ينقسم اهل السياسة لدينا في السودان الشكية لله - بين مناضلين سابقين فاسدين ، وآخرين مناضلين في طريقهم الى دنيا الفساد في المستقبل ، ولان التعميم دائما ما يخل ويفسد المعنى ، فلا بد لنا من القول بان هذا الوصف ينطبق على معظم اهل السياسة او من اسماهم الكاتب النابه فتحي الضو ( النخبة السودانية ) التي ادمنت الفشل ، بحسب تعبيره . مناسبة هذا الحديث الذي قلب علينا المواجع ما نشرته صحيفة الوطن ( 24 فبراير ) من خبر ننقله كما ورد بالصحيفة : (عقد المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي«الهندي» بولاية الجزيرة اجتماعه، حيث قرر المكتب تجميد ترشيح الأمين الصديق الهندي لمنصب الوالي لصالح مرشح المؤتمر الوطني بالجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه. يشار إلى أن الوطني قد سحب مرشحه في الدائرة الجغرافية«أم القرى» لصالح الدكتور جلال يوسف الدقير مرشح الاتحادي، وذلك في إطار التنسيق بين الحزبين في الانتخابات) ... انتهى الخبر. انا افهم ان يقوم الحزب الاتحادي الديمقراطي بتجميد ترشيح الصديق الهندي لمنصب والي الجزيرة، وخيرا فعل ، فصديق الهندي لا يصلح لادارة حواشة بمشروع الجزيرة لا الجزيرة ذاتها ، ولكني اتساءل ، ما بال الحزب الاتحادي الديمقراطي ( فرع الدقير ) يفعل فعل الافريقيات الللائي يتفاحشن في السعودية منتحلات لبس نساء السودان ؟ لماذا يصر على تضليل الجماهير بانتحاله شخصية حزب آخر ؟ وما الذي يمنع جلال الدقير وصحبه من الانضمام بالجملة الى المؤتمر الوطني – على عينك يا تاجر - تماما كما فعل ويفعل بعض شيوخ ووجهاء القبائل وبعض رجال الطرق الصوفية الذين تطالعنا الصحف اليومية باخبارهم يبايعون نافع او الرئيس البشير ؟ جلال الدقير بحساب التاريخ يعتبر من ( الزعماء ) السياسيين ، ضحى بسنوات غالية من عمره المديد بين ليبيا ولندن في ( نضال ) شاق ومضني في سبيل الوطن ، ولذلك يعتقد جلال الدقير انه قد سدد فاتورة استحقاق الوطن عليه بالكامل ، وقد جاء الوقت الذي ينبغي ان يلتفت فيه الى مستقبله ومستقبل ابنائه ، ولهذا لم يجد جلال حرجا في ان يكون رمزا من رموز الانقاذ التي ناضل طوال عمره ضد من هم اقل منها عسفا وقمعا لحريات الناس وارزاقهم ، فاستحلى كرسي وزارة الصناعة لعدد من السنوات حتى لم نعد نذكر اسم وزير الصناعة الذي سبقه ، فكاد – وفق برنامج حزبه – ان يدفع باسم السودان الى مصاف الدول المتطورة صناعيا حتى لو على نطاق دوري دول شرق افريقيا . التنسيق بين الحزبين الذي اشار اليه الخبر ، اعتقد انه مهين في حق الناخبين ، قبل غيرهم ، فمجرد اعتقاد جلال الدقير بان الناخب يمنح صوته وفق ما يعقده من صفقات ولا فرق عند الناخب بين المرشح عن حزب و حزب آخر هو اهانة واستهانة بالناخب ، وهو اجراء مخجل في حق من دبروه واتفقوا عليه طيب يا جلال الدقير ، حتى اذا نجحتم في ( تأصيل ) المقايضة واوجدتم لها صيغة شرعية ، فما الذي يدفع حزبك ان يقايض حصانا بعنزة ، لماذا تقايض منصب والي الجزيرة بمجرد مقعد برلماني عن ام القرى - ريفي بحري - وما علاقة الدقير بام القرى اصلا ؟ اما كان حريا بجلال الدقير ان يجتذب اصوات الذين يشبهونه في رغد العيش من جيرانه باحياء الطائف والرياض ؟ ما ذنب ام القرى ان تكون شاهدا على هذه المقايضة الاضحوكة التي تؤكد ما قال به فتحي الضو ؟ ليس بعيدا عن الموضوع : تبرأ المرشح الورع عمر البشير من اصوات السكارى والمخمورين وقال انه لا يحتاجها للفوز بالرئاسة ، ولكن البشير لم يبين لنا موقفه من اصوات الفاسدين والمفسدين من اللصوص والمختلسين والمرتشين والناهبين لاموال هذا الشعب الصابر الصبور والشاذين والشاذات والمنحرفين والمنحرفات واثرياء المال الحرام ، ينفع يصوتوا ليك ول يفتح الله ؟ أحقيقة هذه انتخابات ( ول عيوني كعبات )