وَلكنَّ حساءَ القطِ المُرسال، عكس المُرام، تسبَّبَ في تدَهْوَرِ صحةَ الأسدِ السَّقيم، وأضر بليغاً بما فيه من دسم بالجهاز الهضمي لملك العرين. وأستدعت اللبؤةُ لعلاجِهِ هيئةَ أطباء العرين كاملة، وكان يرأس هيئة العرين الطبية الضفدع الكبير. وأوصَى الضَّفدعُ المتهافت بأن يتناول جلالة الأسد حساءً مُضاداً لشوربة القط الدهين، يُصنع من الطحالب والفطريات وبعض الأعشاب الطبيّة، ليذيب المشروبُ الطُحلُبيُ دسمَ حساءِ القطِّ المُرسال ويُزيل آثاره وأذاهُ، ويُعيد للجهاز الهضمي لأسد العرين عافيتَه وفعاليتَه السابقتين. ولكن، عاجلته اللبؤة من حيثُ لا يحتسب، وغطسته، هوذاته، في الوعاء الذي كان الحساءُ الطُحلُبي يفُورُ فيِهِ... وكان قرار اللبؤة بسلق الضفدع الكبير، ضمن حساء القواقع والاعشاب، قد صدر عن بعض التماسيح من ذوي المكانة والرأي المسمُوع في العرين. وقد كانت تسندُ الخبرةُ والتجربةُ تلك التماسيح الإستشاريَّة، وكانت تمتلك الدراية التامَّة بمفعول الحساء اذا ما طعَّمته لحومُ الضفادع اللذيذة وعظامها الهشَّة. ولم يراودهم أدني شك، وهم يجودون بتلك الإستشارة الغذائيَّة، في فائدة سلق الضَّفادِع والفعلٍ السحريٍ لإدامها في تحسين صحة أُسودِ العرين كلها، وتطبيب أجهزتها الهضميّة التي انهكتها التخمة وأضناها الإضطراب. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.