ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سروراً فأعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً القارئ العزيز ، يجد الإنسان نفسه في الحياة الدنيا بعد صرخة الميلاد وهو لا يدري من الحياة شيئاً ، فيمر بمراحل الطفولة والشباب والكهولة والشيخوخة وربما أرذل العمر - إذا أمد الله في عمره . فالإنسان لديه رسالة سامية خلال حياته عليه أن يؤديها بأمانة ليفيد مجتمعه ويرضي خالقه . ولكي ينجح في هذه الرسالة ينبغي إعداده أولاً إعداداً صحيحاً . يبدأ الإنسان في عالمنا المعاصر حياته العملية مقابل أجر شهري في الغالب من اجل إعالة نفسه وأسرته . وعندما يبلغ سن التقاعد (60 عاماً) يحال إلى المعاش وان ظل متدفق الإنتاج والدولة في حاجة إلى خبراته المتراكمة . إن الكثيرين من المحالين إلى التقاعد يبدأون حياة جديدة صعبة لم يكونوا يتوقعونها ، حيث كانوا يتوقعون أن تسوى استحقاقاتهم في فترة وجيزة لا تتجاوز الشهر أو الشهرين . ولكن في كثير من الأحيان تمتد هذه الفترة فيظل صاحب المعاش يركض وراء معاشه فترة طويلة لم تكن في حساباته . وبعد استلام استحقاقاته يقوم بتسديد ديونه فيجد نفسه خالي اليدين ومعاشه الشهري قليل جداً مقارنة براتبه السابق . فلماذا لا تهتم الدولة بهذا الشخص الذي أفنى حياته في خدمة بلده فهو عندما يحال إلى التقاعد يكون في اشد الحاجة إلى مساعدة الدولة ، إذ يجب أن تسوى استحقاقاته عاجلا ، وان تجد له الدولة مصدر دخل آخر يناسبه . كما يجب أن يرتفع معاشه كلما ارتفعت الأجور وزادت تكاليف المعيشة ، وان تفرش له الدولة البساط ليقضي ماتبقى من حياته مرتاحاً عرفاناً له بخدمته السابقة . - 2 - لقد وجدتُ نفسي منساقاً إلى كتابة هذه الأسطر بعد أن استلمتُ ملف خدمتي من الهيئة في أكتوبر 2009 وذهبت به إلى الصندوق القومي للمعاشات ولاية الخرطوم لتسوية معاشي . ولأول مرة أدخل هذا المبنى العتيق فوجدته مكتظاً بالعاملين والمترددين من أصحاب المعاشات ويبدو أن هناك ضغطاً كبيراً على العاملين في هذا المرفق ولكنهم صابرون ويتجاهلون الشتائم التي تصدر أحياناً من بعض المترددين والتي ربما يكون قد طال بهم الانتظار فقلت في نفسي لماذا لا تهتم الدولة بشئون المتقاعدين في الخدمة المدنية لماذا لا تقوم الدولة ببناء مجمع ضخم مريح للعاملين في الصندوق كما فعلت القوات المسلحة مع ا لأخذ في الحسبان التوسع المستقبلي للمرفق في العاصمة والولايات لأن جميع العاملين في الدولة هم في طريقهم إلى التقاعد مع مرور الأيام . وأن تُخصص في المباني الجديدة أماكن مريحة لانتظار ا لمتابعين لتسوية استحقاقاتهم وان تنظم عملية الدخول لمقابلة الموظف المعني وذلك من أجل تسهيل انسياب العمل وتقديم الخدمة للجميع . مع الأخذ في الاعتبار تعميم نظام الحكومة الالكترونية ليتم إبلاغ المتابعين بإنجاز معاملاتهم بواسطة الهاتف أو الشبكة الالكترونية أو أخرى كما هو الحال في العديد من الدول وذلك لتفادي الازدحام وتوفيرالوقت للجميع ويبقى الشيء الأهم وهو التسوية العاجلة وتوفير المال اللازم المستمر للدفع الفوري للمعاشيين . ونسأل الله أن يعين الجميع . أحمد أدم صالح tan go [[email protected]]