عقد رئيس الجمهورية الجنرال سلفاكير ميارديت لقاء مع رئيس الحركة الشعبية بالمعارضة د. رياك مشار بجوبا في التاسع من الشهر الجاري بالقصر الرئاسي (جي ون) وذلك بعد تعثر عقد لقاء الطرفان خارج البلاد ،والتي ترتب عليها تأجيل اللقاء بطلب رئيس الجمهورية بضرورة وتمسكه اجراءها في جوبا بدلا من اي دولة اخرى. وبحسب طلب المعارضة المسلحة بقيادة مشار لاسباب تتعلق بالاجراءات الامنية التي نصت عليها بنود الترتيبات الامنية في اتفاقية السلام المنشط 2018 بالخرطوم ،والتي يسبقه اجراءات تشكيل الحكومة الانتقالية وفي مخرجات اجتماع العاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي دعا لها اجتماع المجلس الوزاري لدول (ايغاد) لاطراف الاتفاقية واوصى الاجتماع الوزاري سلفاكير ومشار بعقد قمة اسعافية في منتصف شهر سبتمبر الجاري لمناقشة القضايا العالقة والمتمثلة في قضيتي حدود الولايات وعددها وفقا لتوصيات لجنة الحدود، بالإضافة إلى مشكلة الترتيبات الامنية، وظلت المعارضة المسلحة تشدد على ضرورة تبني رؤيته فيه، وتعتبره الضمان الاوحد لكي تمضي قدما في تنفيذ الاتفاقية المنشطة. بيد أن وصول د. رياك الى جوبا في ولقائه بسلفاكير بلا شك فانه سيقطع فرضية المخاوف السابقة، ومن المتوقع بأن تلقي بظلالها على سير تنفيذ الاتفاقية المنشطة. ،في هذا الصدد سالنا ووصف القيادي بالحركة الشعبية في المعارضة المحامي مولانا اقوك ماكور الاجتماع بين سلفاكير ومشار بجوبا بالايجابي جداً واضاف ان الاجتماع الاخير، وكشف عن مخرجات الاجتماع خلصت الى الوصول بتفاهمات في ملف الترتيبات الأمنية المتعثرة ، واوضح ان ملف الولايات تم الاتفاق فيه على تكوين لجنة مشتركة للنظر فيها، ومن ثم رفعها إلى الاطراف لاحقا للبت فيها. واعتبر ماكور ان الاتفاق حول موضوع الحريات السياسية تعد عملية جيدة، وقطع انه بدونها لن ينعم شعب جنوب السودان بالسلام والاستقرار، وثمن الزيارة وقال انه قدوم مشار كان مهم الى جوبا، وأرجع ذلك ليؤكد بانه رجل سلام وليس رجل حرب واوضح انهم في الحركة الشعبية بالمعارضة متمسكون بخيار تنفيذ بنود الاتفاقية لانهم لا يريدون العودة إلى خيار الحرب مرة أخرى لذلك سيعملون على تشكيل الحكومة في نوفمبر القادم. وفي السياق اقال لناطق الرسمي باسم تحالف (سوا) استيفن لوال بقيادة جوزفينا، ان اجتماع كير - مشار بجوبا يعد خطوة ايجابية تصب في مصلحة عملية السلام وانها مكملة لاجتماع دعى اليها دول ال(ايغاد) سابقا وذكر لوال ان الاجتماع مهم لانها يعزز من عملية بناء الثقة بين الطرفين، وفيما يلي فرص تحقيق السلام راى لوال ان الوقت متاح الان لتحقيق سلام في البلاد من اي وقت مضى، وشدد على ان القضايا العالقة بين الطرفين لا بد من حسمها بشكل عاجل، موضحا بانه يمكن الوصول الى حلول سياسية بشان قضية حدود الولايات وعددها بحيث تكون مهام اللجنة التي اتفقت حولها مراجعة توصيات لجنة الحدود. واما في ما يلي الترتيبات الامنية طالب استيفن كل اطراف السلام الموقعة الوصول بسقف زمني لتكملتها قبل نهاية الفترة ما قبل الانتقالية. ويظل مسألة التمويل العائق الماثل لتنفيذ الاتفاقية ،وكانت الحكومة سابقا وعدت بتوفير مبلغ مائة مليون دولار امريكي لدفع عملية السلام في جنوب السودان، ولكن حسب التقارير فان الحكومة لم توفي بوعدها ، وحسب مخرجات اجتماع سلفاكير ومشار وجه بذلك، واشار الى ان ازمة التمويل تمثل عائقا لاحراز تقدما في بنود كثيرة وحسب البيان الختامي لمباحثات كير- مشار بجوبا قال هنري اودوار ان التمويل مهم ،وهذا ما اقر به لوال ان مسألة تمويل السلام تشكل تحديا كبيرا لمستقبل السلام، ولفت إلى ان المرحلة القادمة في حاجة الى ارادة سياسية حقيقية خالصة. ومن جانب اخر ترى الصحفية استاذة كيدن جيمس ان زيارة مشار الى جوبا ولقاءه المباشر مع كير في حد ذاته يعد خطوة مهمة تؤكد رغبة الطرفين في تحقيق السلام في البلاد واوضحت ان هذا الاجتماع كانت مهم اقامته في ظل حالة عدم الثقة التي شابت بها الاتفاقية المنشطة، خاصة ان كير ومشار يعدان من الاطراف الرئيسية في تنفيذ الاتفاقية دون الاطراف الموقعة الاخرى لسلام جنوب السودان فكل الترتيبات التي تعنى بالاتفاقية تبقى مواقف الطرفان في المقدمة ومقياسا لتحديد سير اتفاقية السلام ، واشارت اشارت اليه كيدن بان اتفاقية السلام لا يمكن حصرها في ثنائيا بين كير -ومشار في ظل وجود اطراف اخرى تتمثل في تحالف " سوا" والمعتقلين السابقين والاحزاب الاخرى، قائلة ان اي نقاشات في بنود الترتيبات الأمنية وموضوع حدود الولايات لابد ان يستصحب معها اراء الاطراف الاخرى وتسإلت كيدن ما اذا كان الطرفان سوف يضمنوا الأطراف الموقعة على الإتفاق في اللجنة التي تم تكوينها حسب مخرجات قمة كير- مشار بجوبا الاخيرة، وزادت ان اي قرار ثنائي بين الزعيمين يمكن ان يقابل برفض من الاطراف الاخرى واوضحت ان الامر يمكن ان تشكل تحديا وعقبة امام المضي قدما في تنفيذ الاتفاقية ، وشددت كيدن على ان اي عملية اقصاء لاي طرف سياسي سوف ينعكس على مستقبل الاستقرار في جنوب السودان. ووصف الباحث بمركز دايفيرسيتي الدراسات الاستراتيجية بجوبا الاستاذ ابراهيم اوول نيكير ان اجتماع كير- مشار بأنه كان ايجابي وبارقة امل لتحي الآمال العريضة المعلقة في تنفيذ الاتفاقية المنشطة ،واضاف اول ان الخلاف أساسا هو خلاف قيادات بالتالي فان حسمه سيتم عبر القيادات العليا واشار إلى ان الحركة الشعبية في المعارضة تعد الفصيل الابرز لذلك فان دوره مهم في حسم الكثير من القضايا عبر حملة علاقات ،وكشف نيكير ان تكوين القوة المشتركة لتامين الشخصيات الهامة تعد مخرجا مهما لازالة جليد المخاوف الامنية تفاديا لاي اشتباكات،وثمن اوول ان إجتماع كير اعتمد حسب ما وصفه التفكير خارج الصندوق، وزاد ان مثل هكذا المباحثات يمكن ان تدعم تحقيق السلم والاستقرار في البلاد. وان زيارة رياك مشار الى جوبا واجتماعه مع رئيس الجمهورية كان قد اخذ حيزا واهتماما كبيرا بما حمله من دلالات لها انعكاسات مباشرة على سير تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة، خاصة بعد ان عبر دول الايغاد عن رضاءهم بالتئام القمة الخاصة ،في ظل التحديات الماثلة لحسم بعض بنود الاتفاق الرئيسية، والتي تعد مفتاحا لضمان تحقيق الاستقرار في البلاد ، فحسب الافادات يبدو ان المراقبون اكثر ارتياحا بعقد اجتماع جوبا اذ وصف بانه خطوة ستدفع بعجلة تنفيذ الاتفاقية فيما راى اخرون ان الاجتماع ومخرجاتها اجحفت في حق الاطراف الاخرى،ودعوا الى ضرورة تضمينهم لتفادي اي خلافات مستقبلية يمكن ان تنجم عن ذلك، علاوة ذلك يظل تحدي التمويل امر مهم، ويمكن ان يؤثر على سير تنفيذ اتفاقية السلام. Sent from Yahoo Mail on Android عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.