الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرة من حسن عثمان حسن بخصوص كتاب الصف الخامس مرحلة الاساس ، وماورد فيه من ذكر لمملكة البني عامر
نشر في سودانيل يوم 02 - 10 - 2019


بسم الله الرحمن الرحيم
الى أصحاب الهيئة الأرفع بالبلاد ، حضرات أعضاء المجلس السيادي الانتقالي – السودان .
الى دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله آدم حمدوك
الى معالي وزير التربية والتعليم سعادة البرفيسور محمد الأمين التوم
الى معالي وزير الداخلية سعادة الفريق إدريس الطريفي
الموقرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مذكرة
بخصوص كتاب الصف الخامس مرحلة الاساس ، وماورد فيه من ذكر لمملكة البني عامر في اشار الى انها تقع آخر مملكة في الحدود الشرقية لمملكة سنار. واعتراض البعض .
وقد أثارت جماعة سمت نفسها " منظمات المجتمع المدني بنادي البجة " ببورتسودان معركة في غير معترك وخاطبت والي البحرالاحمر سعادة اللواء ركن حافظ التاج المكي بهذه الصفة ، بمذكرة أنكرت فيها وجود مملكة للبني عامر في العهد السناري في شرق السودان ، (اطلعت على المذكرة منشورة في الفيس بوك ووآتساب) وطالبت في مذكرتها بحذف هذه الاشار التاريخية لأن ذلك تزييف للتاريخ ! وهددت بأن وجود هذا التزييف في التاريخ بأمكانه ان يتسبب في فتنة واشاروا الى كتاب " مقدمة في تاريخ الممالك الاسلامية في السودان الشرقي 1450-1821م للدكتور يوسف فضل حسن أنه لم يورد ذكر لمملكة للبني عامر في كتابه المشار اليه آنفاً.
أبرز ماجاء في المذكرة :-
" حفل كتاب (مقرر التاريخ والتربية الوطنية ) في الدرس الثالث بمادة تاريخية لا تؤيدها شواهد الحقائق التاريخية قديمها وحديثها وإفتراء لحقائق الواقع الماثل .
لقد ذكر في الصفحة (10) أن للبني عامر مملكة ضمن الممالك الاسلامية في شرق السودان لم يرد ذكرها في كتاب العلامة د. يوسف في كتابه الممالك الاسلامية في السودان وهذا إفتراء لا يسنده التاريخ المدون والشفاهي .
ولما كانت النار من مستصغر الشرر فاننا نعتبر ماجاء في هذا المقرر مهدد أمني واشعال للفتن والصراعات التي لا تحمد مآلاتها وخاصة بعد انتشار خبر تلك المعلومات المغلوطة في وسائط التواصل الاجتماعي وتداولها في الاسواق والمقاهي ونقول كيف فات ذلك على العلماء والتربويين والمختصين بوضع المناهج في المركز القومي للمناهج والبحث التربوي.
نناشد سيادتكم قبل أن يتسع الرتق بالاتي :
سحب الكتاب من المدارس والعمل بالمنهج القديم .
الاتصال الفوري بمجلس السيادة لتوجيه السيد/ وزير التربية والتعليم بسحب هذا المقرر من جميع مدارس الاساس بالسودان" . انتهى الاقتباس.
في هذا الإراد والاصدر اتناول الموضوع واقول : اورد الدكتور يوسف فضل في كتابه وهو عبارة عن دراسة لماورد في كتب ومدونات التاريخ " ( مقدمة في تاريخ الممالك الاسلامية في السودان الشرقي ) الطبعة الرابعة ، سوداتك المحدودة 2003م - في الفصل الثاني من الكتاب – العبدلاب-
الذي قسم الى
1/ العبدلاب وسقوط مملكة علوة
2/ مملكة العبدلاب
يقول في القسم الاول من الفصل الثاني عن وثيقة من مخطوطات العبداللاب " جاء في الوثيقة الثانية المسماة بواضح البيان في ملوك العرب والسودان أن الشيخ عبدالله جماع بن الشيخ محمد الباقر صار يفتح المدن الواحدة بعد الاخرى الى أن خضعت له جميع بلاد السودان الى جهة البجة من شواطئ البحرالاحمر التي فتحها ابنه الشيخ عجيب بعده " راجع ص38/39 من الكتاب .
يقول في القسم الثاني من الفصل الثاني في ص46/47 " تقف ندرة الأخبار عن هذه الفترة المبكرة من حكم العبدلاب حجر عثرة دون رسم صورة متكاملة لنظام الحكم . ويبين اتخاذ قري حاضرة للمملكة الجديدة أهمية القبائل العربية في انشاء الدولة الجديدة وتدعيمها . فعند جبل الرويان الواقع شرق قري ، تجمعت القبائل العربية التي هزمت آخر ملوك علوة، ومن قري التي تقع على حافة منطقة الأمطار الاستوائية الغزيرة والتي يلجأ إليها البدو بماشيتهم في فصل الخريف ، تمكن العبدلاب من السيطرة على عربان البطانة وفرضوا عليهم الإتاوات التي تمكنهم من دفع نفقات إدارة البلاد . ومنها سيطروا على الطرق التجارية أو (درب الجمل) الذي كان يسير متابعاً لحوض النيل شمالاً وجنوباً ويتفرع منه شرقاً الى سواكن . ومن غرب قري يسير طريق آخر عبر صحراء بيوضة الى مصر وكان للعلاقات التجارية بين مصر والسودان أهمية خاصة مما حد ببروس ان يستنتج أن مملكة العبداللاب كانت تابعة إسميا لمصر ورغم أهمية التجارية بين البلدين فلم أجد ما يؤيد هذا الاستنتاج .
أما في المناطق التي انفتح فيها العرب على الوطنيين وصاهروهم وشاركوهم سبل العيش المحلية فقد ظهر نتاج جديد تغلب عليه الديانة الاسلامية واللغة العربية ثقافياً . وتمكن العرب ، سياسياً ، عن طريق الوراثة أن يبلغوا مواطن السلطة ويكونوا عدد من الزعامات لا تختلف في جوهرها عن إمارة بني الكنز . ويبدوا لي أن العبدللاب قد أستقطبوا هؤلاء في حربهم ضد العنج ، فلما إنتصروا كما أرادوا أبقوا على تلك الزعامات ، وظلت العلاقات التي تربطهم بملك العبداللاب الذي يبارك تعيينهم لا تختلف عن التي تربط بين شيوخ البطون وزعيم القبيلة الكبيرة . وهذه الزعامات المحلية تعكس التجمعات القبلية الكبيرة مثل الجعليين والميرافاب والرباطاب والشايقية والحاكماب التي اقترنت بأسماء مكوك أو ملوك محليين وهذا يؤكد ماذهب إليه بروس عندما قال أن عدداً من مشايخ القبائل كان يساعد العبداللاب في حكم البلاد.
وتتضح الصورة أكثر من النظام الذي كان سائداً في عهد الشيخ عجيب المانجلك عندما عين عدداً من المشايخ على قبائلهم وأغدق عليهم الطواقي (جمع طاقية) وهي شارات الملك ، فمنهم مشايخ أو مكوك الحمدة والجموعية والسعداب والميرفاب والرباطاب والشايقية وأرقو ، وكلهم على نهر النيل ، والغديات في كردفان والحمران والنابتاب والحلنقة والكميلاب وغيرهم بمنطقة الشرق" .
أشار د. يوسف فضل في الهامش الى النابتاب بأنها الأسرة الحاكمة بين البني عامر وقد وفد جدهم من ديار الجعليين .
واستعرض الشريف محمود أبو عائشة في كتابه التمازج السكاني والتطور الحضاري في شرق السودان ضمن سلسلة سنارة عاصمة الثقافة الاسلامية – كتاب سنار (76) الطبعة الاولى 2017م .
المعركة التي دارت ثلاثة أيام بين الجعليين والفونج والملهيتكناب والسنكات كناب وغيرهم من قبائل البجة وبين البلويين الذين قتلوا فقيه جعلي شاعدينابي " جهز ملك سنار جيشا كبيراً سمي (بالعرضي) وزحف الى أن وصل مشارف مملكة البلو في "أكات نأف" وكان ذلك في حوالي 1580م واشتبكوا مع جيش البلو في معركة فاصلة كانت نتيجتها لصالح جيش العرضي . خلفت تلك المعركة أعداد كبيرة من القتلى في جانب البلو . تعقب جيش الفونج (العرضي) أفراد البلو حتى قضى عليهم تماماً ونصبوا عامر بن علي محمد أبو القاسم زعيماً على مملكة البلو على ان تكون البلاد تابعة لمملكة سنار . واستتب الامر لعامر بن علي واصبحت المملكة تحت سيطرته وعرفت ذريته من بعد بالنابتاب . وعرفت مملكته لدى المملكة السنارية (الفونج) بمملكة بني عامر .
وهكذا أستت مملكة البني عامر التابعة للسلطنة الزرقاء في مناطق البجة والتي أصبحت ثاني مملكة أو مشيخة تتبع للسلطنة السنارية في شرق السودان بعد الحلنقة وضمت مملكة البني عامر التابعة للسلطنة السنارية تحت ادارتها أغلب قبائل البجة والحماسين في تلك الاصقاع ." راجع ص27/ 28 من الكتاب .
وقد حاز زعيم بني عامر دقلل على شارة الملك السنارية الطاقية ام قرينات والكرسي الككر .
ويقول تاج السر عثمان في مقالة بعنوان "تحالف الفونج والعبدلاب: الخصائص والدوافع(1504- 1821) " المنشورة في صحيفة الحوار المتمدن في باب دراسات وأبحاث في التاريخ والتراث واللغات نشر بتاريخ 3/11/2008م - نقلا عن نعوم شقير
كان قيام السلطنة الزرقاء أو سلطنة الفونج نقطة تحول هامة في توسع وتوحيد رقعة الدولة السودانية، ومن ناحية التحديد المكاني والجغرافي، المقصود بسلطنة الفونج: هي التي نشأت علي حدود مملكتي المقرة وعلوة في الفترة(1504- 1821م)، امتدت مملكة الفونج من الشلال الثالث الي اقصي جبال فازوغلي شمالا وجنوبا من سواكن علي البحر الأحمر الي النيل الابيض شرقا وغربا، وكان الحد بين سنار ومشيخة قري (الحلفايا) مدينة اربجي بقرب المسلمية والتنظيم الاداري من اربجي فصاعدا جنوبا كان تابعا لملوك الفونج رأسا لا دخل لمشايخ قري فيه ومنها شمالا الي الشلال الثالث كان تابعا لادارة مشيخة قري أو العبدلاب تحت سيادة ملوك الفونج. وكانت المملكة منقسمة الي عدة ممالك ومشيخات من سود ونوبة وحضر وبادية، وكان كل ملك أو شيخ يدفع الجزية لملك سنار ، الا أن له نوعا من الاستقلال والممالك هي: مشيخة خشم البحر، مملكة فازوغلي، مشيخة الحمدة، مملكة بني عامر، مملكة الحلنقة. أما الممالك والمشيخات التي خضعت للفونج بواسطة العبدلاب هي: مشيخة الشنابلة، مملكة الجموعية، مملكة الجعليين، مملكة الميرفاب، مملكة الرباطاب، مملكة الشايقية، مملكة الدفار، مملكة الخندق، مملكة الخناق، مملكة ارقو.
اما البلاد الواقعة بين الشلال الثالث والشلال الأول فقد كانت بيد الكشاف الأتراك(نعوم شقير: 1981، ص 139- 140).
وفي كتاب مملكة الفونج في سنار لمؤلفه الدكتور الأسكتلندي أوزبرت قاي كرافوردOsbert Guy Stanhope Crawford (1886 – 1957م)، وهو عالم آثار جعل من آثار السودان وبريطانيا مجال تخصصه الدقيق. كمال قال عنه الدكتور بدر الدين حامد الهاشمي في ترجمته لأجزاء من العرض الذي قدمه للكتاب الاداري البريطاني كينيث ديفيد دروت هيندرسون تم نشره عام 1953م في العدد الرابع والثلاثين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR .
يقول هيندرسون: "وفي ختام الفصل السابع بدأ الكاتب في الالتفات إلى الفونج وأصولهم. وبالنسبة لكثير من القراء هذه هي "زبدة" الكتاب (كتبها هيندرسون بالحروف الأبجدية اللاتينية هكذا -Zibda- المترجم).
لقد حكم العرب البلو (Belaw) قبيلة البني عامر حتى نهاية القرن السادس عشر، ووصفهم الفاريز واييز (Alvarez and Paez) بأنهم كانوا سادة دكين (Dequin)، وهي المنطقة الواقعة بين الحبشة والنوبة (أي المنطقة بين أتبرا – القاش – بركة). وعرفوا في التاريخ بالفروسية وشدة المراس في القتال، وذلك قبل أن يسمع أي واحد بالفونج. وعند أول صدام بين جيوش الفونج والأحباش، افترض الأحباش أن من يقاتلونهم هم من البلو. أيكون ذلك بسبب أن البلو كانوا يحاربون نيابة عن الفونج، أم لأن الأحباش لم يكونوا على علم بتغيير السلطة الذي حدث في المنطقة، أم لأن الفونج كانوا على صلة وثيقة بالبلو؟ أم هل أتى عمارة دنقس من دنكاس (Dunkas) على نهر بركة، التي كانت العاصمة الصيفية للنبتاب، والذين حلوا محل البلو كحكام لبني عامر؟ " .
نشر المقال مترجم بواسطة الدكتور بدر الدين حامد الهاشمي سودانايل الالكترونية بتاريخ: 28 أيلول/سبتمبر 2017
وذكر الدكتور محمد فؤاد شكري – أستاذ التاريخ الحديث المساعد بكلية الآداب بجامعة فؤاد الاول – الصفحة 14/ 15 من كتابه الحكم المصري في السودان 1820- 1885م
" في أثنا حكم الفونج قامت في أجزاء من السودان بعض الأسر من المشايخ والرؤساء كانوا شبه مستقلين في أقاليمهم وتمتعوا بالسيطرة التامة ومن أشهرهم مشايخ العابدلاب (أومشيخة العابدلاب) وكانت أراضيهم تمتد من حجر العسل الى (سوبة) وينتشر سلطانهم بين أربجي والجندل الثالث وكان من المشايخ شبه المستقلين ضمن الممالك والمشيخات التي خضعت رأساً لملوك الفونج مشيخة خشم البحر على شاطيء النيل الازرق الشرقي بين رنقة والرصيرص ومملكة فازوغلي جنوب الاولى وكانت تمتد من الرصيرص الى فداسي ومشيخة الحمدة على الدندر ومملكة بني عامر في الصحراء الشرقية بين البحرالاحمر شرقاً وخور بركة غرباً وبين عقيق على البحرالاحمر شمالاً والحبشة جنوباً والحلانقة ومركزهم جبل كسلا .
أما الممالك والمشيخات التي خضعت للفونج على يد العابدلاب فكانت مشيخة الشنابلة على النيل الازرق شمالي سنار ومملكة الجموعية وكانت غربي النيل الكبير والنيل الابيض من عقبة قري الى الترعة الخضراء ومملكة الجعليين بين المقرن ووادي السنقير ومركزها بربر ومملكة الرباطاب من وادي السنقير الى الشامخية فيما وراء أبي حمد ومشيخة المناصير وكانت تمتد من الشامخية الى الجندل الرابع الى مملكة الشايقية ".
وجاء في كتاب سن النار ، بعض الروايات عن مملكة سنار القديمة – تأليف هنري سيسل جاكسون ، الاداري البريطاني بالخدمة المدنية السودانية نشر 1912م ترجم الكتاب الحاج سالم مصطفى ، صدر عن مركز عبد الكريم مرغني الثقافي 2017 .
" خلال فترة ازدهار المملكة ، كان سلاطين سنار يسيطرون – ربما بقليل من المعارضة – على مساحات شاسعة من الارض تمتد من سواكن الى حدود دارفور ومن أثيوبيا الى الشلال الثالث قرب كوشا – لعله يقصد كوش – (المترجم) .
ويضيف هنري سيسل " ان تأثير وسلطة الملوك الاوا ئل كان يشوبه المغموض فضلا عن طابعها غير المحدد ، والذي كان يقتصر على فرض ضرائب رمزية على القبائل الواقعة في حدود مملكتهم .
الكتاب – الفصل الاول – الحديث عن الفونج الاوائل ص19/20
وفي هامش الكتاب في الصفحة 94يقول هنري سيسل نقلا عن جنكر ج .1ص
100 " الولايات التابعة اسمياً حتى عام 1820هي قبائل البجة من نهر عطبرة وخور القاش ووادي بركة الذي يمتد من الهضبة الاثيوبية الى البحرالاحمر وكان سلطان سنار يعين حكامهم مقابل جزية بسيطة يدفعونها له ، وفي ماعدا حالات قليلة تركوا بسلام ودون تدخل من السلطة المركزية "
ويورد محمد سعيد ناود في مؤلفه (العروبة والاسلام في القرن الافريقي) الطبعة الثانية - الباب الثالث عشر – السودان ومملكة سنار 1504- 1820م
" سلطان الفونج لم يكن يتدخل في شؤون المشيخات الداخية التي تخضع له بل كان يكتفي بزعاماته الرمزية التي لم تحتم على الزعامات المتحالفة معه إرسال جنودها ووضع مواردها تحت إمرة السلطان في حالة الحرب ، بل أكتفى السلطان بنصيب من الضرائب التي كانت تجبى على البضائع الواردة ، ولهذا فقد احتفظت مشيخات البني عامر والحباب باستقلالها الذاتي وخضوعها الاسمي لسلطنة الفونج ، وقد زار شيخ قبائل البني عامر (جمع عجيل بن علي ضرار الملهيتكنابي) وشيخ مشايخ جبال بني عامر (همد إدريس هاسري) زارا سنار ، لتقديم الطاعة والتعهد بتحصيل الزكاة من هم ضمن سلطتهم من القبائل . وكانت هذه الزكاة تسلم سنوياً لمندوب ملك سنار ، كما كان هذا المندوب يحمل كساوي شرف من الدمور وسيوفاً (السيف السناري) ويقدمها هدية من الملك للمشايخ والعمد والزعماء كما كان يقدم أحياناً الخيول العربية والرقيق والنحاس والاوتار (الحان) التي تعزف في الربابة لكل قبيلة والمحظورة على القبائل الاخرى .
وكان سلطان سنار يكرم شيوخ القبائل وزعماء الاقاليم في سلطتهم بأن يلبس الشيخ طاقية ذات قرنين مصنوعة من جلد محشوة قطناً وتسمى (أم القرينة) ونحاسا يسمى النقارة " .
وقال أو.جي إس كروفورد في كتابه (مملكة الفونج السنارية) ترجمة د.البشير الصادق البشير – صدر عن مشروع عاصمة الثقافة الاسلامية – كتاب سنار (88) الطبعة الاولى يقول في الباب السادس : " إهتم الفونج بصورة أساسية بأولئك الرحل الذين احتلوا المنطقة التي تقع غرب سواكن وسيطروا على شريان تجارتهم بين ميناء سواكن وبربر ، لكن كانت قبيلة واحدة وهي البني عامر ، التي من المؤكد دخلت في حلف مع الفونج ولبس زعيمها الطاقية أم قرين ، أم القبائل الاخرى – العبابدة (نصف عرب) والبشاريون والامرار والهدندوة والحلنقة والكواهلة فيرد ذكرها في القصة بين حين وآخر" .
في إصدارنا هذا نقول : يتضح من مما تقدم كيف أن من سمت نفسها " منظمات المجتمع المدني بنادي البجة " قصدت الكذب الصريح عندما دست لدى العامة البسطاء وغير المطلعين على التاريخ في شرق السودان والسودان عامة وأنكرت كلام الدكتور يوسف فضل عن مملكة البني عامر الواردة في كتابه المشار اليه أعلاه وأشانت سمعة الاساتذة الاجلاء في المركز القومي للمناهج والبحث التربوي وقدحت في أخلاقهم واتهمتهم بتزييف الحقائق (على نطاق نشر واسع) ! وكيف أنها كذبت على والي البحرالاحمر وعملت على إخافته من أن نشر معلومة تاريخية عن مملكة البني عامر المتحالفة مع مملكة سنار في السودان الشرقي يسبب فتنة !! وطالبته بسحب كتاب التاريخ من التدريس وكيف أنها كذبت على الرأي العام وإفترضت فيه الغباء وعدم المعرفة العلمية والاطلاع .
إن تاريخ مملكة سنار ومملكة البني عامر في شرق السودان هو من صميم تاريخ السودان ، أمر مثبت كما رأينا وموجود في وثائق حكومة السودان وفي الارشيف العثماني والمصري والبريطاني والاثيوبي . إضافة الى جامعات لندن ، وبرلين وباريس .
إن التحريض ضد البني عامر الذي بدأته منظمات المجتمع المدني بنادي البجة في وسائط التواصل الاجتماعي رأيناه ورأى نتيجته كل من كان في سوق بورتسودان في عصر السبت 28/9/2019م
صبية دون سن الرشد – مفترض ان يكونوا في مقاعد الدرس والتحصيل الاكاديمي أو في ملاعب الرياضة ينمون العقل والجسد - غرر بهم ، يسيرون في مظاهرة جابت سوق بورتسودان الى بيت الوالي يرددون هتافات ( شرق شرق بدون بني عامر ، شرق بدون بني عامر) في غياب واضح للشرطة يسأل عنه قادتها في المدينة . ماذنب هؤلاء الطفال ؟ ولولا لطف الله لحدث ما لا تحمد عقباه
أصاحب الهيئة الارفع
دولة رئيس الوزراء
أصحاب المعالي
معلوم للكافة ، أنه ليس من حق جماعة أياً كانت ان تطالب بمسح حقائق تاريخية مثبته لقبيلة او كيان اجتماعي في السودان من مناهج الدراسة ، لا اتوقع ان ترضى البني عامر بمسح تاريخها العريض من المقرر كمملكة من تحالفات سنار ولا اتوقع أن مكوكية سنار ولا مكوكية العبدلاب ولا أي مكوكية أخرى في خريطة مملكة سنار أن ترضى به لأن ذلك من تاريخهم كأول مملكة إسلامية في السودان الشرقي ومن تاريخ البلاد المشرف.
حكومة الثورة أتت لمنح ونشر الحقوق الثقافية والادبية والتاريخية والاقرار بها وتأكيدها بنشرها في وسائل المعرفة الرسمية كافة ، تأكيداً منها ان في سودان الثورة الشاملة لن تحجب حقوق ومجاهدات مواطنيه في مختلف دروب الحياة ، التاريخية والمعاصرة .
الحمدلله ، وبفضله انتهى الاقتتال القبلي المفعل والمرعي من جماعات ستكشف عنها الايام ، وبفضل رجال حكماء من أبناء البجة (لجنة الحكماء ) وغيرهم ، ورجال كرماء بررة من أبناء مناطق البلاد الاخرى وبحضور القادة الأهليين الوطنيين من مكوك ونظار وشراتي وامراء ورجال مجتمع مدني حقيقيين ، وتشريف أعلى سلطة رسمية أعضاء المجلس السيادي الانتقالي الموقر ، تم اتفاق الصلح بين أطرف الاقتتال القبلي (البني عامر والحباب والنوبة ) هذا الامر الكريم لم يرضي ولن يرضي الخبثاء والمفتنيين الذين يظهرون بأشكال مختلفة ، الآن شكلهم الاخير ومطلبهم المهم هو مسح تاريخ البني عامر من المقرر الدراسي وطردهم من شرق السودان ! والا سيفجرون الشرق كما هددوا .
فهل ستستجيب السلطات المعنية وتسحب تاريخ مملكة سنار أول مملكة اسلامية في السودان الشرقي وآخر حد لها شرقا مملكة البني عامر من المقرر تلبية لرغبات مهددة لسلامة الوطن غير وطنية ومغرضة ؟
وهل يعتبر ذكر التاريخ المجيد للجماعات القبيلة والكيانات المتحالفة في سلطنة سنار في المقرر سبب لاشعال فتنة ؟
مقدم المذكرة
حسن عثمان حسن
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.