كتبت من قبل وناشدت بضرورة وجود حاضنة فكرية للثورة، تكون بمثابة رحم للبناء والنماء والحفظ من الضياع. يقوم عمل الحاضنة على وضع اولويات واجندة الثورة مع وجود قوى الحرية والتغيير التي تعمل في مختلف المجالات. إن عملتنا السودانية قد سقطت في جب التمكين، واسر سماسرة وتجار الدولار، وهي بحاجة عاجلة الى من ينتشلها ويفك اسرها ورهنها. وهي قضية لعمري جد عصية ولكنها ممكنة بعزيمة الثوار التي تتطلب قرارات مالية واقتصادية من جهات الاختصاص. قد لا يجد المرء تفسيرا لما فعله المتأسلمين غير انهم حين استولوا على الحكم استولوا على الدولة وجعلونا -معشر السودانيين-اسرى ورهائن حرب يرونها مقدسة، نساءنا سبايا، والاموال غنائم . فعبر استراتيجيات ممنهجية كتهريب الذهب عبر المطار، وادخال حاويات المخدرات، والتحكم في الاقتصاد عبر التجنيب، وتحكم بنك السودان في العملة.وتعيين الاقارب في الوظائف الحساسة في المؤسسات الحكومية استولى هؤلاء وتمكنوا من كل شيء حتى جمعيات المعوقين وذوي الحاجات الخاصة..هذه السياسات التمكينية قصد منها تجويع وتركيع الشعب السوداني ليعجز عن الخروج وانهاء حكم البشير ، ليخلوا بعدها الجو للمؤتمر الوطني وحاضنته الحركة الاسلامية. وحين تأزمت الامور وتعقدت بسبب ادارة الفوضى، و بعد ان ضيق البشير الخناق على الحركة الاسلامية وحاصرها، لجأت الى مزيد من الحصار وسياسة التجويع للشعب ليخرج على البشير ويجهز على حكمه لتبقى ولكن هيهات. لقد فات على انصار الحركة ان ذهاب البشير هو دهابهم ايضا، وهو ما قد حدث بالفعل. نسى المتأسلمون أن الثغرة التي ينفذ من أعداء الثورة هي الدولار. وتجار العملة هم اعداء الثورة والشعب.فمن عجب ان الدولة العميقة حاصرت الشعب كله للاطاحة برئيسه لتبقى مع الدولة الموازية. وقد بلغ الامر مبلغا صعبا حين تم توفيف ملاك الاموال المشروعة وارغامهم لايداعها في البنوك، في وقت يكنزن المتأسلمون ومن على شكالتهم الذهب ويهربونه، ويجففوا السوق من الدولار ويخزنونه، ليتمكنوا من مفاصل البلاد. الى متى يا وزير المالية يستمر سماسرة وتجارب العملة بعد ان احتفلت الثورة بعيدها الاول. فأنا اخشى على الثورة من الدولار أكثر من خشيتي على كتائب الظل والمؤتمر الوطني. فاصدار قانون تفكيك امبراطورية تجار العملة اهم من تفكيك المؤتمر الوطني. فالخطر الحقيقي الذي يهدد حكومة حمدوك وينسف استقرار السودان هو الدولار. والفوضى التي ينبغي ان يوضع حداً عاجلاً لها، هي السيطرة على العملات الاجنبية . وكما هو معروف فان، استراتيجيات تجار وسماسرة الدولار متقدمة على اداء مؤسسات الدولة. فقد ابتدرت الانقاذ حكمها بتحويل الاقتصاد والسيولة الى سوق الكرين، فقبضت السيولة من البنوك، وهي عادت قبل سقوطها الى ذات الصنيع لاسقاط راسها غير المرغوب فيه. يمكننا القول بكل ثقة، ان الفشل الحقيقي للحكومة يا وزير المالية يتمثل حصرياً في عدم السيطرة على سعر الصرف. توجد مؤسسات ضخمة داخل وخارج السودان تخرب في اقتصاد السودان من خلال تجفيف الدولار من منابعه. فاوقفوا الغلاء من خلال السيطرة على سعر الدولار وتثبيت سعر الصرف يرحمكم الله.سريحة شراء الدولار التي تستفز المارة في السوق العربي والافرنجي وغيره، ما يزالون واعدادهم في ازدياد فالى متى. فالانقاذ باعدام مجدي في حيازته لعملة اجنبية ، ولكنها انتهت بتكويش منسوبيها بمن فيهم على الرئيس للعملة الاجنبية فجفت المنابع. إن عدم التحكم على الدولار يعني: الغلاء الفاحش، والانهيار الاقتصادي، والفقر لاهل السودان، والمرض، والجوع، والتشرد...الخ كما يعني اجهاض الثورة.والتحكم في الدولار عندي يعني ثبات الاسعار، والاستقرار الاقتصادي ، والاجتماعي، تأمين الثورة السودانية.مطلوب استراتيجية تمكن وزارة المالية من احكام القبضة على العملة الحرة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.