منذ اليوم الأوّل لإستلامها السُّلطة، دأبت الجبهة الإسلاميَّة القوميَّة، جنباً إلى جنب مع قوى المعارضة، على بناء جبهة واسعة معادية لها بفعالية ودأب وغباء تحسد عليه. لقد وسعت الجبهة من طيف المُعارضة وغذته بفصائل جديدة على الدوام، فأغتالت في فاتحة عهدها الطلاب، والأطباء والضباط والفنانين والمصلين... وألتزمت خطاباً للكراهيّة لا يشبه سماحة وتسامي أهل السودان عن الصغائر. ورفعت شعارات بائسة، مستفزة، كشعار: إعادة صياغة الإنسان السوداني. وهي التي تفتقد للمعرفة بالأصول وقيم الكبار، وتجهل كلياً تاريخ وجغرافية وتراث البلاد. وبخلاف أن الشعار كان مستفزاً وفارغ من المضمون الإنساني والجمالي، فقد كانت وسائل تنزيله على الأرض وتطبيقه على خلق الله مُفجعة: لقد إبتدرت الجبهة الإسلاميّة في فاتحة عهدها بيوتاً أسماها السودانيون على الفور إسماً يليق بها: (بُيُوت الأشباح)، أذاقت فيها المناضلات والمناضلين الويلات. وخاضت حرباً بأسم الدين، خلفت وراْءها مآسي حاقت بأهل الشمال والجنوب راح ضحيتها ملايين الشجعان وضاعت بموجبها وُحدة البلاد التي تم الحفاظ عليها بشق الأنفس بعد الإستقلال وحتى وقُوع جريمة فصل جنوب السودان. وبسطت أوسع رقعة من الفاقة والفقر. ووبثت القبح وتحرته، ناشرة الخوف والهلع وسط الأسر والناس، وأقفلت كل مؤسسات الفن والجمال، وعملت على تجريدها وتخريبها. ولم تستطع طوال عهدها أن تجيب على سؤال أساسي: - لمصلحة من؟ ولأي هدف تدمر الجبهة الإسلاميّة السودان؟ وتسحل إنسانه؟ والحقيقة أن الجبهة غير قادرة، حتى الآن، على إجابة هذا السؤال... لأن التخريب والدمار كان بأسباب مُخجلة، لا يمكن الدفاع عنها من توطيد أحتكار قلة للسلطة والثروة في البلاد. وبموجب الجهل وضيق الأفق، وعلى طريقة المُلوكية الأكتر من الملك، نفذت جأق برامجاً خسفت به بنا سابع أرض. لقد انتصرت ثورةُ شعبنا في 2018م. نعم، وأسست لإنهاء سلطة الأخوان المسلمين ومن خلفهم ترسانة رأسالمال الطفيلي. وسيتم تفكيك عصاباته ومافياه... وأنهزم المشروع الحضاري وبار وأستقرَّ في قاعِ مزابل التاريخ، ولكن تبقى له وهو الذي لا يعي ولا يتحرج، تبقى له (التخريب والعنف)... بما سيوسع من دائرة أعداء الأخوان المسلمين، ويرص الثوار ويشحذ همتهم، ويُقلل فرص أؤلئك الموتورين المستقبلية في الوجود، ويُميت مشروعهم الفكري والسياسي ألف مرّة! أن منهج التخريب وابتدار العنف لهو لعب بنارٍ حارقة سوف تكوي دعاته والمبشرين به، حد التفحم!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////////// //////////////////