جاء في الأنباء أن دولة الإمارات العربية المتحدة أجرت مصالحة بين الفريق أول صلاح قوش المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق واللواء عبد الغفار الشريف مدير الأمن السياسي بجهاز الأمن والمخابرات الوطني الأسبق والذي أطاح به قوش عقب عودة من جديد للجهاز بعد إقالته في العام 2009م ،حيث كان لعبد الغفار دورا كبيرا في تلك الإقالة حسب ما ذكرت مصادر في ذلك الوقت، وتجيء هذه المصالحة التي تقودها أبوظبي بين قوش والشريف بعد ما شهد السودان تطورات سياسية كبيرة انتهت بزوال نظام البشير ونهاية محاوره الإقليمية والدولية ،وتلعب أبوظبي والرياض دورا كبيرا في دعم النظام الجديد وحمايته من أي تغول لتلك المحاور التي كانت سائدة في عهد النظام السابق . وربما شكل قوش والشريف جزءا كبيرا من المرحلة السياسية في السودان خلال الفترة المقبلة ،لأن قوش يتمتع بقبول كبير من طرفي المشهد السياسي في السودان وهما المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير ،حيث كان قوش ضمن اللجنة الأمنية التي أطاحت بنظام البشير ،حيث أكد أكثر من عضو في المجلس العسكري الانتقالي بما فيهم رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان الدور الكبير الذي لعبه قوش في الإطاحة بنظام البشير، أما بالنسبة لقبوله عند القوى الحرية والتغيير يكفيه أنه اجتمع بأهم مكونين فيه وهما نداء السودان والذي كان يمثله الصادق المهدي وقوة الإجماع الوطني وكان يمثلها محمد وداعة ،اجتمع بهما ، قبل سقوط النظام وبشرهم أن نظام البشير أنتهى ،وبالتالي فإن قوش سيجد الاحترام والتقدير من طرفي المشهد السياسي في السودان الآن وممكن أن يكون جزءا من المشهد السياسي في الفترة الانتقالية أو التي تليها بعد قيام الانتخابات . أما اللواء عبد الغفار الشريف والذي قيل أنه ترقى إلى رتبة فريق بعد إطلاق سراحه فهو كان من الضباط الكبار في جهاز الأمن، وكان يتمتع بهيبة كبيرة في الجهاز بالإضافة إلى أنه يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع المستجدات وقراءة الأحداث وتوقعات النتائج ،وقد تكون هذه واحدة من أسباب الصراع أو التنافس بينه وقوش، تبادلا فيها الضرب تحت الحزام كما هو معروف، وأن اطاحته بقوش من الجهاز حسبت له بأكثر من أبعاد قوش للشريف من الجهاز بسبب الفساد او استغلال النفوذ كما جاء في التهم التي وجهت لعبد الغفار من قبل قوش بعد عودته للجهاز من جديد. إذن من المتوقع أن يكون لعبد الغفار شريف دورا كبيرا في المرحلة المقبلة باعتبار أنه يشغل المستشار الأمني والسياسي للفريق أول محمد حامد دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع،حسب ما ذكرت مصادر، ،وحميدتي صاحب نفوذ كبير في المشهد السياسي والعسكري في السودان ،وله علاقة قوية وممتدة تجمعه بعبد الغفار الشريف. ويبدو ان أبو ظبي وهي تقود المصالحة بين قوش وعبد الغفار الشريف فطنت للدور الكبير لهما خاصة بأطراف المشهد السوداني بالاضافة الى الصفات الشخصية والمهنية التي يتمتع بها كل من قوش والشريف قد تساهم بصورة كبيرة في استقرار السودان وهو ما تهدف إليه دولة الأمارات خاصة وأن السودان في الفترة الأخيرة أصبح أرضا مستباحة من قبل المخابرات الإقليمية والدولية ،وبالتالي عندما تتضافر جهود الرجلين في ذلك سيسهم في استقرار السودان ،والحد من اي مخاطر يمكن ان تهدد الأمن والاستقرار فيه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.