الاصطفاف منذ بداية الثورة كان حول المطالب والشعارات ولم يكن الاصطفاف حول الشخصيات او الكيانات، لذلك تقسيم الصف الوطني كلمة حق اريد بها تضليل، فكل الجماهير اصطفت حول شعار تسقط بس، فوحدة الصف وتماسكه يقاس بتحقيق الهدف او السير في ذات الطريق المفضي لتحقيق انتصار كامل. -2- لدي كل كيان او مجموعة تفسير لشعار تسقط بس علي حسب مقدار التغيير الذي يلبي تطلعاتهم ، فقطار التغيير يمر بمحطات متوالية ، فكثير من الاسلامين ترجلوا من قطار التغيير بعد محطة سقوط البشير ، واخرين علي بعد خطوات من الوصول الي محطاتهم التي تقف عند المفاوضات مع المجلس العسكري كشريك في عملية التغيير والاتفاق معه علي تكوين حكومة مدنية ، وغض الطرف عن وجود قوات غير رسمية خارجه عن السيطرة ، والقفز فوق التعقيدات التي يضج بها المشهد السياسي ، وهذا الوضع سينتج حكومة ضعيفة وهشة ( لا بتهش ولا بتنش ) وهذه المحطة علي بعد امتار وبدأت علاماتها تظهر والوصول اليها لا يمر بعقبات تذكر ، اما الذين يتمسكون بإصرار علي وصول قطار الثورة الي محطاته النهائية والمنطقية مهما كانت التضحيات والعقبات ، فهذه الفئة تساندهم غالبية الجماهير ويمثلوا نبض الشارع السوداني ، علي الرغم من ان الكفة داخل قوي الحرية والتغيير ربما لا تميل الي صالحهم ، لذلك يجب ان يصحح هذا الوضع المختل حتي تتحقق تطلعات الجماهير التي ترغب في انتصار حقيقي لا انتصار مؤقت وزائف ، فالثورة مستمرة والردة مستحيلة . --3- وضح لكل المتابعين ان قوي الحرية والتغيير بها اكثر من تيار ، تيار ثوري هدفه اسقاط المجلس العسكري وانجاز التغيير دفعة واحدة ، وتيار مهادن لا يميل الي التصعيد الثوري ويرغب في انجاز التغيير علي مراحل ، ولكل تيار تبريراته المنطقية التي يبني عليها تقديراته السياسية ، وبدون تجريم او مزايدات او تخوين او اتهامات لتيار بعينه ، اما بنسبة لتجمع المهنيين تتأرجح مواقفهم بين التيارين بنسب متفاوتة ، ووضح ذلك من خلال البيانات حيث اصدر التجمع بيان يحث الجماهير علي التصعيد الثوري والعصيان المدني حتي تسليم الحكومة لمدنيين وفي ذات التاريخ اصدر بيان اخر يخفض وتيرة العمل الثوري ويعلق العصيان المدني الي اجل غير مسمي ، وهذا يوضح عمق الخلافات في قوي الحرية والتغيير ، مع الملاحظة ان التيار المهادن تمثله بعض القيادات السياسية ولا يجد قبول من عضوية الاحزاب المنتمية لهذه التيارات ، فأغلبية القواعد الجماهرية مع التيار الثوري بمعني اذا سارت القيادات السياسية في هذا الطريق الي نهاياته ستنفصل عن قواعدها وتصطدم بعضويتها وتفقد السند الجماهيري ، فسطوة الشارع وجبروته قادر علي تصحيح المسار الثوري -4- هل الحل يمكن في هيكلة قوي الحرية والتغيير وتكوين جسم قيادي كما يطالب الصادق المهدي والجبهة الثورية عبر تهديدها بالمفاوضات منفردة مع المجلس العسكري إذا لم يتكون الجسم القيادي؟ الحل ليس في الهيكلة والجهاز القيادي او التنسيقية الحالية، الحل يكمن في الاتي: بما ان قوي الحرية والتغيير تمثل أكثر من 90% من الشعب وغالبية هذه النسبة مع التيار الثوري، لذلك يجب ان يكون صوت هذا التيار الأعلى والمسيطر على القرار داخل قوي الحرية والتغيير، ولتحقيق ذلك هنالك أكثر من خيار 1- اقناع القيادات السياسية المهادنة بان المجلس العسكري يمثل عدو وليس شريك، والشواهد كثر واخرها مجزرة القيادة ومذبحة منطقة دليج . 2- ابعاد القيادات السياسية ذات المواقف الرخوة والمهادنة من واجهة المسرح السياسي، وتتقدم قيادات مصادمة وأكثر صلابة تعبر عن المرحلة الحرجة التي لا يمكن عبورها بحكمة متوهمة قليلة الحيلة تقود الي الاستسلام المذل والتهافت المعيب . 3- ان يقود تجمع المهنيين التصعيد الثوري بدعم من قوي الحرية والتغيير، ويعود تجمع المهنيين الي الالتحام مع الجماهير عبر المنابر المختلفة، ويعيد الق المشاركة والتبادل والشفافية مع الجماهير لإنجاز التغيير. الجميع يردد قواتنا في وحدتنا، ولكن المحك الوحدة حول ماذا؟ الوحدة حول التغيير الشامل وشعار تسقط ثالث، لا الوحدة التي تجعلنا لقمة سائقة امام جنرالات المجلس العسكري، فأنصاف الحلول تفتح الباب امام الثورة المضادة، ولا يمكن انجاز التحول الديمقراطي بأجسام تعشق التسلط والقهر والاذلال، فطريق المواجهة هو من اسقاط البشير وكفيل بإسقاط التوابع، فقط علينا ان نؤمن بقوة الشعب وارادته وقدرته على تحقيق نصر كامل ولو بعد حين. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.