تشكيل لجنة لمراجعة التعاقدات بمنطقة وسط الخرطوم    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    محمد صلاح يستعد لرحلة غامضة إلى السعودية    حكام مجموعة ابوحمد في الدوري التأهيلي يقومون بنظافة استاد ابوحمد    قرارات لجنة الاستئنافات برئاسة عبد الرحمن صالح في استئنافات ناديي الأمير دنقلا والهلال الدامر    التعليم العالي : إيقاف توثيق الشهادات الإلكترونية المطبوعة بصيغة "PDF"    نصر الأمة يوقف سلسلة انتصارات الفريع الأهلي    القوز والأمير دنقلا يقصّان شريط الأسبوع الرابع بمجموعة ابوحمد    ياسر محجوب الحسيني يكتب: البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع    منع نقل البضائع يرفع أسعار السلع في دارفور    مجلس السيادة يدين هجوم كادقلي    كامل إدريس يُحيِّي جموع الشعب السوداني على الاصطفاف الوطني خلف القُوّات المُسلّحة    الخرطوم .. تواصل نقل رفاة معركة الكرامة للأسبوع الثاني على التوالي    المريخ السوداني يصدر قرارًا تّجاه اثنين من لاعبيه    بسبب ليونيل ميسي.. أعمال شغب وغضب من المشجعين في الهند    فريق عسكري سعودي إماراتي يصل عدن    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان "الدعامة" إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله    شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان "الدعامة" إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    شاهد بالصور.. فنان الثورة السودانية يكمل مراسم زفافه بالقاهرة    رئيس الوزراء يشهد تدشين الربط الشبكي بين الجمارك والمواصفات والمقاييس    لجنة التحصيل غير القانوني تعقد أول اجتماعاتها    أطعمة ومشروبات غير متوقعة تسبب تسوس الأسنان    جود بيلينغهام : علاقتي ممتازة بتشابي ألونسو وريال مدريد لا يستسلم    إليك 7 أطعمة تساعدك في تقليل دهون الكرش طبيعياً    شاهد بالفيديو.. بطولة كأس العرب تشهد أغرب لقطة في تاريخ كرة القدم    الدونات واللقيمات ترفع خطر السكري بنسبة 400%    الإعلامية سماح الصادق زوجة المذيع الراحل محمد حسكا: (حسبي الله ونعم الوكيل في كل زول بتاجر بي موت زوجي.. دا حبيبي حتة من قلبي وروحي انا الفقدته وفقدت حسه وصوته وحبه)    حَسْكَا.. نجمٌ عَلى طَريقته    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    هيئة مياه الخرطوم تعلن عودة محطة كبيرة للعمل    شاهد بالفيديو.. العروس "ريماز ميرغني" تنصف الفنانة هدى عربي بعد الهجوم الذي تعرضت له من صديقتها المقربة الفنانة أفراح عصام    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تنويه عاجل لهيئة مياه الخرطوم    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    قرار عاجل لرئيس الوزراء السوداني    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشُّرْطَةُ وَالاستفزاز (ضَرَبْنِي وبَكَىَٰ وَسَبَقْنِي اشتكى) .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
نشر في سودانيل يوم 14 - 01 - 2020

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
جَاءَ فِي الأَخْبَارِ أَنَّ الفَرِيْقَ البُرْهَانْ رَئِيْسَ مَجْلِسِ السِّيَادَةِ قَدْ خَاطَبَ قُوَاتِ الشُّرْطَةِ وَ تَحَدَّثَ عَنْ النَّقْدِ وَ (الإِسْتِفْزَازَاتِ) الَتِّي تَتعَرَّضُ لَهَا.
المُطَّلِعُ عَلَىَٰ الوَسَائِطِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ وَ الأَسَافِيْرَ يُلَاحِظُ أَنَّ أَغْلَبَ النَّقْدِ وَ التَّعْلِيْقَاتِ وَ الإِتْهَامَاتِ (الإِسْتِفْزَازَاتِ) قَدْ وُجِّهَتْ إِلَىَٰ قُوَاتِ الشُّرْطَةِ وَ الدَّعْمِ السَّرِيْعِ وَ جِهَازِ الأَمْنِ وَ المَلِيْشِيَاتِ الإِنْقَاذِيَّةِ.
بَعْدَ الإِضْطِلَاعِ عَلَىَٰ الأَخْبَارِ وَ خِطَابِ الفَرِيْقِ البُرْهَانْ وَ بَعْدَ قِرَاءَةِ كِتَابَاتِ بَعْضٌ مِنْ "الخُبَرَاءِ" الإِسْتِرَاتِيْجِيْنَ وَ العَسْكَرِيِيْنَ عَنْ ذَاتِ المُوضُوعِ وَ عَنْ القُوَاتِ النِّظَامِيَّةِ وَ دُورِهَا فِي حِفْظِ أَمْنِ الوَطَنِ وَ المُوَاطِنِ وَ أَنَّهَا يَجِبْ أَنْ لَا تُسْتَفَزُ وَ أَنْ عَلَيْهَا أَنْ لَا تَسْتَجِيْبَ لِنَدَآءَتِ الإِسِتِفْزَازِ وَ أَنْ تَسَتَمِرَ فِي أَدَاءِ وَاجِبِهَا النَّبِيْلِ فِي صَونِ وِحْدَةِ البِلَادِ وَ حِفْظِ كَرَامَةِ المُوَاطِنِيْنَ قَفَزَتْ إِلَىَٰ الذِّهِنِ بَعْضٌ مِنْ الخَوَاطِرِ:
أَوَّلاً:
مَا جَاءَ عَلَىَٰ لِسَانِ الفَرِيْقِ البُرْهَانْ وَ مَا خَطَّتْهُ بَعْضٌ مِنْ الأَقْلَامِ عَنْ دَورِ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ فِي حِمَايَةِ الوَطَنِ وَ أَمْنِ المُوَاطِنِيْنَ كَلَامٌ جَمِيْلٌ وَ عَظِيْمٌ يُوَافِقُ عَلَيْهِ كُلُّ أَهْلِ السُّوْدَانِ (وَ يَبْصُمُو عَلِيْهُو بِالعَشَرَةِ) وَ يُضِيْفُونَ عَلَىَٰ ذَٰلِكَ أَنْ لَا مُزَايَدَةً عَلَىَٰ ذَٰلِكَ الدَّورِ لَكِنْ يَجِبَ التَّذْكِيْرُ إِلَىَٰ أَنَّ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةَ النِّظَامِيَّةَ المَعْنِيَّةَ هُنَا هِيَ تِلْكَ المَنْظُومَاتُ ذَاتُ المِهَنِيَّةِ وَ الإِحْتِرَافِيَّةِ الَتِّي تُمَثِّلُ كُلَّ مُقُومَاتِ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ وَ الَتِّي يُأَمَّلُ فِيْهَا أَنْ تُحَقِقَ لَهُ طُمُوحَاتِهِ فِي الأَمْنِ وَ الإِسْتِقْرَارِ ، وَ مِمَّا لَا شَكَ فِيْهِ أَنَّ حُبَّ وَ تَقْدِيْرَ الشَّعَبِ السُّودَانِيِّ لِقُوَاتِهِ النِّظَامِيَّةِ وَ إِلَىَٰ عَهْدٍ قَرِيْبٍ ، وَ رُبَمَا مَا زَالَ ، كَانَ عَالِيّاً وَ مُتَجَذِّراً فِي أَعْمَاقِهِ وَ أَدَبِيَاتِهِ وَ ذَٰلِكَ مِمَّا جَسَّدَتُهُ فُنُونُهُ غِنَاءً:
نَحْنُ جُنْدُ اللَّهِ
جِيْشْ الهَنَا
يَجُو عَايْدِيْنْ
جُنُودُ الوَطَنِ
وَ مَا عَبَّرَتْ عَنْهُ أُمْنِيَاتُ أَطْفَالِهِ البَرِيْئَةِ فَمَا مِنْ طِفْلٍ إِلَّا وَ كَانَ الإِلْتِحَاقُ بِإِحْدَىَٰ القُوَّاتِ النِّظَامِيَّةِ لِيَصِيْرَ ظَابِطاً عَلَىَٰ قِمَّةِ أُمْنِيَاتِهِ.
ثَانِيّاً:
يَبْدُوا أَنَّ الفَرِيْقَ البُرْهَانْ قَدْ أَفْلَحَ فِي مُخَاطَبَةِ هَوَاجِسَ وَ قَلَقَ الشُّرْطَةِ وَ الرَّأَيِّ العَامِّ وَ فِي تَثَمِينِ دَورِ قُوَاتِ الشُّرْطَةِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ الأُخْرَىَٰ فِي حَفْظِ الأَمْنِ وَ إِسْتِقْرَارِ البِلَادِ ، لَكِنْ يَبْدُوا أَنَّهُ قَدْ فَاتَ عَلَيْهِ التَّطَرُّقَ إِلَىَٰ مَنْ وَ مَا الَّذِي دَفَعَ بَعْضٌ مِنْ المُوَاطِنِيْنَ السُّودَانِيِيْنَ إِلَىَٰ التَّعْلِيْقِ وَ النَّقْدِ وَ الإِسْتِفْزَازِ وَ السُّخْرِيَّةِ وَ رُبَمَا مُوَاجَهَةِ بَعْضِ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ؟
ثَالِثاً:
المُتَابِعُ لِمُجْرَيَاتِ أَحْدَاثِ الثَّورَةِ السُّودَانِيِّةِ الأَخِيْرَةِ يُلَاحِظُ أَنَّهُ قَدْ جَرَىَٰ تَضْخِيْمٌ وَ إِسْتِغْلَالٌ لِنَقْدٍ وَ تَعْلِيْقَاتٍ وَ مُوَاجِهَاتٍ قِيْلَ أَنَّ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةَ النِّظَامِيَّةَ قَدْ تَعَرَّضَتْ لَهَا ، وَ تَمَّ تَصْنِيْفُهَا عَلَىَٰ أَنَّهَا إِسْتِفْزَازَاتٌ تُبَرِرُ مَا تَلَىَٰ ذَٰلِكَ مِنْ أَحْدَاثٍ مُؤْسِفَةٍ قِيْلَ أَنَّهَا جَاءَتْ كَرُدُودِ أَفْعَالٍ لِتِلْكَ الإِسْتِفْزَازَاتِ وَ كَانَتْ المُحَصِّلَةُ هِيَ القَمْعَ وَ العُنْفَ وَ البَطْشَ وَ الإِغْتِصَابَ وَ التَّقْتِيْلَ الَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ الثُّوَارَ فِي أَمَاكِنَ التَّظَاهُرِ وَ الإِعْتِصَامِ مِنْ قِبَلِ قُوَاتٍ وَ أَجْهِزَةٍ نِظَامِيَّةٍ وَ مَلِيْشِيَاتٍ فِي زَيٍّ رَسْمِيِّ تَتْبَعُ لِلَجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ ، هَذَا التَّبْرِيْرُ صَدَرَ مِنْ جِهَاتٍ عِدَةٍ ، وَ قَدْ تَمَّ إِسْتِغْلَالَ ذَاتَ التَّبْرِيْرِ أَيْضاً مِنْ قِبَلِ أَعْدَاءِ الثَّورَةِ لِتَّفْسِيْرِ تَقْصِيْرِ وَ نُكُوصِ بَعْضٍ مِنْ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ عَنْ أَدَآءِ وَاجِبِهَا فِي تَفْعِيْلِ النِّظَامِ وَ حِفْظِ الأَمْنِ وَ أَنَّ تِلْكَ المُوَاجَهَاتِ وَ الإِسْتِفْزَازَاتِ هِيَ السَّبَبُ فِي كُلِّ الإِنْفِلَاتَاتِ الأَمْنِيَّةِ الَتِّي طَالَتْ البِلَادَ.
مَا يَلِي لَيْسَ تَبْرِيْراً أَو مُحَاوَلَةً لِإِيْجَادِ عُذْرٍ لِمَا قِيْلَ أَنَّهُ بَدَرَ مِنْ بَعْضٍ مِنْ الثُّوَارِ وَ النَّاشِطِيْنَ مِنْ نَقْدٍ وَ تَعْلِيْقَاتٍ سَالِبَةٍ وَ مُوَاجَهَاتٍ مَعَ بَعْضٍ مِنْ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ وَ المَلِيْشِيَاتِ الإِنْقَاذِيَّةِ لَكِنَّهَا مُحَاوَلَةً لِفَهْمِهَا ، وَ حَتَّىَٰ تَكُونُ الصُّورَةُ جَلِيَّةً عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَصْحِبَ مَعَنَا النِّقَاطَ التَّالِيَةَ:
1- لَقَدْ إِخْتَلَطَ عَلَىَٰ قِطَاعٍ عَرِيْضٍ مِنْ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ قَبْلَ وَ إِبَّانَ وَ بَعْدَ الثَّورَةِ مَنْ هِيَ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ؟
وَ مَا هِيَ أَدْوَارِهَا؟
ذَٰلِكَ لِأَنَّ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةَ النِّظَامِيَّةَ وَ المَلِيْشِيَاتِ الإِنْقَاذِيَّةَ قَدْ تَكَاثَرَتْ وَ تَنَاسَلَتْ وَ تَعَدَدَتْ مُسَمَّيَاتُهَا وَ وَلَآءَاتُهَا وَ مَذَاهِبُهَا وَ أَهْدَافُهَا خِلَالَ فَتْرَةِ حُكْمِ الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ بِدَرَجَةٍ كَبِيْرَةٍ حَتَّىَٰ إِلْتَبَسَ عَلَىَٰ النَّاسِ مَهَامَ هَذَا الكَمِّ الهَائِلِ مِنْ القُواتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ وَ المَلِيْشِيَاتِ الإِنْقَاذِيَّةِ دَعْكَ عَنْ كَيْفِيَّةِ تَعَامُلِهَا مَعَ المُوَاطِنِيْنَ وَ الثُّوَارِ (وَ المُوَاطِنِيْنَ عُمُوماً) وَ الَّذِي تَأَرْجَحَ بَيْنَ الحِمَايَةِ وَ البَطْشِ وَ بَيْنَ العَمَلِ فِي إِطَارِ القَانُونِ وَ خَارِجِهِ وَ مَا صَاحَبَ ذَٰلِكَ مِنْ تَجَاوُزَاتٍ قَانُونِيَّةٍ وَ إِنْتِهَاكَاتٍ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ
2- الإِرْثُ الإِنْقَاذِيُّ السَّيْئُ الَّذِي إِنْعَكَسَ فِي تَفَاعُلَاتِ وَ تَعَامُلَاتِ قُوَاتٍ وَ أَجْهِزَةٍ نِظَامِيَّةٍ مُتَعَدَدِةٍ وَ مَلِيْشِيَاتٍ إِنْقَاذِيَّةٍ مَعَ المُوَاطِنِيْنَ عِنْدَ الإِتِّهَامِ وَ التَّوقِيْفِ وَ التَّفْتِيْشِ وَ التَّحْقِيْقِ ، وَ تَجْدُرُ الإِشَارَةُ هُنَا إِلَىَٰ أَنَّ بَعْضاً مِنْ التَّوقِيْفِ وَ الإِعْتِقَالِ وَ التَّعْذِيْبِ وَ الإِغْتِصَابِ وَ القَتْلِ كَانَتْ تَتِمُّ فِي أَمَاكِنَ سَمَّتْهَا جَمَاهِيْرُ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ (بُيُوتَ الأَشْبَاحِ) وَ رُبَمَا جَاءَتْ التَّسْمِيَةُ بِسَبَبِ مَا كَانَ يَحْدُثُ فِيْهَا مِنْ تَعْذِيْبٍ وَ إِنْتِهَاكَاتٍ وَ قَتْلٍ أَو رُبَمَا لِإِدِّعَاءِ النِّظَامِ بَعَدَمِ وُجُودِهَا وَ السَّعْيِّ لِإِضْفَاءِ الغُمُوضِ عَلَيْهَا ، وَ عَلَيْنَا التَّذْكِيْرُ أَنَّ تِلْكَ البُيُوتِ كَانَتْ تُدَارُ بِوَاسْطَةِ إِحْدَىَٰ الأَجْهِزَةِ الأَمْنِيَّةِ (القَمْعِيَّةِ)
3- خِلَالَ فَتْرَةِ حُكْمِ الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ تَعَرَّضَ الشَّبَابُ فِي الجَامَعِاتِ وَ المَعَاهِدَ وَ الشَّارِعَ العَامَّ لِإِنْتِهَاكَاتٍ لِحُقُوقِهِمْ فِي التَّعْبِيْرِ أَضِفْ إِلَىَٰ ذَٰلِكَ مُعَانَاتِهِمْ وَ عُمُومَ المُوَاطِنِيْنَ ، خُصُوْصاً الإِنَاثِ ، مِنْ قَانُونِ النِّظَامِ العَامِّ وَ مَا يُصَاحِبُهُ مِنْ الجَلَدِ وَ حِلَاقَةِ الشَّعْرِ وَ الإِسْتِفْزَازَاتِ وَ الإِسَاءَاتِ تُنَفِذُهَا قُوَاتٌ وَ أَجْهِزَةٌ نِظَامِيَّةٌ وَ مَلِيْشِيَاتٌ إِنْقَاذِيَّةٌ
4- تَقُولُ المَصَادِرُ أَنَّ هُنَالِكَ سِجِلٌ وَافِرٌ مِنْ الأَحْدَاثِ السَّالِبَةِ وَ الإِنْتِهَاكَاتِ مِنْ قِبَلِ قُوَاتٍ وَ أَجْهِزَةٍ نِظَامِيَّةٍ وَ مَلِيْشِيَاتٍ إِنْقَاذِيَّةٍ خِلَالَ الثَّورَةِ وَ قَبْلَهَا تُوَضِحُ الكَيْفِيَّةَ الَتِّي تَعَامَلَتْ بِهَا تِلْكَ القُوَاتُ مَعَ الثُّوَارِ وَ المُوَاطِنِيْنَ ، بِالإِضَافَةِ إِلَىَٰ كَمٍّ هَائِلٍ مِنْ الأَدِلَةِ وَ الإِدِّعَاءَاتِ وَ الوَثَائِقَ بِحَالَاتِ الإِعْتِقَالَاتِ وَ التَّوقِيْفِ وَ التَّعْذِيْبِ وَ الإِغْتِصَابِ وَ السَّجْنِ وَ الإِعْدَامَاتِ الجَائِرَةِ وَ الإِبَادَاتِ الجَمَاعِيَّةِ الَتِّي حَدَثَتْ فِي حِقْبَةِ الجَمَاعَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ المُتَأَسْلِمَةِ
تُقْرَأُ النِّقَاطُ أَعْلَاهُ عَلَىَٰ خَلْفِيَّةِ:
- الوَلَاءُ قَبْلَ الكَفَآءَةِ وَ التَّمْكِيْنُ وَ قَانُونُ الصَّالِحِ العَامِّ وَ الإِقْصَاءُ الَتِّي لَمْ يَنْجْ مِنْهَا مَرْفَقٌ مِنْ مَرَافِقِ الدَّولَةِ السُّودَانِيِّةِ وَ مَا نَتَجَ عَنْ ذَٰلِكَ مِنْ تَشْرِيْدٍ وَ ضِيَاعِ لِلفُرَصِ فِي التَّوظِيْفِ وَ الَتِّي أَلْقَتْ بِظِلَالِهَا عَلَىَٰ آمَالِ وَ طُمُوحَاتِ الشَّبَابِ وَ أَفْرَخَتْ بَطَالَةً وَ إِحْبَاطاً
- التَّدَهُورُ المُرِيْعُ فِي القِيَمِ وَ المَفَاهِيْمِ وَ التَّعْلِيْمِ
- حَالَاتُ الفَسَادِ الَتِّي عَمَّتْ كُلَّ مَرَافِقِ وَ مَفَاصِلِ الدَّولَةِ
- الإِنْهِيَارُ الأَخْلَاقِيُّ وَ التَّفَكُكُ الأُسَرِيُّ وَ تَفَشِي الجَهْلُ وَ ثَقَافَةُ الإِرْهَابِ الدِّيْنِيِّ
- قُصُورُ الإِمْكَانِيَاتِ عَنْ الآمَالِ وَ الأَحْلَامِ الَتِّي لَا تَتَحَقَقُ مُقَارَنَةً بِمَا يَجْرِي فِي دُولِ الجُوَارِ وَ حَولَ العَالَمِ مِنْ إِزْدِهَارٍ وَ نُمُوٍ وَ تَطُورٍ
وَ حَتَّىَٰ نَتَحَصَّلُ عَلَىَٰ إِجَابَاتٍ عَلَىَٰ سُؤَالَيْنَ:
1- مَا وَ مَنْ هِيَ الجِهَاتُ الَتِّي كَانَتْ تُنْفِّذُ تِلْكَ الأَفْعَالِ الإِسْتِفْزَازِيَّةِ؟
2- مَنْ سَاعَدَ الجَمَاعَةَ المُتَأَسْلِمَةِ الإِنْقَاذِيَّةِ عَلَىَٰ البَقَاءِ فِي سَدَةِ الحُكْمِ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ عِجَافٍ؟
عَلَيْنَا إِعَادَةَ قِرَاءَةِ النِّقَاطِ المَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ وَ الَتِّي رُبَمَا تُفَسِّرُ المُوَاجَهَاتِ وَ الأَفْعَالَ السَّالِبَةَ الَتِّي بَدَرَتْ مِنْ بَعْضٍ مِنْ الثُّوَارِ وَ النَّاشِطِيْنَ تِجَاهَ بَعْضٍ مِنْ القَوَاتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ
أَوَّلاً:
لَا يَبْدُوا أَنَّ الأَفْكَارَ وَ المَبَادِئَ وَ الإِنْجَازَاتِ وَ تَحْقِيْقَ الرَّفَاهِيَّةِ هِي الَتِّي سَاعَدَتْ الجَمَاعَةَ الإِنْقَاذِيَّةَ المُتَأَسْلِمَةَ عَلَىَٰ كَسْبِ حُبِّ وَ ثِقَةِ الشَّعْبِ وَ البَقَاءِ طَوِيْلاً فِي سَدَةِ الحُكْمِ بَلْ أَنَّ هُنَالِكَ قِطَاعاً كَبِيْراً مِنْ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ يَرَىَٰ وَ يُؤْمِنُ أَنَّ البَطْشَ وَ الإِرْهَابَ وَ الفَسَادَ وَ الإِفْسَادَ وَ مُمَارَسَاتٍ أُخْرَىَٰ كَانَتْ هِيَ العَوَامِلَ وَ الوَسَائِلَ الَتِّي إِعْتَمَدَتْ عَلَيْهَا الجَمَاعَةُ الإِنْقَاذِيَّةُ المُتَأَسْلِمَةُ فِي تَثْبِيْتِ أَرْكَانَ دَولَتِهَا وَ فِي إِطَالَةِ عُمُرِهَا وَ قَدْ سَاعَدَتْهَا عَلَىَٰ (ذَٰلِكَ الإِنْجَازِ) قُوَاتٌ وَ أَجْهِزَةٌ نِظَامِيَّةٌ وَ مَلِيْشِيَاتٌ كَانَ الإِخْتِيَارُ لَهَا يَتِمُّ عَلَىَٰ أَسَاسِ الوَلَاءِ
ثَانِيّاً:
هُنَالِكَ مَنْ يَجِدُ العُذْرَ وَ التَّفْسِيْرَ (لَكِنَّهُ لَا يُبَرِرُ وَ لَا يُسَوِّقُ) لِبَعْضِ مَا يَصْدُرُ مِنْ بَعْضٍ مِنْ الثُّوَارِ وَ النَّاشِطِيْنَ مِنْ تَفَاعُلَاتٍ سَالِبَةٍ تِجَاهَ بَعْضِ القُوَاتِ وَ الأَجْهِزَةِ النِّظَامِيَّةِ ، كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ أَدِلَةً كَثِيْرَةً تُدَوِنُ مَدَىَٰ حُبِّ جُمُوعِ الثُّوَارِ وَ كَذَٰلِكَ عُمُومِ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ لُقِوَاتِهِ النِّظَامِيَّةِ الإِحْتِرَافِيَّةِ المُنْضَبِطَةِ وَ تَقْدِيْرِهِ لِنِضَالَاتِهَا وَ تَضْحِيَاتِهَا العَظِيْمَةِ مِنْ أَجْلِ الحِفَاظِ عَلَىَٰ أَمْنِ الوَطَنِ وَ المُوَاطِنِ
حَاشِيَةٌ:
عُلِّمْنَا وَ تَعَلَّمَنَا فِي فَتَرَاتِ التَّدْرِيْبِ وَ التَّأَهِيْلِ أَسَاسِيَاتِ المِهْنْيَّةِ وَ الحَرْفِيَّةِ وَ كَيْفَ عَلَيْنَا أَنْ نَتَفَهَّمَ نَفْسِيَاتِ وَ سُلُوكِيَاتِ المَرِيْضِ وَ أَهْلِهِ وَ مُرَافِقِيْهِ المُسِيْئَةِ وَ المُسْتَفِزَةِ وَ أَنَّ الإِسْتِجَابَةَ لَهَا تَكُونُ بَالمَزِيْدِ مِنْ الإِحْتِرَافِيَّةِ وَ تَجْوِيْدُ العَمَلِ وَ أَنْ لَا تَعُوقُ تِلْكَ التَّفَاعُلَاتُ السَّالِبَةُ تَقْدِيْمَ الوَاجِبِ وَ الخَدَمَاتِ المَطْلُوبَةِ ، وَ عُلِّمْنَا وَ تَعَلَّمْنَا أَيْضاً أَنَّ المِهْنَةَ سِلَاحٌ خَطِيْرٌ يَجْبْ أَنْ لَا يُسْتَخْدَمُ لِضَرَرِ المَرِيْضِ ، وَ أَحْسَبُ أَنَّ هَذِهِ الأَبْجَدِيَاتِ تَنْطَبِقُ عَلَىَٰ كُلِّ المِهَنِ
حَاشِيَةٌ أُخْرَىَٰ:
كَانَ لَمَّا يَأَتْي الطِّفْلُ المُخْطِئُ مُهَرْوِلاً يَشْتَكِي المُعْتَدَىَٰ عَلَيْهِ يُقَالُ لَهُ:
ضَرَبْنِي وَ بَكَىَٰ
وَ
سَبَقْنِي إِشْتَكَىَٰ
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.