عادة ما أنتهز فرصة عطلة نهاية الاسبوع لاستقطع بعض الوقت للتسوق ، والايفاء ببعض الالتزامات الاسرية ، وقضاء بعض الحاجيات والطلبات الاسرية والزيارات العائلية. ورغم اجتهادي وحرصي في متابعة الشئون الحياتية اليومية التي تقهرني وتقعدني ملوما محسورا.. أتكاسل احيانا اواغفل عنها متعمدا وذلك لوجود من يتابع تلك الامور من افراد الاسرة.عبر التقنيات الحديثة ( فضائيات وانترنت وخلافه ) .. ولذاك التغافل والنسيان حكايات وطرائف كثيرة لنا ان نسردنا في مساحة اخرى ، ولنا في هذا المقام ان نتناول هاجس تلك الوسائل المنقولة لدواخلنا كرها او طوعا وبدون استئذان مسبق . ذات يوم ونحن في صفوة ولمة اسرية بهيجة نتجاذب اطراف الحديث تناولت الاسرة بتوجس وهيبة ورهبة تلك المخاوف ، وما ينقل عبر وسائل الاعلام والتقنيات الحديثة من محاذير وما ينتج عنها من ارباك مزعج ومقلق للجميع ، ولا يعرف صحتها من عدمها حيث اختلط الحابل بالنابل في غياب المرجعيات الموثوقة بها . اخبارمتضاربة، وحقيقة غائبة ، ومحاذير كثيرة خلصنا نحن افراد الاسرة في جلستنا تلك الى اعتقاد لايجزم ان كثيرا منها تكون لاغراض تجارية وتنافس محموم . ولكنه مما لاشك فيه يترك اثرا بالغا في النفوس فتجعلها تضطرب وتعيش في حالة من الهستيريا و الذعر الدائم . و ربما يُعتقد ايضا بان هنالك تقصير او عدم ملاحقة دائمة ولصيقة لمجريات الامور من الجهات ذات العلاقة مع نفشي وسائل الغش التجاري. بينما الاخبار المتناقلة التي تلوح في الافق بين الحين والاخر مشيرا الى ما يوحي أو يؤكد اكتشاف مخاطر صحية أو بيئية في سلعة تجارية متداولة بكثرة، أو في منتج غذائي يستهلكة الجميع . كالحليب ومنتجات الالبان وسواها من المواد الغذائية المكونة لبنية وجسد الانسان والحيوان. تتواتر الانباء وتتناقل عبر الوسائل المتاحة وخاصة عبر الانترنت اخبار مزعجة ومخيفة تقشعر لها الابدان . مواد مسرطنة، واشاعاعات خطرة في مواد غذائية ، ومواد صلبة ضارة ، وغيرها من الاحتمالات المتوقعة في ان تقترفها تلك الجهات المتمرسة بلا هوادة ! فقد سمعنا من قبل عن ( بودرة السراميك في الحليب - وعن مزارع الاسماك في مجاري القاذورات - وحبوب منع الحمل لتغذية الدواجن) وغيرها من الامور الشائكة والمربكة !! وتلك الامور كافية بان تجلب من الامراض ما يمكن ان تفتك بالبشرية كلها وتصيبها بامراض عضال يصعب علاجها ، وحتى ان كانت مجرد اشاعة لاغراض تجارية , فحتما انها مؤثرة في النفوس وكافية بان تجلب من الامراض النفسية والعقلية صنوفا وانواعا جديدة من الامراض . فتلك حقيقة نتلمسها جميعا في تصرفاتنا اليومية المتمثلة في فقدان الثقة في اغلب المنتجات والمعلبات الغذائية، حبث بلغت المخاوف مبلغها وسوف يستسرى فقدان الثقة بعدها الى امور كثيرة يصعب معها اصلاح الخلل في التركيبة الانسانية ومفاهيمها المعتلة اصلا . واغلب المنتجات المصنعة لم تسلم من الشك والمخاوف - مواد النظافة والشابوهات وكل ما هو مصنع اصبح في موضع شك وريبة.. ولم تسلم المنتجات الطبيعة والخضروات والفواكهة ايضا من ذاك الهوس والهاجس بسبب التشكيك في طُرق انتاجها ، والتدخلات الكيمائية والهارمونات ، والجينات الوراثية المعدلة . ومن الطريف ان هنالك من ينصح بالقراءة الجيدة للبييانات المدونة في مغلفات وعبوات المواد المحفوظة والمعلبة والتمعن في المكونات والتركيبات المعلنة، بالرغم من علمهم بان تلك المعادلات والارقام تستعصي فهمها على حملة الشهادات والدرجات الاكاديمية!! فما بالك بانسان مُكبل بالتزامات ومشاغل يومية تئن منها الجبال . نعود بالقراء والمتابعين لرحلة التسوق الاسبوعي لنقف مع ( سمك الهامور الفيتنامي المجد) الذي انتشر خبر اضراره المتوقعة عبر وسائل الاعلام واغلب الصحف والجرائد والقنوات الفضائية نقلت بعض من تلك المخاطر المتوقعة والمحاذير مزودة بصور توضح الانواع المعروضة منها في الاسواق . بل حتى الاسعار المعلنة لم تكن خافية عليهم ، بل كانت لتؤكد وتحدد ( وبدون لبس) الاصناف المعنية بالاتهام . ولكن البضاعة المشكوكة في امرها مازالت باقية، ومعروضة في كبريات المحلات التجارية والاسواق ، ومتداولة بذات المواصفات والاسعار والصور المعلنة عنها في التحذيرات التي ملأت مواقع الاخبار في الصحف والفضائيات وصفحات الانترنت. مع تحيات محمد سليمان احمد ولياب