استصغر السيد عبد الواحد نور، رئيس حركة تحرير السودان، (أو استتفه) قرار مجلس السيادة القاضي بإلغاء الإعدام بحق نفر من منسوبيه لأنه لم يلغ أحكاماً أخرى بالسجن على كوادره تقضي مدداً بالحبس. ولا أعرف كيف سيَغْلب من سلمت رقاباً بقرار منه من فك أسر سجناء الحركة إلا إذا أراد عبد الواحد التبخيس والتعجيز. علماً أن عبد الواحد، في جفائه المحير لقوي الحرية والتغيير، لم يطلب بعد منها أن تلغي إعدام نفره ناهيك عن فك أسر السجناء. وقد سبقه إلى مثل هذا الطلب السيدان جبريل مناوي ومن حميدتي في تشاد الماوراها ناس. وكانت الثورة لوقتها في منعطف محرج تلقى من الرجل الويل والثبور وعظائم الأمور. ولو أرقت عبد الواحد مصائر منسوبيه لما انتهز سانحة إلغاء الإعدام بحق بعضهم ليحتج احتجاجه المعتاد على قحت. فلم يتذكر عبد الواحد أن له منسوبين تحت ظلال المقصلة وفي جنبات السجون إلا بعد صدور قرار مجلس السيادة بإلغاء الإعدام. فلم يتذكر هذا الرهط من رجاله وهو يتحدث لأول مرة لقوى من قحت هي الحزب الشيوعي في تصريح أخير. فقد خلا البيان شديد المطلبية من أي ذكر لإلغاء الإعدام لمنسوبي حركته وفك أسر آخرين منها. ولم يذكره الشيوعيون بهم. ليس أسهل على المرء من الاحتجاج والتربص بالتعجيز. أما البناء فدونه هوائل لأنه روح قبل أن يكون مطلباً. ومتى خلا الثوري من هذه الروح صار بعض الإزعاج لا المليودي. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.