كلما إقتربت أيام الإقتراع في صندوق الحصاد (الإنتخابات) تكشف للمراقبين صلابة العهود والوعود التي تضربها الأحزاب بين يدي أحاديث السياسة التي تقدمها عربوناً للمواطن السوداني لإحتجاز توقيعه لها دون بقية الأحزاب الأخري ، فجميع المراقبين يتنبئون بإنتخابات ساخنة ..!! ، فالأيام التي تسبق عملية الإقتراع والتي يصطلح علي تسميتها ب(أيام الزينة) ، أي أيام التزين للناخب بشتي الصور التي يري فيها الاحزاب ومرشحيها في أبهي صورة وأجمل وظهر وشكل .. فيمنحها صوته عن طيب خاطر ..!! ، فليس معقولاً أن يسمع الناخب من الأحزاب إنها ستكمم أفواههم مثلاً .. أو أن يقول لهم المرشح أن بعضاً من مشاكلكم هذه يجب أن تؤخر لدورة أخري للنظر في علاجها ، فكل المطلوبات للناخب مجابة وجميع ملاحظاتة هي محل إهتمام كبير من الحزب ومرشحية بكل مستويات الترشيح ، غير أن دنو المسافة الفاصلة بين الصناديق التي ربما تنظر إليها الأحزاب ومرشحيها بحب وقلق في آن واحد ..!! ، فقرب المسافة من الصندوق الذي سيضع داخلة الناخبين أصواتهم يجعل من معظم تصرفات الأحزاب يصيبها شيء من الإختلال والإرتباك ، وربما أخذت منحي (قمعي) لتعالج به بعضاً من حقوقها التي تعتقد إنها حقوق تاريخية في مكان ما ويجب المحافظة عليها بكل السبل من أن تطمثة وتحتلة أحزاب أخري .. ذلك وضع بطبيعة الحال يقلق تلك الأحزاب ويضجع منامها ..!! ، فمن تلك الأمثلة لرجوع بعض الأحزاب من إلتزاماتها الأخلاقية الخاصة تجاه نقاء العملية الإنتخابية القادمة التي تريد كثير من الشفافية والأمانة في التعاطي معها ما رشح خلال الأيام السالفة بأن الحركة الشعبية بجنوب السودان عمدت علي إغلاق عدد من المحطات الإذاعية المحلية التي تبث أثيرها علي القنوات القصيرة ال(FM) ، جاء ذلك الإغلاق الذي إبتدرتة الحركة الشعبية علي إثر إذاعة تلك المحطات لبرامج مرشحين (مستقلين) تعتقد الحركة إنهم جاؤوا خصماً عليها ومن تحت عباءتها .. وبالتالي فإن الإيذان لهم بنشر برامجهم سيسفر عن تضييق لحظوظ مرشحيها بمختلف مستويات الإنتخاب ..!! ، معلوم أن الحركة مازالت تعتمد منهج (القوة) .. قوة جيشها الأكثر إنتشاراً وتسليحاً وبيدة الأمر والنهي ..!! ، فالحركة هناك يبدو جلياً إنها لا تعبأ كثيراً بالمؤسسات الراعية للعملية الإنتخابية .. مفوضية الإنتخابات مثلاً ، هي دون غرها التي ترعي تلك المؤسسات الإعلامية ب(ولاية فنية) علي الأقل خلال الأيام السابقة لعملية الإنتخابات ، فالسلوك الذي بدر من منسوبي الحركة الشعبية بموقفهم من المؤسسات الإعلامية التي يجب أن تكون حرة ومكفول لها ذلك الحق .. أن تعمل بحرية كبيرة في تبصير المواطن ببرامج المرشحين المتقدمين له لكي ينتخبهم ويتولي أمانتهم ويسعي في تقديمها للجهات التنفيذية بالدولة .. أي أن يكون المواطن علي بصيرة من أمره إزاء أؤلئك المرشحين الكثر ..!! ، فالموقف الذي بدر من الحركة الشعبية ذمتة جميع الأحزاب المشاركة والمترشحين للإنتخابات سواء كانوا قد جاءوا من أحزاب أو مستقلين ..!! ، فالموقف لا ينبئ بمستقبل سياسي جيد ومعافي مثل ما كانت تبشر به الحركة الشعبية منذ أن وقعت إتفاقية السلام في العام 2005 ، منذ ذلك الزمان ولم يغيب عن ذهن المواطن ولا عن سمعة أحاديث قادة الحركة حول التحول الديمقراطي وتنقية القوانين السودانية المقيدة للحريات التي ما إنفكت الحديث عنها حتي الملل ..!! ، هذه الاخبار التي كان ميدانها جنوب السودان أعاد للمراقبين والمحللين للمشهد السوداني الحديث عن مستقبل الجنوب والحريات به وهو بين يدي (حزب جديد) لم يتعرف علي العمل السياسي إلا حديثاً ، ولم ينفك عن التخلي من مصاحبة السلاح واللعب به حتي وقت قريب ..!! ، وهذا التخلي خاص فقط بالساسة بالحركة ، غير أن جيش الحركة لم تسمح بتسريحة أو إعادة دمجة في القوات المسلحة السودانية كخطوة أولي لإزالة صور الخروج علي شرعية الدولة المركزية ، فقادة الحركة يضعفون موقفهم في الإنتخابات القادمة بتصرفات مثل هذه التي كادت أن تصبح سمتاً لهم وطبعاً (القمع والتسلط وإرهاب الغير) ..!! ، فليس الرفض لمثل ذلك المسلك الهمجي والتسلطي الذي تتطبع به الحركة الشعبية من وقت لآخر يأتي فقط من صفوة الناس .. أي السياسيين منهم ، ولكن يأتي تشنيء ذلك المسلك من عامة الناس الذين ترجوهم الحركة كما بقية الأحزاب بالتصويت لها ، فإن كانت الحركة الشعبية تظن أن بمثل مسلكها الإرهابي ستخيف الناخبين أو المترشحين معها بالجنوب .. سيكون ذلك إعتقاداً وظناً خاطئاً منها ، فمثل تلك الظواهر تقوي قاعدة المرشحين المستقلين الذي فيما يبدو إنهم قد أقلقوا الحركة الشعبية وأضعفوا من مركزها الجماهيري بالجنوب .. فمثل تلك الشواهد تزيد من كراهية المواطن لقمع الحركة الشعبية التي لم تخفف من وطأته علي المواطن هناك ، فعلي الحركة مراجعة ذلك المسلك المرفوض شكلاً ومضموناً لمصلحتها أولاً وثانياً ًوثالثاً و .. أخيراً ..!! نصرالدين غطاس Under Thetree [[email protected]]