عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عندما بدأت هذه الثورة كان رئيس حزب الأمة يتحدث عن بوخة المرقة وعن وجع الولادة، وكان الجدال على أشده داخل المؤتمر السوداني عن هل ينزل الانتخابات في 2020 ام لا، وكان الحزب الشيوعي وقوى الإجماع في ثبات عميق، وكان أقصى طموح لقوى الكفاح المسلح هو تقاسم السلطة والثروة مع النظام البائد، وكان أقصى حلم لتجمع المهنيين توصيل رسالة لمجلس الكيزان الوطني من اجل زيادة الأجور، هذه كانت أحلام وطموحات من تسلموا القيادة الآن، وكان النظام البائد يدرك إمكانياتهم وقدراتهم ولذلك كان مطمئن لعدم وجود ما يهدد سلطته، ولكن فأجا الشباب الثوري الجميع بامتلاكه لوعي متقدم على كل تلك القوى وعلى امتلاكه للعزيمة لتحقيق ذلك الوعي، فكان أول من قال بتسقط بس لمعرفته بان هذا النظام لا ينفع معه أي حوار أو تنازل قبل كل الأحزاب والكيانات الأخرى، وواصل في مسيرة تحقيق ذلك الحلم إلى ان بدا يتحقق في ابريل. وعندما ظهرت جرجرة المجلس العسكري طالب الثوار بإفساح المجال لإسقاطه ولكن كانت تلك الأحزاب والكيانات التي قفزت إلى قيادة الثورة بكل ضعفها ووهنها تصدق المجلس العسكري رغم ما أظهره من تماطل، وبعد فض الاعتصام وإدارة المجلس العسكري ظهره لتلك القوى عادت إلى الثوار من اجل الوقوف ضد المجلس العسكري وكان الثوار في الموعد في مسيرة 30 يونيو التي أرعبت كل القوى المضادة للثورة وأظهرت بسالة الثوار ورغبتهم الجادة في التغيير. نتيجة لضعف تلك القوى لم تسعى إلى امتلاك السلطة الكاملة رغم الفرص التي واتتها، ورأت مشاركة العسكر مع تعهد للثوار بتحقيق كل مطالب الثورة. وكانت تلك المطالب والأهداف عبارة عن روشتة علاج للازمة السودانية منحها الثوار للقيادات كشروط أساسية يمكن الإضافة عليها ولكن لا يمكن إنقاصها، وكانت تلك الأهداف تتمثل في الحرية والسلام والعدالة والكرامة الإنسانية ورفض العنصرية ووقوف الدولة مع أفرادها داخل وخارج الوطن وغيرها من الأهداف التي يمكن الإضافة عليها، وللوصول إلى تلك الأهداف يجب إزاحة الكيزان وتفكيك التمكين والقصاص للشهداء والجرحي وعودة المفقودين وإدارة السلطة المدنية لكل دولاب الدولة. ولكن لان ادارك تلك القيادات متأخر عن وعي الشارع والثوار ولان طموحها لم يكن يشمل إدارة الدولة وبالتالي أصبح الوضع الذي هي فيه الآن اكبر من إمكانياتها، فكل ما تفعله الآن هو تكرار لأهداف الثورة دون أفعال حقيقية على ارض الواقع، فسلطة لمدة شهرين لا تستطيع ان تحل أزمة مواصلات في ولاية واحدة من ولايات السودان كيف لها ان تدير كل السودان بكل تعقيداته وهذا مثال بسيط فقط، ونتيجة لضعفهم الباءين تم خداعهم من قبل الثورة المضادة كما خدعهم المجلس العسكري من قبل ولكن هذه المرة من قبل جهات عدة مضادة للثورة ليصبحوا خصم على الثورة، فمثلا قانون وزير الحكم المحلي لتوظيف اللجان هو عبارة عن خدعة فقط فلا يوجد به جدول زمني وسيترك هكذا إلى ان تأتي الثورة المضادة بلجان من عندها، فهنالك فعل حقيقي من جانب الثورة المضادة وهنالك تصريحات فقط من جانب السلطة المدنية، فالنظام البائد والمتحالفين معه لازال يعمل بنفس القوة وكمثال أيضا تصريح محمد بدوي عضو زيرو فساد للجريدة قبل يومين عن ان مفوضية الإيرادات لازالت تعمل وحساباتها جارية رغم حلها من قبل المجلس العسكري وتجميد تلك الحسابات بالقرار رقم 148. بل ان قوى الحرية والتغيير لازالت تخاف النظام البائد فبمجرد ان ظهرت إلى السطح محاولات الاستجابة للمحكمة الدولية من اجل تسليم البشير قاد النظام البائد حملة جعلت وجدي صالح يصرح بان وزير العدل لم يقل بأنه سيسلم البشير للجنائية ولا ندري متى تحول وجدي صالح لمتحدث باسم وزير العدل. ولازلنا نتساءل كيف لسلطة تسمي نفسها بسلطة الثورة ان تتقاعس عن حماية الشاهد الرئيسي في جرائم القتل ضد الثوار وهو الشهيد نزار النعيم الذي صرح بامتلاكه لأدلة عن قتل الشهداء وفض الاعتصام، وناشد السلطة بحمايته نتيجة لتلقيه العديد من التهديدات، ولكن رغم تصريحاته تلك لم يجد أي اهتمام من السلطة المدنية ولم تكلف نفسها بالسعي إلى ضمان حمايته، وأثبتت قوى الحرية والتغيير والسلطة المدنية انها لا تهتم بالثوار أحياء أو أموات إلا عندما يدير لهم العسكر ظهرهم، فهنالك الكثير من التعديات على لجان المقاومة من قبل الثورة المضادة دون ان تجد العون من السلطة الانتقالية أو قوى الحرية والتغيير. فعلى لجان المقاومة ادارك ان لا أحزاب المعارضة ولا القيادات التي أتت بها إلى السلطة تخيف قوى الثورة المضادة ولكنها تخاف فقط من بعبع لجان المقاومة، وكذلك عليها معرفة ان القوى المضادة لم تصبح الكيزان فقط ولكن هنالك الطفيليين من القوى المدنية والعسكرية وهنالك حميدتي وطموحاته التي يغذيها الكثيرين وهنالك المتسلقين الذين يسعون إلى المناصب وهنالك القوى الإقليمية والدولية التي لها فوائد من النظام السابق لا تريد ان تفقدها فكل تلك القوى تحالفت ضد القوى الحية للثورة المتمثلة في لجان المقاومة فظهرت محاولات زعزعة تلك اللجان وإرهاب قادتها أو شرائهم بل ظهرت حتى بكاسي الأمن وهي تجوب الأحياء في حين يخدع العسكر جماعة قحت ويحدثهم عن حل جهاز الأمن. والمعركة القادمة ليست من اجل إسقاط النظام هذه المرة ولكن إلى دفعه من اجل الوعي بخطورة الموقف، فالسلطة المدنية لازالت تتخذ مواقف سلبية من كل ما تتعرض له الثورة ولجان المقاومة من حرب مدروسة وموجه، فالقوى المضادة للثورة دارسة لنفسية الشعب السوداني وتمتلك المال والسلاح والسلطة وتوجه كل ذلك ضد الثورة وقوتها الحيوية، وحقيقة يقوم شوتايم والانصرافي وغيره من إعلاميي الثورة بعمل ضخم ولكن يحتاج إلى تنسيق وتوجيه، وكنا نطمع بان يكون تجمع المهنيين في الوسط يمثل حلقة وصل بين كل الثوار لقيادة الضغط على السلطة المدنية من اجل الإسراع في تنفيذ أهداف الثورة ولكنه اثر الانكفاء بعيدا. وإذا لم تتحرك لجان المقاومة بالجدية الكافية فسيكون كل الثوار الحقيقيين في خطر ان يتعرضوا لمثل ما تعرض له الشهيد نزار النعيم، فتحتاج لجان المقاومة لفرض أهداف الثورة على السلطة المدنية، حتى تعلم تلك السلطة انها أتت لتنفذ روشتة علاج محددة، وعلينا معرفة ان مطلب حل المؤتمر الوطني لم يعد يلبي الطموح بعد استمرار التمكين إلى الآن ولذلك يجب طرح مطلب إحالة الكيزان للصالح العام. ونتمنى ان تتوحد لجان المقاومة وتعود إلى الفعل الثوري وتسعى إلى حماية نفسها بالضغط على السلطة الانتقالية قبل ان نسمع بالموت يلتهم الثوار واحدا بعد الآخر.