أن يتشدد تجمع المهنيين بكل مكوناته رفضا لترشيح المحامي طه عثمان لمجلس السيادة لأنه يناقض الاتفاق المبرم بين مكونات تجمع المهنيين أن لا يشارك احدا من قيادته أو أعضائه البارزين أو عضويته في مجلسي السيادة أو الوزراء،فهذا التشدد والذي وضح أنه حاد جدا خاصة في لهجة بيان شبكة الصحافيين والذي أشار ألى أنه ربما يعيد النظر في عضويته في التجمع أو تحالفه في قوى الحرية والتغيير إذا تم هذا الأمر،فهذا التشدد فيه رسالة واضحة أن حراسة الثورة ليست بالأمر الهين وربما يجيء الاختراق من داخل ممن هم معنيين بالحراسة اصلا ،مثل التجمع المهنيين ،كما وضح من ترشيح طه عثمان المحامي ليمثل اقليما في مجلس السيادة بعد أن أطاحت الترشيحات بعضوين كانا في قائمة الترشح حتى اللحظات الاخيرة وهما محمد حسن التعايشي وفدوى عبد الرحمن علي طه . وبالنظر لإبعاد التعايشي وطه من عضوية المجلس السيادي نجد أن السبب هو اقليم (دارفور) فالأول تم الاعتراض عليه لأنه تمثيله للإقليم لم يكن كافيا ،وتم الأعتراض على الثاني لأنه قيادي في تجمع المهنيين،وهنا وقفت قوى الحرية والتغيير حائرة لبعض الوقت أمام مسألة صغيرة وهي اختيار شخص بمواصفات ومعايير محددة ،بل عطلت تنفيذ مصفوفة اعلان مؤسسات السلطة الانتقالية لمدة يومين على الاقل،فما بال الترشيحات الأخرى لمجلس الوزراء والمجلس التشريعي وهي الأكثر عددا. وصورة حراسة الثورة ليست هي المرسومة في الذهن أو تلك التي انطبعت عند الناس باسقاط الفريق أول عوض بن عوض بعد (24)ساعة من اعلانه سقوط نظام البشير (تسقط تاني)،لأن الوضع اختلف من( الميدان) إلى (الديوان) فذهاب ابن عوف جاء بقوة الميدان وكانت الاستجابة فورية ،واختيار طه عثمان اسحق جاء من ديوان ،وطه رجل محامي وقيادي، يعلم ان ترشيحه لهذا المنصب مخالف لما اتفق عليه داخل تجمع المهنيين .ويبدو ان طه استخدم مهاراته في المحاماة وكان عليه ان يرفض الترشيح من البداية ولكن وضع احتمالين أن مر أهلا وسهلا وأن لم يمر يعتذر لمكونات التجمع ،وهذا ما حدث بالضبط ويبقى السؤال كيف تم الترشيح وذهب إلى أن وصل تلك المرحلة التي تجعل مكونات تجمع المهنيين تصدر بيانات متلاحقة رفضا لهذا الترشيح؟ ،وهل كانت قوى الحرية والتغيير لا تعلم بأمر تجمع المهنيين وهو أحد مكوناتها الاساسية بان يظل مراقبا وحارسا من خارج المؤسسات لا من داخلها. . ان ترشيح طه عثمان فيه أمر من (الدغمسة) وهو بالتأكيد أمر مخالف للشفافية والحرية التي قامت من أجلها الثورة ،ان هذا الترشيح وما تبعه من ردود فعل قوية من شبكة الصحفيين وما تلاها من كيانات اخرى ،يجعل أمر حراسة الثورة أمر شاق ،فإن هذا الأمر حدث من داخل الحراس انفسهم فما بال الأطراف الاخرى.وهذا هو أول ( تمرين) عملي قبل أن يبدأ( الشوط الاول) كما قال الصادق المهدي في احتفالية توقيع وثائق المرحلة الانتقالية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.