إن فوكس قناة الشروق بصدد التعاقد مع اتحاد كرة القدم لنقل مباريات الدوري الممتاز، بعد تعثر المفاوضات مع قناة الجزيرة، وهذا شيء يسعدنا كرياضيين لذلك نتمنى أن تكلل هذه الخطوة بالنجاح، خاصة وأن قناة الشروق تعد من القنوات السودانية المميزة من كل الجوانب. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أصبح فيه الإعلام الرياضي يشكل أحد أبرز الصناعات الرياضية، بالإضافة إلى كونه شريكاً أساسيا في الأحداث، مما يحتاج ذلك إلى كوادر مؤهلة لقيادة دفة هذا العمل من مراسلون ميدانيون ومقدم برنامج ومخرج ومذيع ومعد ومحللين أي منظومة عمل فني متكاملة. الشيء الذي يجب أن تفطن له القناة قبل التعاقد أن توفر الكوادر المؤهلة التي تستطيع أن تقود هذا العمل الكبير لأن الإعلام في هذا العصر أصبح فن وعلم واختصاص وهو يجب أن يكون كذلك، ومع انتشار الفضائيات باتت مهن مثل التعليق والتقديم والتحليل والمذيع الميداني مهن مطلوبة بشدة، وبات من يعملون بها نجوماً تتهافت عليهم الفضائيات، مثلهم مثل نجوم كرة القدم في الملاعب. كما يجب أن يكون الاختيار لهذا العمل من أصحاب الكفاءة والخبرة والحيادية، والابتعاد عن المتعصبين وقليلي الخبرة الذين يهتمون فقط بالمحافظة على انتمائهم والدفاع المستميت من أجل ذلك، ولو دعا الأمر الاستعانة بكوادر مؤهلة من خارج الحدود، وهنا لابد من المقارنة بين قنوات الجزيرة الرياضية وقنواتنا. التحليل المنطقي العلمي والانتقاد الهادف له أسس علميه، كما أن التحليل الرياضي فن لا يجيده إلا القليل من الرياضيين، وليس كل لاعب سابق أو كاتب بإمكانه أن يصبح محللاً ناجحاً، فمثل هذا العمل يتطلب بالدرجة الأولى أن يكون الشخص مثقفا ومطلعا ومواكبا ويعرف القوانين والخطط والأنماط التكتيكية وغيرها من التفاصيل الكروية وتوظيف الكلمات في مكانها الصحيح، بالإضافة إلى الابتعاد عن الميول حتى يوجه نقده بطريقة مناسبة للحدث دون تناول الآخرين أو خدش خصوصياتهم وهذا بحد ذاته يحتاج لحضور ذهني لتدارك الأحداث في حينها. فما نشاهده حالياً ليس تحليلا ولا توضيحا لأمور فنية نستفيد منها، ففي مباراة المريخ وسانت جورج حيث قام عماد الدين همام مذيع نشرة الأخبار في القناة بالتقديم في الأستوديو التحليلي عندما كان يحلل الزميل الرشيد المهدية الذي قدم وصفا تحليليا لا غبار علية والرجل يملك كل الأدوات لذلك أما مقدم البرامج الهمام أعتقد أنه لم يشاهد في حياته أي مباراة إلا التي قدمها في الأستوديو التحليلي إذ أنه كان خارج الشبكة في كثير من الأحيان حتى أسئلته كانت فجة وفضفاضة فكان الأحرى من المسؤولين في القناة الاستعانة بأحد الكوادر الرياضية المعروفة أو بعض الإعلاميين الرياضيين أصحاب المعرفة بقواعد اللعبة الذين يتمتعون بالأخذ بناصية الحديث كروياً والهمام الذي قدم الإستديو التحليلي متحدث لبق ومقدم برامج ومذيع ناجح جداً وأنصحه بأن لا يغامر باسمه ومعجبيه ويسقط كما سقط من قبله الدكتور حمزة عوض الله عندما حاول تقديم البرامج الرياضية في قناة art وسقط سقوطاً مدوياً. ولذلك يجب على قناة الشروق أن تتوخى الدقة في اختيار العناصر التي تقوم بقيادة هذا العمل الذي يواجه كثيراً من التحديات حتى تضيف جديداً في عالمها المليء بالإبداع و خاصة أن القناة مصنفة في دنيا الفضائيات (قناة إخبارية ومنوعات ) لذا هي تحتاج للجانب الرياضي حتى تخلق توازن بين رغبات المشاهدين الذين ملوا من رتابة و تقليدية التعليق والتحليل في الأجهزة الرسمية ونتمنى أن تكون إشراقه الشروق على قدر تطلعات مشاهديها.
