عَاشَ مَعرُوفٌ الإسكافي في زمنٍ غابرٍ، وكانت زوجته (فاطنة العرَّة ): تسُومَهُ صنوف العذاب، وتهينهُ في العلن وعلى الدوام... وكانت فوق ذلك: لحُوحةً، كثيرة المطالب. وذات صباحٍ من الصباحات العاديَّة، وأثناء خروج (معروفٍ) إلى عمله، طلبت منه فاطنة العرَّة، وهي تكاد تلعنهُ، أن يأتيها بفطيرٍ وعسلِ نحْل عند عودته في آخر النَّهَار. لكن، صَدَفَ أنَّ معرُوفاً لم يُوفق في عمله في ذلك اليوم، ولم يفتح الله عليه بمليمٍ واحد، فلما انتهى اليوم وحلَّ المساء، وقف الرَّجُلُ محتارًا وسأل نفسَهُ: - كيفَ ومن أين لَهُ أن يَأتِي بالفطيرِ والعَسَل؟ وبينما هو غارقٌ في حيرته، رآهُ الخباز من بعيد... فاقترب منه وسأله عمَّا به؟ أجابهُ معروفٌ بأن: (فاطنة العرّة قد طلبت منه احضار فطيرٍ بالعسل، وأخبره بأنه لا يملك ثمن تلك الفطائر، ولا يدري من أين له أن يأتي لها بما طلبت؟). فأعطاهُ الخبَّاز فطيرةً من فطايره، ولكنها كانت بعسلٍ من قصب، ولفَّها له جيِّداً، ثُمَّ ودَّعهُ. وانصرف معروفٌ راضياً إلى ديارِهِ، وهناك فتحت له (فاطنة العرة) البابَ، و من فورها سألته، وهي تكاد تخنقهُ: - هل أحضرت معكَ الفطير بعسل النحل؟ - نعم! - افتح اللُّفافَة، إذن. ولمّأ فتح معروفٌ اللُّفافةَ، و رأت (فاطنة العرَّة) العسل، عرفت أنه عسل قصب وليس عسل نحل، فصارت تندب، وتصرخ، وتُمسِك بتلابيب زوجها حتى كادت أن تمزق ملابسه، واستمرت ولولتُها وازعاجها حتَّى بزوغ الفجر... وضاق بها معروفٌ لحدٍ بعيد. وفي الصباح، صفعها وهو خارج إلى العمل... فذهبت (العرَّةُ) إلى القاضي، وشكت من زوجها عنده، إذ كان القانون يعتبرُ صفعَ النساءِ جريمة تستوجب عقاب من يرتكبها. وفي المحكمة، وبَّخه القاضي، وأكد له أنه لا يتسامح في جرائم الإعتداء على النساء وضربهن. وعاد (معروفٌ) إلى عمله، وهو كسير الخاطِر... وما أن جلس على مقعدِهِ حتى أتاه العساكر مطالبين بحقِّهم لأنهم حمُوهُ ولم يقتادوه للقاضي، ولمَّا كان (معروفٌ) خالي الوفاض، ولايملك شيئا من مالِ الدنيا، فقد قسَّم العساكرُ مُعدات عمله، واخذوا النصف... وفي اليوم التالي، تكرَّرت طلباتُ (فاطنة العرَّة) وتجددت شكواها ... فجاء العساكرُ إلى (معروفٍ) واقتادوه إلى قاعة المحكمة، وهناك وبَّخه القاضي مرَّةً أُخرى... وأمرهُمَا بالصُّلحِ. عاد معروفٌ بعد المحكمة إلى عمله، ولكن، جاءه العسكر ليقتسمُوا معه النِّصفَ الباقي من معدات الإسكافي التي كان يعمل بها... فتبقَّى له إذن ربعُ ما كان عنده من مُعِدَّات. وشعر (معروفٌ) بالإهانة البالغة والضيق وتملكت منه الحيرة فلم يدرِ ماذا يفعل؟ ومن شدةَ الغضب والحُنُق قرّر أن يترك البلدة وما فيها، ويذهب ويبدأ حياته من جديد في أبعد مكان، فسار في طريقه إلى خارج البلدة، وقطع مسافةً بعيدةً حتى وصل جبلاً ضخماً. وعند سفح الجبل إتّكَأ على إحدى الصُخُور، وأجهش بالبكاء وأزعج بكاء معروفٍ الأسكافي سُكانَ الجبل، وجاءه أحدهم محتجاً ومعاتباً له، وقال: - أزعجتنا ببكائك، حتى منعتنا النوم... ما بك يا رجل؟ ماذا أصابك وجعلَ دمُوعَك تفيضُ، هكذا أنهَارًا! - فحكى له (معروفٌ الإسكافي) مأساته مع (فاطنة العرَّة)، ومضايقاتها الدائمة له، وإمعانها في تعذيه واذلاله، فقال ساكن الجبل لمعروفٍ الإسكافي: - هل تريد أن أبعدك عنها نهائيًّا؟ - نعم، بكلِّ تأكيد! فحمله ساكنُ الجبل فوقَ ظهرِهِ، ورمَى به وسط بلدٍ غريبٍ لم يسمع عنه أويعرفه معروفٌ الإسكافي من قبل... وكان هندامه غريبًا على أهل تلك البلاد، وهيئته ملفتة لنظرهم، فزفته جوقةٌ من الاطفال المشاغبين، وتصايَحُوا خلفَهُ: - المجنُون! ... المجنُون! وسأله المارةُ عن البلاد التي جاء منها... وكان معروفٌ يجيبهم على أسئلتهم بأنه: - من مصر، وقد حضرتُ منها أمس! فيزيدُ استهزاءُ الناسِ بِهِ، ويسخروا من كلامه، ويشتدَّ هُتافُ الاطفال: - المجنُون! ... المجنُون! وناداه أحدُ التجارِ المصريين، وقال له ناصحاً: - لا تُسيء لسُمعةِ مصر، فإنها تبعد عن هنا مسيرُ شهرٍ كامل، ومن المستحيل أن يُصدِّق الناسُ بأنك قادمٌ منها أمس! وأدخله بيته، حيث اغتسل معروفٌ الإسكافي وتهندَّم... وأكل ما لذ وطاب، حتى شبع وأكتفى، وفي الصباح أسرج له التاجرُ المِصريُ حماراً عالياً... وأمر خادمَه بأن يأتي بمعروفٍ إلى متجره في قلب السوق، ولكن، بعد الفطُور. ولما وصل التاجر المصري السوق، أعلن للناس: (أن أحدأكبر تجَّار مصر قد قدم إلى البلدة!). وانتظر الناسُ قدومَ (معروفٍ الإسكافي) إليهم. وأتى معروفٌ في هِندامِهِ الزَّاهي على ظهرِ الحِمَار المُسرج، وهو يُمسكُ باللِّجام،... ورحَّب الناسُ بضيفهم ترحابًا شديداً، وسالموه وعانقوه، وأعطاه التاجرُ المصري (مائة جنيهٍ) وزَّعها معروفٌ على المحتاجين في السوق بكرمٍ وسخاء. وما أن صرف كلَّ النقود حتى أخذ يسعى بين كبار تجار السوق ليستدين مبالغاً كبيرة، وكان يصرفها بنفس الكرم وذات السخاء على فقراءِ القُوم في السوق. وادعى للدائنين أن قافلته التجاريَّة الضخمة في طريقها إليهم، وأنه بانتظار وصولها، ليسدِّد ديونهم عليه، ويُعوِّض من وقفوا معه وساندوه تعويضاتٍ كبيرةٍ... ولكن، امتعض التاجر المصري، الذي كان على علم بسر معروف الإسكافي، من تمادي معروفٍ الإسكافي الكذب واهدار المال، وحدثه بأنه لن يهتم لأمره، ولا شأن له بما يحصل له بعد الآن. ولأن علاقةَ معروفٍ الإسكافي بكبار تجار السوق صارت الآن وطيدة، لم تؤثر فيه مقاطعة التاجر المصري له رغم أنه هو الذي آواه أول مرة... وسمع كبيرُ الوزراءِ بقصةِ معروفٍ الإسكافي، وأخبر بها السُّلطان، فاستدعاه السلطانُ إلى بلاطِ القصر، وهناك واصل واصل معروفٌ الإسكافي أكاذيبه بشأن القافلة الوهميّضة الضخمة، فصدقه السلطان، وقرَّر أن يقربه منه ويحتويه... فزوجه ابنته الصغرى وأسكنهما معه في القصر... وطال انتظارُ السلطانِ للقافلة، وتململ الوزراءُ، ونفد صبرُ التجار. وأوعز السلطانُ لابنته ان تسقي معروفاً الإسكافي خمراً ليسكر فتسمع منه وهو سكران حقيقةَ القافلة التجارية الضخمة، التي صارَ يترقبُها الجميع. وفي الليل، جاءت بنت السلطان لمعروفٍ الإسكافي بعشاءٍ فاخر، ومعه جرَّة من الخمر القويَّة ... فأكل معروفٌ الإسكافي وشرب من الخمر حتى سَكِر. ولما تيقنت بنتُ السلطان من سكرِهِ وزوال وعيه، وأنه بات لا يدري ما يقُول، سَألتهُ وقالت له: - يا معروف! ماذا عن قافلتك المهيبة؟ وما السببُ الذي يؤخر وصولها؟ فأجاب معروفٌ الإسكافي بلسانٍ عقدته به الخمر، وهو يضحك مستهزئًا بكلامها عن القافلة: - أيةُ قافِلة؟ هذه كذبة قصدتُ بها نيلُ احترامَ التجار وثقتهم... وانطلت خدعتي على أبيك، ليسَ هناك أيةُ قافلة، وأنا معدمُ ولا أملكُ مالاً، بل انا أفقر من مشى على الارض... ومن فورها أسرجت له زوجتُهُ، بنتُ السُّلطان، حِصانًا ليهرب من البلد... خوفًا من أن يقتله أبوها... وفعلا انطلق معروفٌ الإسكافي، فزعًا يملأ فوادَهُ الخوف، وانطلق إلى خارج البلدة، وهو لا يَلوي على شيء. حينما سألها أبُوها عمَّا قاله لها معروفٌ الإسكافي، أجابته: - (بأن معروفاً اٌسكافي قد خرج مع فرسان البلدة لمقابلة قافلتة الموعُودة!) ... وكان ردها هذا بهدف حماية معروف الإسكافي تمكينه من كسب الوقت الكافي لابتعاده عن حدود القرية. وفي الصباح، عند بزوغ الفجر، وجد معروفٌ الإسكافي مزارعًا يحرثُ أرضاً، فسلم عليه، وطلب منه أن يأتيه ببعض الماء والزاد... ترك الرجلُ المحراث على الأرض، وهمَّ باصطحابِ معروفٍ الإسكافي معه إلى الديار، لكن معروفًا طلب منه أن يتركه، يذهب هو وحده إلى البيت. وأمسك معروفٌ الإسكافي بالمحراث، لأنه أراد أن يساعد المزارع في حرث الأرض إلى يعود له بالماء والطعام. وانطلق المزارعُ نحو جهة البيوت، وأمسك معروفٌ الإسكافي بالمحراث ليبدأ العمل... ولكن، ما أن غرس أسنان المحراث في الأرض، حتى اصطدمت مقدمةُ المحراث بشيءٍ صلب، فتحرى معروف عن ذلك الشيء ووجده: (علبة من الحديد!). ففتحها ليجد فيها خاتمًا قديماً صدئًا. أمسك معروفٌ الإسكافي بالخاتم بين يديه، وصار يفركه لينظفه، ولكن، ما هي إلا لحظات حتى: انتصب أمامه، في رمشةِ عين، (جِنِّي!) ... وصاحَ الجِنِيُّ بمعروفٍ الإسكافي وهو يسأله عن طلباته: - شُبِّيك لُبِّيك... عبدك بين يديك! فسأل معروفٌ اٌسكافي الجني : (عمن يكون ومن أين أتى؟). فقَالَ له الجِنِّيُ: - أنا عبدٌ لسيِّدِ هذا الخاتم، الذي هو (خاتم المُنى) ... وإنِّي على استعدادٍ تامٍّ لتلبية جميع طلباتك، وإنني ومنذ الآن، رهنُ إشارتك يا مَعرُوف الإسكافي. وما إن أفاق (معرُوفٌ الإسكافي) من الصدمة وزال عنه أثر المفاجأة، حتى طلب: - خيمةٌ من حريرٍ، وسرير! ولمَّا عادَ المزارعُ إلى معروفٍ الإسكافي، وجده مُتربعًا فوق عنقريبه العاجي... تحت الخيمة. وهمَّ بان يرجع، لأن البليلة التي احضرها معه لإطعام معروفٍ الإسكافي لم تكُن على قدر المقام مقارنة بالوضع المريح لمعروفٍ الإسكافي في الراهن، ولكن معروفًا الإسكافي شجعه، وناداه وأمره بأن يأتي بالبليلة، وأكلها بنهمٍ كان سببه معاناة معروف اٌسكافي من الجوعِ لليلةٍ كاملة وضحاها... ثم طلب معروفٌ اٌسكافي من (الجِنِّي): - (أن يملأ قصعة المزارع ذهبًا وجواهر!). فَلبَّى الجَنِّيُ طلب معروف، الذي طلب ثانيةً من الجِنِّي تحضيرَ قافلةٍ من الجمال والأحصنة والبغال، بحيثُ تحمل كل ألفٍ منها نوعًا مختلفًا من البضائع: - (ألفُ جملٍ مُحملةً بالذهب، والفُ جملٍ مُحملةً بريشِ النِّعام، والفُ حصانٍ مُحملةً بطيَّاتِ الحرير، وهكذا...). وأجاب له الجني طلباته على الفور... وجهز له القافلة وفقاً لوصفه وشروطه، وانطلقت القافلةُ نحو بلدةِ السُّلطان والد زوجته الوفية التي أنقذت حيته حين ساعدته على الهرب! وأرسل معروفٌ الإسكافي وفداً من مساعديه في المقدمة، وامتطى مساعدوه خيلًا سريعة ليصلوا في وقت مناسب وليبلغوا السلطان، والوزراء، والتجار بأخبار قافلة معروفٍ الإسكافي، فيجهزوا لاستقبال القافلة، وأوصاهم بأن: - يقشُّوا، ويرشُّوا، ويفرشوا البُسُط الحريرية لاستقباله! أما التاجر المصري، فلم يُصدق، و عليه فلم يستعد، وفُوجيء عند قدوم القافلة، التي سدت الآفاق بالجِمَال والخُيُول والبِغَال! واستقبله السُّلطانُ والحاشية كلها استقبال الفاتحين، وأولموا له ولمرافقيه... ولكن الوزير، قال للسلطان: - (إنه لا يُصدِّق ما يحدث، وأنه يشك في أمر هذه القافلة، وأنه لا بد من وُجُود سرٍ خلف كل هذا الذي يجري)... واستجاب السلطان لكلام الوزير، واهتم بهواجسه، خُصوصًا، وأن التاجرَ المصري، كان قد أفشى سرَ معروفٍ الاسكافي في غيابه، عندما ساعدته زوجتُهُ بنت السلطان الوفية على الهرب. واتفق السلطان ووزرائه على أن يقوموا بسقي معروفٍ الاسكافي خمرًا كثيرةً، ليعرفوا منه بعد أن يثرثر ويحل السكرُ عقدةَ لسانه، على حقيقة القافلة وقصته الحقيقية... وجاءوا بدِنان الخمور والنبيذ، وطفقوا يشربون، الملكُ ووزرائه ومعروفٌ الإسكافي... أما الوزير الحذر، فاكتفى بالتظاهُر بمنادمتهم ومشاركتهم الشراب... وسكر معروفٌ الإسكافي سكراً شيدا، فسأله الوزير، محققًا معه، عن سر القافلة وما الأسباب وراء مجيئه للقرية. وباحَ معروفٌ الإسكافي بكل ما عنده من الأسرار كاملةً، وأطلعهما على قصة الجِّنِيِّ وخاتم المُنى، فسأله الوزير الفضُولي: - وأين هو الخاتم؟ - - هذا هو! وما أن مد معروفٌ الإسكافي يدَهُ ليُري الوزيرَ خاتم المنى، حتى اختطفه منه الوزيرُ، ودعكَهُ، ولمّا جاءه الجني، طلب منه أن يذهب بمعروفٍ الإسكافي إلى آخر الدنيا... ثم فرك الخاتم مرَّة أخرى، ومثل الجني أمامه فأمره بأن يذهب بالسلطان هو الآخر، إلى ما وراء الدنيا... ودانت له السلطنة وما فيها، وأمتلك خاتم المني وفُتحت أمامه فُرصُ التمنِّي! وجاءت الزوجةُ الوفية، وحضرت بعضاً مما جرى، ورأت الخاتم بين يدي الوزير، فأسكرت حين سقته خمراً شديدة الرداءة، ولما سكر بلغ به السُّكر حداً بعيداً، أخذت منه خاتم المنى وفركته بين يديها، فجاءها الجنُّ، ومثل أمامها وقال لها: - شُبِّيك.لُبِّيك. عبدك بين يديك! فقالت له الزوجة الوفيَّة: - خذ هذا السكران والقي به حيث ذهبت بزوجي وأبي، وأعد منهما واحدًا إلى هنا... فعاد الجِنِّيُ وهو يحملُ معروفًا الإسكافي على ظهره... وأعطت بنت السلطان الخاتم لمعروفٍ الإسكافي ففركه، ولما أتاه الجني أمره بإحضار والد زوجته السلطان. وعادتِ الأمُورُ إلى نصابِها ... مُؤقتا! وأنجبت بنتُ السُّلطان من معروفٍ الإسكافي ولداً جميلاً. ومرَّت سنواتٌ طويلة، وأسرةُ معروفٍ الإسكافي وبنت السُّلطان الوفيَّة تعيش في هناءٍ ورغدٍ من العيش... ولكن، سمعت (فاطنة العرة)، بقصة زوجاها السابق معروف الإسكافي، وامتلاكه لخاتم المنى. وتابعت أثره، وسألت عن أخباره حتى وصلت إلى قريته الجديدة. وبكت بين يدي معروف اٌسكافي بُكاءاً مُراً، وأعلنت له عن توبتها... ورجته السماح لها بالبقاء معه في القصر. وسمحوا لها بالبقاء معهم عن طيب خاطر. ولكن العرّة كانت تنتهز كل فرصةٍ وسانحة للبحث عن خاتم المُنى... وفي أحد الأيام، بعد ان اكتشفت العرة إن الخاتم موجودٌ في سقف الغرفة حيثُ يخبؤه، أحضرت سلمًا لتصل إلى مخبأ الخاتم، وتناولته ودسته في ملابسها... وكان الناس نيامًا، ماعدا ولد معروف الإسكافي الذكي الشجاع، والذي رآها من مرقده، ولم يُمهلها حتى تفرك الخاتم... وضرب عنقها بنصل سيفه الحاد فسقطت أمامه صريعة... وأيقظت الضجةُ أهل البيت: السلطانَ ومعروفاً الإسكافي وزوجته، فأقبلوا على الولد الشُجاع يلومونه وقالوا له: - كيف تقتُل خالتك وهي ضيفةٌ علينا؟ وردَّ عليهم الولد، مُبرراً لما فعل: - افتحوا يدها حتى تَرُوا ما فيها! ففتحوا فاطنة العرة ووجدوا فيها الخاتم المسروق... فأثنوا على ولدهم الذكي والشُجاع لدفاعه عن الخاتم وحمايته له. واستعادت الأسرةُ خاتم المُنى إلى الأبد. وحملوا جُثمان (فاطنة العرّة) في نفس الليلة ليدفنوهُ في جبَّانة القرية! واندثرت سيرة فاطنة العرّة ولم يعد يذكُرها إلا القليلين، الذين إرتبط موتها عندهم بطمعها في جرة العسل الذي أودى بحياتها وانهى حظها في الوجود. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.