في أوقاتٍ سابقةٍ لحرب الإستقلال، نشأت حركةُ تحرير إناث الحيوانات في الغابة، ورفعت شعاراتٍ ونادت ببرامجٍ تتناسبُ وأسم الحركة (التحرير) في جوهره، وهو: تحريرُ الإناث من التبعية، والدُّونيَّة، والاٌضطهاد. ونالت الإناثُ، بموجب ذلك النشاط، حقوقاً أُستكمِلت بعد حرب الإستقلال، ونتج عنها حصادٌ مُبهر، رغم كون أنَّه لم يكُن كافياً، وعلى رأس ذلك الحصاد كان دخولُ أوَّل غزالةٍ لمجلس نواب الحيوانات، بأصوات ذكورِ وأناثِ الفصائل المختلفة معاً، ونالت الإناثُ أيضاً الحقَّ في المشاركة في الصيد، والزراعة والقيام بأنشطة أنتاجيّة أخرى، وخطت مزيداً من الخُطُوات، فنالت الحق في الأجر والنصيب المتساو من الإنتاج في مقابل الساعات المتساوية من العمل. وجاء الأسدُ الضبلان، ليعبر عن رؤى الأسود الجرباء جميعاً، متأبطاً مشروعاتٍ ظلامية، كان على رأسها أهدافها هو وأد تلك المكتسبات، وطمسُ معالمَ مسيرة الإناث الرائعة... فعزز إضطهاد نوعها، في مشروعه الظلامي، قبل ولوجه العرين، وهللت إناث الفصائل الكلبية كلها للك الرؤى البائسة، لأسبابٍ عقائدية حيناً أو على سبيل السِّبِر، وإرضاءِ أرواحِ أسلافِ الأُسُود الهازلة. وكان صوتهن هو الأعلى في إضاعة حقوقهن هِنَّ بالذات، ونجاح دعوات بقائهن في الأوْكار يُلازمِنَ الكُهُوفَ، و الجُحُورَ، أو حتى رابضات راكدات في أروقة العرين. وتضرَّرَت اللبؤة زوجة الأسد بن الضبلان السابقة، دونما تقدر ان تبدي اعتراضاً، من زواجه من زوجته الجديدة، اللبؤة صغيرةُ السن، كبيرةُ المقام وسط الكلاب... ولما بلغها نبأُ زواج المهزول الجديد، وتلقته أثناء قرمشتها لعظام أحد قرابين الصباح من فروخِ التماسيح، تعارض في حلقها عظمٌ كبيرً من وقعِ الخبر وأثرِ الصدمة، فشهقت، وماتت خنق. وتُرِكَت جُثتُها ملقيةً في العراء، إذ لم يهتمُ بدفنها أحد، لا في مقبرة فصيلة الأسود ولا القطط، ولا حتى مقابر الكلاب الكالبة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.