ليلة سياسية لقوى الحرية والتغيير بنادى الحارة 14 بمدينة الثورة شاركت فيها بعض لجان المقاومة بالحارات الأخرى، وافتتح الندوة عوض عبداللطيف باسم لجنة المقاومة بالحارة، وكنت وغيرى من شيوخ الحارة كأهل الكهف في سوق المدينة مع شباب يافع في منصة الندوة، ولولا الاسم الثلاثي لما تعرفت علي المعلمة ابنة صديق العمر عبد الكريم كروم، والنساء قادمون في السودان وفي كل الشعوب فقد عاد بنا الرجال الي الحرب الباردة وتوازن الرعب، ومع غياب حاكمية الدولة وفساد النخب المتسلطة استشرى رأس المال وشركاته العالمية ومؤسساته المالية وهذا هو الامبريالية والاستعمار الجديد، وكانت ولا تزال الدولة في حالة غياب في السودان لصالح قوى الفساد والمصالح الخاصة وتحال فواتير التمكين الي الشعب المغلوب علي أمره كالعبد يشترى السوط لسيده، واتصل بعضهم بالمنصة للسماح لي بمخاطبة الندوة لكنها تجاهلتني، والتمرد علي الأب أصل الحضارة ومن يريد أن يعيش في جلباب أبيه، والشباب حماس ونشاط والأوطان يبنيها الشباب بعقولهم وسواعدهم الفتية، لكن التجربة الذاتية أصل المعرفة وقيمة كل انسان في الذى يحسن ولا يرتبط الوعي بمستوى العليم، وقد يتساوى الناس في مستوياتهم الأكاديمية لكنهم لا يتساون في ملكاتهم وقدراتهم ومواهبهم الطبيعية، وكثير من المتعلمين يعانون من الأمية الحضارية والاجتماعية، والنجاح في المدارس والجامعات لا يعني النجاح في مدرسة الحياة، والشعوب التعددية أكثر وعيا بحكم واقعها التعددى، وكان سماسرة العسكر يزعمون ان الشعب السوداني سياسي بطبيعته لتبرير الطائفية والانقلابات العسكرية مثلما كان الكيزان يزعمون ان الشعب السوداني شعب متدين لتبرير الوصاية الدينية والسياسية لكن مفهوم الدين يختلف باختلام الأشخاص والوسع والاستطاعة فقد خلق الله الناس مختلفين، أعلم ان بعض الناشطين من أبناء الحارة يعارضون انتقاد قوى الحرية والتغيير تخوفا من البلبلة والتشويش والاحباط، والرأى قبل شجاعة الشجعان هو أولا وهي المحل الثاني، ولولا غياب الرأى والرأى الآخر وحرية الصحافة وتدفق المعلومات والافلات من العقاب ثلاثين عاما لما كنا في هذا النفق المظلم والمصير المجهول. الهبوط الناعم: طالما حذرت من لصوص السلطة وجماعة الهبوط الناعم التي استدرجت قوى الحرية والتغيير الي التفاوض مع ظل فيل الكيزان، وكانت تركيبة جنرالات الكيزان والأقوال والأفعال تفضح صفتها وأصلها وفصلها، وربما برر بعضهم التفاوض مع الجنرالات بحكم الأمر الواقع، لكن ذلك اعتراف بأن النظام لم يسقط بس ولا يزال قائما بكل مؤسساته القمعية واعتراف بأن للجنرالات صفة تعلو فوق الاجماع الشعبي، وتفريط في المبادىء والقيم المعيارية التي تقوم عليها الدولة القومية والديموقراطية ودولة المواطنة وأولها حاكمية الشعب ومرجعيته لعدم وجود منطقة وسطي للتفاوض حولها مع جنرالات النظام، وتكرارا لمؤامرة ابقاء قوانين سبتمبر مسمار جحا في جدار السياسة السودانية وهي الشرارة التي أشعلت الانتفاضة في أبريل 1984 وسبتمبر 2013 وديسمبر 2019 وأذكر أن الصادق المهدى تساءل كيف نقول للنظام سلم تسلم، والصادق المهدى بهلوان يجيد اللعب علي كل الحبال في خدمة أجندته الخاصة وهي الدولة الطائفية التي تجاوزها المتظاهرون والمعتصمون، وقد أذهل المجتمع السوداني العالم كله وفاز بالاعجاب والاحترام والتقدير بدليل جلوس سفراء الدول الكبرى مع المعتصمين أمام القيادة العامة فأصبح المعتصمون تحت الحماية الدولية، لكن المجتمع الدولي لا يعرف الكثير عن ثلاثين عاما من حكم الكيزان والأقول والأفعال بدليل أنه لا يزال يتردد في اعلان التنظيم الدولي للاخوان منظمة ارهابية، واتهام النظام بدعم الارهاب نصف الحقيقة فقد كان ولا يزال النظام أول حاضنة ومصدر للارهاب في عصرنا هذا، لولا الجهل بالواقع السياسي والأمني والأقوال والأفعال العنصرية لما أقدم الاتحاد الافريقي علي امهال النظام ستة أشهر لتسليم السلطة الي حكومة مدنية، ويتحتم علي قوى الحرية والتغيير أن تقوم باعداد تقرير حول ثلاثين عاما من القهر والارهاب الديني وقهر واضطهاد النساء مع نسخة من فيديو فتاة الفيديو كدليل مادى لتنوير المجتمع الدولي. المظاهرات الاستعراضية: لماذا لم يوقع دعاة الدولة المدنية علي ميثاق قوى الحرية والتغيير؟ وهل مفهوم الدولة المدنية يختلف عن حرية عدالة اجتماعية؟ وخرجنا خرجنا ضد الناس الأكلوا عرقنا وسلمية سلمية ضد الحرامية، بمعني الديموقراطية ودولة المواطنة والعدالة السياسية والاجتماعية، وقد توحد السودان تحت شعار يا عنصرى يا مغرور كل البلد دارفور ولا عرب وعروبة نعيش بسلام في جبال النوبة، فقد تجاوزت شعارات الجماهير القبلية والجهوية، ولا يوجد الآن وطن قبلي لأن أبناء القبائل منتشرون في كل السودان، وقد أدرك جنرالات ظل الكيزان ان كهنة معبد الشيطان والكراهية الدينية وفقهاء السلطان الذين احتضنهم النظام وسلحهم بشرطة وقضاة وسياط قانون النظام العام للارهاب الديني ليس لهم نصيب من القبول والاحترام في المجتمع السوداني، فلجأ الي القبلية والجهوية وتسييس القبائل، وأذكرأن مواطنا دارفوريا وصف مجلس شورى القبائل العربية بأنه مجموعة من المرافيد الذين يتسكعون في شوارع الخراطيم ويقصد مرافيد القوات النظامية والخدمة المدنية الذين يمتهنون السمسرة السياسية ويتاجرون بأهلهم في سوق السياسة،وكانت المظاهرات الاستعراضية من واجبات الوظيفة العامة ويشارك فيها جنود القوات النظامية والملشيات المسلحة بالملابس المدنية لخداع الرأى العام في الداخل والخارج. ملشيات الكيزان: من الممكن الاستعانة بالملشيات الشعبية في حالة العدوان الأحنبي أما في حالة الحرب الأهلية فان ذلك يعني المساس بحاكمية الدولة وقوميتها والسلام الأهلي، وجفت ينابيع الريالات والدولارات البترولية بتحقيق أهدافها وهي اجهاض الديموقراطية ودولة المواطنة في السودان ولا يزال أعداء الديموقراطية في الخارج يتآمرون ضد استعادة الديموقراطية والخروج من التبعية واسترداد استقلالنا المفقود ولبعضهم أطماع جغرافية في السودان، لكن حيران الترابي الذين خرجوا من مولد الريالات والدولارات البترولية بدون حمص تمردوا علي شيخهم الذى كان يعلمهم الرماية كل يوم فلما اشتد ساعدهم رموه وكان يعلمهم نظم القوافي فلما قالوا قافية هجوه، وكانت السلطة موضوع المفاصلة لأن السلطة دجاجة تبيض ذهبا وبقرة حلوب، وخوفا من ولاء الدفاع الشعبي لشيخه المخلوع كان الدعم السريع وحميتي حمايتي، وليس في الديموقراطية ودولة المواطنة ملشيات مسلحة، ويبدأ تسريح ونزع سلاح الملشيات بالغاء قانون الدفاع الشعبي وقانون الشرطة الشعبية وقانون الدعم السريع وقانون النظام العام، ولا يجوز دمج هذه الملشيات في القوات النظامة بحكم خلفياتها السياسية وتعودها علي الفوضي والسلطة المطلقة، وقد يستعين بها الكيزان في احداث الفوضي الأمنية لاجهاض الديموقراطية مرة أخرى، ويقولون ان القط في مركب نوح تحرش بالفار واتهم الفار بتكتيحه بالتراب. وفي مركب نوح من كل جنس ونوع ذكر وانثي وليس فيها تراب.وكذلك الديموقراطية ودولة المواطنة. للسلام والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة وحياة أفضل. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.