفه البتار.. لا يفرط في حقوق الهلال ولو كانت النفس الفداء.. لا يتأخر حين النداء .. لا يتمرد ساعة الفداء.. *بين المطر يمشي.. تحت الشمس يلعب .. على الجبال يصعد وفي الوحل يخوض وكتيبة النصر لا تعرف الفر يوم يكون هو القائد . *أبلي الطيب في الهلال البلاء الحسن وقاوم بعقله وقلبه المصائب والمحن من صاحبه به أفتتن ومن خاصمه إليه حّن. * أمسكوا قلمي فكاد يسترسل حتى الصباح.. فالحديث عن الطبيب يتجاوز حدود الابجدية. * تمر اليوم ذكرى رحيل الزعيم ورئيس الهلال (صلاح) يعلن الرحيل.. فمثلما حبس السجن بالأمس الطيب حبس اليوم صلاح و (المشكي) هو الهلال.. والدولة تتفرج لا تحمي رئيس أكبر حزب في السودان. * المال في الهلال مال عام .. مال الشعب والقانون جاء لحماية الشعب وصلاح فرد من الشعب أراد الله له أن يمسك بمفاتيح الخزائن الزرقاء فلماذا يودع وحده السجن فالأحّرى أن يودع معه كل شعب الهلال. *وشعب الهلال هو من حرر شيك (رويال) .. ومثلما حمت الدولة موظفيها من الحبس بسبب المال العام فالاولى حماية من تطوع للعمل العام من ظلم الحراسات والتردد على المخافر والسجون .. فالوقت عندهم غالٍ وثمين لأن الناس تنتظرهم جهدهم وعطاءهم لتنصلح حال الرياضة وإنصلاح الرياضة إنصلاح لحال الوطن .. والفوز في مباراة لكرة القدم لا يقل أهمية عن توقيع سلام دارفور ففي الامرين نصر وخير وسلام وتنمية. جملة اخيرة من الطيب وحتى صلاح .. من جكسا ولي هسي.. الهلال هو الهلال لا ينكر لا ينغمر .. لا يقع لا يندفر .. صامد كالجبال سامي في علاهو أسمو الهلال.. حفظوا الله . هلال العز Alilal [[email protected]]