(رأيت تعريب هذه الكلمة لعالمة غربية نادت بإطلاق سراح البروفسير منتصر الطيب إبراهيم من هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة الخرطوم المعتقل منذ منتصف فبراير 2019. وعرضت لمأثرته في تدريس علوم الجينات والأمراض وأبحاثه المميزة فيها. وأردت بتعريبها أن يعرف شبابنا الثوار عنه بصورة تتجاوز سياسته إلى منزلته في العلم والفضل. وفي التعريف به في زحام الثورة رد سديد على الإعلام الحكومي الذي ينقر بشكل مرتبك على مجهولية قادة الحراك لينعق بالقول إن الإنقاذ لن تسلم البلاد لقيادة غامضة. فليقرئوا سيرة واحد من رموز الحراك ليخجلوا من مزاعمهم الوضيعة. وينبغي ألا نتأخر عن مثل هذا التعريف بسيرة رجال في الحراك ونساء ليرى الغاشي والماشي أن من ورائه عقول وأفئدة لها صبابة بالوطن وتمشي حافية حالقة في الولاء لشعبه) اعتقلت السلطات في السودان علماً رائداً في علوم الجينات لانتقاده النظام المستبد في بلده. فالعالم منتصر الطيب إبراهيم، الذي يرأس معهد الأمراض المستوطنة بجامعة الخرطوم، معتقل منذ الحادي والعشرين من فبراير إلى يومنا. ولا يعرف أهله ولا أصدقاؤه مكان حبسه. ومعلوم من الأهل والأصدقاء أن منتصر مريض بالقلب وبحاجة إلى عناية خاصة. وأصدر زملاء منتصر وطلابه بياناً من قريب يطالبون بإطلاق سراحه. وجاء فيه: "إنه من غير المقبول أن يرسف عالم في مقام منتصر في السجن بدلاً عن قاعات المحاضرة ومراكز البحث". شارك منتصر حسب بيان زملائه وطلابه في تظاهرات سلمية ضد النظام في الشهور الأخيرة. واعتقل مرتين خلال شهر يناير ولكنهم سرعان ما أطلقوا سراحه. ووقع الاعتقال الثالث بينما كان يرتب لعرض مقترحات بإصلاحات وطنية صاغها مع هيئة التدريس بالجامعة على الرئيس السوداني عمر البشير. وقال بيان زملاء منتصر وطلابه "إن بروف منتصر وزملاءه كانوا على اعتقاد خالص أن بوسع مبادرتهم اختراق الأزمة السياسية. ولكن السلطة الديكتاتورية رأت غير ذلك فتكاثرت اعتقالاته". بروف منتصر وأحد من أميز علماء السودان. شملت دراساته جينات الملاريا والسرطان وغيرهما. ومن دراساته التنوع الجيني للسودانيين. وهو مساهم بارز في الدراسات العالمية المتعلقة بجينات البشر في أفريقيا.وهو العضو المؤسس للأكاديمية الوطنية السودانية للعلوم في الخرطوم، وعضو الأكاديمية العالمية للعلوم في إيطاليا. وقالت عنه عالمة الميكروبات سعاد سليمان، عضو الأكاديمية السودانية الوطنية للعلوم، إن منتصر عالم طويل الباع في الجينات أشرف على رسائل جامعية كثيرة". وأضافت "إن اعتقاله سيحرم العلوم والبحث من مساهماته". وقال ضياء الدين أحمد النعيم، أستاذ علم الميكروبات المقيم في ولاية ميريلاند، إن اعتقال منتصر محبط لمعنويات العلماء في السودان. فلم يزد منتصر عن اعتراضه لابتذال حقوق الإنسان والنداء السلمي للتغيير الديمقراطي في بلده. وزاد بانه علاوة على ذلك فإن اعتقاله سيهبط بحماسة علماء في العالم ممن رغبوا في دراسة أوضاع صحية بالسودان". والنعيم نفسه يعاود زيارة وطنه لدراسة مرض الليشمينا وهو إصابة ميكروبية تنقلها الذبابة الرملية. وناشد بيان زملاء منتصر وطلابه علماء العالم ليسندوا قفا حملتهم لإطلاق سراحه. وقالت ساره تشخوف، عالمة الجينات بجامعة بنسلفانيا التي نشرت أوراقاً علمية مشتركة مع منتصر، أنها مستاءة لخبر اعتقاله. وقالت "هو العالم الفذ في بلده" علاوة على أنه "شخص نبيل وعطوف لا يستحق هذا الإزراء به". وكتبت في رسالة لها أنها "تأمل من قادة السودان أن يقفوا بالعرفان لمساهمته العلمية الغراء لبلدهم والأمر بإطلاق سراحه". وقال المركز العالمي لهندسة الجينات والتكنلوجي البيولوجية في إيطاليا إن لمنتصر المنة والفضل في تأمين نجاح جهودهم في أفريقيا خلال خدمته ضمن المستشارين العلميين للمركز ما بين 2004 و2013. والمركز على عقيدة أن العلم لا تحده حدود الجغرافية ولا الألوان السياسة، وأن حق حرية التعبير حق إنساني لا مندوحة منه". الصورة لبروف منتصر الطيب إبراهيم مع أستاذه وصفيه بروف أحمد محمد الحسن https://www.sciencemag.org/news/2019/03/renowned-sudanese-geneticist-behind-bars-opposing-regime
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.