وفيما عدا قلَّة قليلة من الكلاب، لوت الفصيلة الكلبية بأكملها أذيالها فور إنهيار العمل التعاوني، وعادت أدراجها لتمارس مهامها في السهر على سلامة وأمن العرين وحراسة الثغور، والتفاني في مطاردة رافضي حكم اللبوة، وشمشمة الخبارات لإيصالها، أولاً بأول، لأدارة العرين المعلُوماتيّة... ولكنها لم تقف عند هذا الحد، بل عملت فصيلة الكلاب، كلها، كعسسٍ ظلامي وأطقم للتعذيب والإرهاب في أضابير سجون اللبؤة ومعتقلاتها السرية، مقابل الفتات. ومارست أغلب الكلابُ عنفاً غيرَ مشبوقٍ ضد المساجين والرهائن، ومزعت أجسادهم، ونهشت لحمهم، ووطدت ببارتكابها تلك الجرائم النوعية تجربةً مريضة، كانت جديدة على حيوانات الغابة. وعندما تسأل الكلب عن دوافعه في تعذيب وإهانة جميع الحيوانات؟ يُجيب بأنه يُنفذ الأوامِر، نابحاً في وجه السائل: - أنا عبد المأمور! - ومن المأمور، ولماذا أمر؟ - يا زُول!... أعمل حِسابك!... وتفهم أنت، أو أيُّ حيوانٍ مثلك من ضحايا سعر وعُدوان الكلاب، إن هذه هي نهاية الحوار وحده الأخير، وأنَّ المأمورَ لا بد أن يكون حيوانٌ، أو جسمٌ، أو لجنةٌ سريّةٌ، يتضاعفُ حجمُها، عشرات المرّات لأكبر من حقيقته، ويتضخم بسبب التعمية، والغموض، والتمويه. ومع ذلك، تحمد كثيرٌ من الحيواناتِ الربَّ وتمجد السماءَ، على أنها لم تدخل السجونَ التي كانت تُديرُها الضباع والذئاب، المعدة لتسمح بالذبح والتمثيل اجساد القتلى، حتى يتمطَّق الأسد قلوبها، وكلاويها، وكبادها في الوجبات الطبيَّة التي وصفها المرحوم كبير الضفادع الذى قضى نحبه سلقاً. وكانت تلك الوجباتِ الطبيَّة تُقدَّم للأسدِ العجُوز بانتظام، في الفترة التي سبقت إنتقاله النهائي، إلى الحالة النباتيَّة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.