نسأل الله الرحمة والمغفرة والقبول الحسن لشهداء مجزرة القيادة العامة والثورة السودانية الباسلة. قالت المذيعة بتلفزيون السودان بلا حياء ولا ضمير بأن مدير جامعة الخرطوم قد صرح أن الثوار هم من قام بتدمير بعض مباني وممتلكات جامعة الخرطوم يوم مجزرة فض الإعتصام. أما السيد المدير فقد نوه بدهاء بأن الجامعة قد بدأت استباحتها مع الإعتصام وانتهت بفضه. وكنا نتمنى ان يرينا بأسا وشجاعة ويطلع الملأ على الحقائق متحليا بصدق وقوة العالم الباحث عن الحقيقة مطبقا لشعار الجامعة التي يديرها... الله .الوطن. الحقيقة. الانسانية. ونحن نتساءل كيف للثوار الأبرياء الذين غرر بهم يوم التاسع والعشرين من رمضان أن يدمروا وقد رأينا صمودهم وشجاعتهم وهم يقاومون أبشع الة قمعية شهدتها الخرطوم في العصر الحديث. فقد تفنن العدو في أساليب القتل بما يفوق التصور والخيال حقدا وضغينة على الشباب الأبرياء الذين احتموا بميدان القيادة العامة ظانين خيرا في قوات الشعب المسلحة. كيف لهؤلاء أن يدمروا وقد سالت دماءهم الذكية وحرقت اجسادهم الطاهرة ورمى التتار بما اتيحت لهم من قوة بهم في النيل أحياءا وأمواتا لينهوا قصة اعتصام القيادة بجريمة نكراء دوت اصداءها في الافاق وتأثرت بها البشرية جمعاء. كيف للثوار الذين يحملون أحلام وطموحات الشعب السوداني المترقب لتغيير واقع الوطن الاليم الذي يئن تحت وطاة حكم العسكر آملين ان ينجلي ليله عن صبح مسفر. لقد حمل الثوار أحلامنا وآمالنا فكيف لهولاء الأبطال أن يدمروا ناهيك عن أنهم يرفعون شعارات السلمية منذ ديسمبر الماضي. لقد بذلوا أرواحهم وضحوا بكل ما يملكون ووقفوا ببسالة وشجاعة خلف التروس ضاربين مثلا في الرجولة يحتذى. الويل الويل لمن عاث في ميدان الاعتصام شرا وفجورا من الأرزقية و عديمي الضمير وهل سترتاح لكم نفسا وهل سيهدا لكم جفنا فالجزاء آت لا محالة و الله يمهل ولا يهمل. ما رأيناه من تدمير ممنهج لبعض المباني بكلية العلوم الادارية والدراسات العليا والاداب والعلوم والهندسة والاقتصاد والشؤون العلمية كذلك بعض المعامل التي تفوق تكلفتها الاف الدولارات اضافة الى أجهزة الحاسوب ومكائن التصوير فإنما يدل على جهل تلك القوات الآثمة فارغة المحتوى التي تفتقر الى رجاحة العقول ويقظة الضمائر لانها لا تدري بانها قد دمرت إرثا وحضارة وتاريخا. جامعة الخرطوم التي يزيد عمرها عن المئة لم تشهد هجوما بربريا مثل هذا. لقد قامت تلك القوات بلا مراعاة لشهر رمضان بابشع تدمير لتكمل قصة مجزرة الاعتصام بمحو كل ما هو أصيل بالقرب من محيط القيادة العامة. فطالت ايديهم ايضا مستشفى الجامعة التي تركوها هشيما حطاما حتى لا ينتفع بها الاحرار إن ما فعلتموه من احياء لعهود التتار بتفوق و إحكام لن يثني جماهير الشعب السوداني عن المضي في طريق الثورة الباسلة ،فأفعال التتار لن تزيدهم إلا قوة وإصرارا، وتدمير جامعة الخرطوم لن يزيد علمائها و أساتذتها وطلابها الا نضالا. فطريق الحرية والسلام والعدالة أكثر الطرق وعورة. والشرفاء و الأحرار يعلمون جيدا أن المطالب تؤخذ غلابا. د.منى السمحوني جامعة الخرطوم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.