الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
هيمنة العليقي على ملفات الهلال
((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))
من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟
الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية
نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة
نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية
والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي
أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة
شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)
كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار
شاهد بالفيديو.. بلقطات رومانسية أمام أنظار المعازيم.. عريس سوداني يخطف الأضواء بتفاعله في الرقص أمام عروسه وساخرون: (نحنا السودانيين الحركات دي أصلو ما جاية فينا)
شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)
رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا
الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد
إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات
شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري
اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل
(يمكن نتلاقى ويمكن لا)
خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع
عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025
سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا
شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية
شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة
رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية
بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")
على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي
المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج
المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة
من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية
كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟
أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران
خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ
السودان..خطوة جديدة بشأن السفر
3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح
ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل
بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات
معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح
معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت
بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه
رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد
إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان
وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا
فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين
رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر
وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة
اكتشاف مثير في صحراء بالسودان
رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني
مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية
محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات
في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها
شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم
أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية
وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"
"الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات
"عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟
ما هي محظورات الحج للنساء؟
قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
(08) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الحَالَةِ السِّيَاسِيَّةِ السُّودَانِيَّةِ: الزَّعَامَةُ وَالدَّسْتُورُ وَالسُّلْطَاتُ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
سلام
نشر في
سودانيل
يوم 02 - 11 - 2019
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
لِتَسْيِيْرِ حَيَاةِ الأَفْرَادِ وَ المُجْتَمَعِاتِ وَ الدُّولِ لَا بُدَّ مِنْ نُظُمٍ وَ قَوَانِيْنَ تَسْتَنِدُ عَلَىَٰ مَرْجَعِيَّةٍ وَ أَفْكَارٍ وَ قِيَمٍ وَ مَبَادِئَ تَلْتَفَ حُولَهَا الجَمَاهِيْرُ تُؤمِنُ بِهَا وَ تُدَافِعُ عَنْهَا ، وَ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيْقِ تِلْكَ الأَهْدَافِ وَ الغَايَاتِ فَلَا بُدَّ مِنْ زُعَامَاتٍ وَ قِيَادَاتٍ تُحَفِّزُ وَ تَقُودُ جَمَاهِيْرَ الأُمَّةِ إِلَىَٰ طُمُوحَاتِهَا وَ غَايَاتِهَا ، وَ يَجِبُ أَنْ تَتَوَفَرَ فِي تِلَكَ الزَّعَامَاتِ وَ القِيَادَاتِ مُكَوِنَاتُ الرِّيَادَةِ وَ القِيَادَةِ: كَقُوةِ الشَّخْصِيَّةِ وَ وُضُوحِ الأَهْدَافِ وَ الصِّدْقِ وَ الأَمَانَةِ وَ الشَّفَافِيَّةِ وَ المَقْدِرَةِ عَلَىَٰ الإِبْتِكَارِ وَ إِلهَامِ الآخَرِيْنَ وَ رَحَابَةِ الصَّدْرِ ، فَالقِيَادَةُ الَتِّي يُحْتَذَىَٰ بِهَا هِيَ الَتِّي تَتَحَمُلُ المَسْئُولِيَّةَ وَ النَّقْدَ وَ المُحَاسَبَةَ وَ هِيَ أَيْضاً الَتِّي تَتَّبِعُ سَيَاسَةَ الأَبْوَابِ المَفْتُوحَةِ وَ تَتَقَبُّلُ التَّغْيِيْرَ وَ التَّنَوعَ وَ الرَّأَيَّ الآخَّرَ وَ هَذَا عَيْنُ مَا إِفْتَقَدَتْهُ قِيَادَاتُ الأحْزَابِ السُّودَانِيَّةِ بِكُلِّ أَطْيَافِهَا ، فَالأَحْزَابُ السُّودَانِيِّةُ بُنِيَتْ غَالِبِيَتُهَا حَوَلَ الزَّعِيْمِ وَ عَلَىَٰ الوَلَاءِ: الدِّيْنِيِّ أَو الطَّائِفِيِّ أَو الشَّخْصِيِّ لِلزَّعِيْمِ وَ جُبِلَتْ عَلَىَٰ تَقْدِيْسِهِ كَمَا فِي حَالَةِ الأَحْزَابِ الإِتِّحَادِيَّةِ وَ حُزْبِ الأُمَّةِ وَ لَمْ تَفْلُتُ مِنْ ذَٰلِكَ التَّقْدِيْسِ لِلزَّعَامَاتِ حَتَّىَٰ الأَحْزَابُِ اليَسَارِيَّةُ وَ الأَحْزَابُ ذَاتُ الأَدْيُولُوجِيَّاتِ ، وَ أَغْلَبُ هَذِهِ الزَّعَامَاتِ كَانَتْ مَعْزُولَةً وَ مَحْجُوبَةً عَنْ الجَمَاهِيْرِ إِمَّا بِسَبَبِ القُدْسِيَّةِ الدِّيْنِيَّةِ وَ إِدْعَاءِ الإِنْتِمَاءِ إِلَىَٰ العِتْرَةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيْفَةِ كَمَا فِي حَالَةِ الطَّرِيْقَةِ الخَتْمِيَّةِ وَ الأَحْزَابِ الإِتِّحَادِيَّةِ أَو بِإِدْعَاءِ الْحَقِّ التَّارُيْخِيِّ فِي الزِّعَامَةِ بِسَبَبِ الإِرْثِ النِّضَالِيِّ لِلجِدِّ الإِمَامِ الثَّائِرِ كَمَا فِي حَالَةِ حُزْبِ الأُمَّةِ وَ عَائِلَةِ الإِمَامِ مُحَمَّدْ أَحْمَدْ المَهْدِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَو بِِإِدِعَاءِ التُّقَدِمِيَّةِ وَ الحَقِّ الطَّلِيْعِيِّ وَ الرِّسَالَاتِ الخَالِدَةِ كَمَا فِي حَالَةِ أَحْزَابِ اليَسَارِ الشِّيُوعِيَّةِ وَ القَومِيَّةِ العَرَبِيَّةِ البَعْثِيَّةِ وَ الإِشْتَرَاكِيَّةِ ، وَ يَبْدُوا أَنَّ اليَسَارِيِيْنَ وَ التَّقَدُمِيِيْنَ قَدْ وَجَدُوا فِي تَعْصُّبِهِمْ لِبَعْضِ قِيَادَاتِهِمْ التَّارِيْخِيَّةِ وَ الدِّيَالِكْتِيْكْ دِيْناً جَدِيْداً وَ سَلْوَىَٰ وَ تَعْوِيْضاً عَمَّا يَفْتَقِدُونَهُ مِنْ الرُّوْحَانِيْاتِ وَ المَرْجَعِيَاتِ الدِّيْنِيَّةِ كَمَا لَدَىَٰ أَهْلِ الجَمَاعَةِ وَ السُّنَّةِ وَ الصُّوْفِيَّةِ أَو أي مِنْ الفِرَقِ الدِّيْنِيَّةِ وَ الأَحْزَابِ الطَّائِفِيَّةِ الأُخْرَىَٰ ، أَمَّا النُّظُمُ العَسْكَرِيِّةُ الدِيْكْتَاتُورِيَّةُ فَقَدْ إِتَّجَهَتْ إِلَىَٰ الرَّئِيْسِ (القَائِدِ) (الزَّعِيْمِ) (المُلْهِمِ) فِي بِزَتِهِ العَسْكَرِيِّةِ وَ نَيَاشِيْنِهِ لِيَكُونَ رَمْزاً وَ مُجَسِداً لِآمَالِ الأُمَّةِ وَ سِيَادَتِهَا.
كَانَتْ إِخْفَاقَاتُ (الزُّولْ) السُّودَانِيِّ فِي السِّيَاسَةِ وَ الحُكْمِ مُتَعَدِدَةً فَقَدْ فَشَلَتْ كُلُّ الأَنْظِمَةِ الَّتِي تَعَاقَبَتْ عَلَىَٰ الحُكْمِ فِي السُّودَانِ فِي الحِفَاظِ عَلَىَٰ الخِدْمَةِ المَدَنِيَّةِ وَ فِي إِيْقَافِ الحُرُوبِ الأَهْلِيَّةِ وَ الحِفَاظِ عَلَىَٰ وُحْدَةِ البِلَادِ وَ فِي تَحْقِيْقِ التَّنْمِيَّةِ وَ التَّطُورِ وَ الرَّفَاهِيَةِ لِلمُواطِنِ البَسِيْطِ بَلْ عَجِزَتْ تَمَاماً حَتَّىَٰ عَنْ الإِيْفَاءِ بَأَبْسَطِ مُقَوِمَاتِ الحَيَاةِ كَالأَمِنِ وَ الصَّحَةِ وَ التَّعْلِيْمِ ، وَ أَخْفَقَتْ فِي إِصْدَارِ دَسْتُورٍ دَائِمٍ لِلبِلَادِ يُجَسِّدُ قَيَمَ وَ تَقَالِيْدَ وَ مَبَادِئَ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ وَ يَعْكِسُ تَنَوَعَهُ وَ يُعْبِّرُ عَنْ آمَالِهِ وَ تَطَلُعَاتِهِ فِي النُمُوِ وَ الإِزْدِهَارِ تَحْتَ مَظَلْةِ دَولَةِ الحُرِيَّةِ وَ العَدَالَةِ وَ المُسَاوَاةِ ، عِوَضاً عَنْ ذَٰلِكَ تُرِكَ أَمْرُ السِّيَاسَةِ وَ الحُكْمِ وَ التَّشْرِيْعِ لِلمُغَامِرِيْنَ مِنَ العَسْكَرِ وَ بَعْضٍ مِنَ السَّاسَةِ المَدَنِيِيْنَ الأَرْزَقِيَّةِ وَ أَصْحَابِ المَصَالِحِ الشَّخْصِيَّةِ مِنْ المُشَرِّعِيْنَ القَانُونِيِيْنَ مِنْ مَاسِحِيِّ الجَوخِ الطَّامِعِيْنَ فِي المَنَاصِبِ وَ الإِمْتِيَازَاتِ يُفَصِّلُونَ لَوَائِحَ وَ مَرَاسِيْمَ إِسْتِبْدَادِيَّةً لَا تُمَثِّلَ إِلَّا طُمُوحَاتِهِمْ الشَّخْصِيَّةَ ، قَوَانِيْنٌ وَ مَرَاسِيْمٌ تُكَرِّسُ لِزَعَامَةِ وَ تَسَلُطِ وَ طُغْيَانِ (السَّيِّدِ الرَّئِيْسِ القَائِدِ) وَ تَمَسُكِهِ وَ حِزْبِهِ الطَّلِيْعِيِّ بِزِمَامِ الأُمُورِ وَ المَوَارِدِ وَ تَضْمَنُ طُولَ بَقَاءِهِمْ فِي السُّلْطَةِ وَ كَذَٰلِكَ تُؤَمِّنُ مَصَالِحَ الرِّفَاقِ وَ الأَخْوَانِ فِي التَّنْظِيْمِ ، وَ قَدْ إِسْتَثْمَرَ بَعْضٌ مِنْ الطُّغَاةِ كَجَعْفَرْ النُمِيْرِي فِي الإِرْثَيْنِ الشِّيُوعِيِّ وَ الإِسْلَامِيِّ لِإِطَالَةِ أَمَدَ حُكْمِهِ أَمَّا عُمَرْ حَسَنْ أَحْمَدْ البَشِيْرْ وَ جَمَاعَةِ الأَخْوانْ المُسْلِميْنَ (الكِيْزَانْ) فَقَدْ تَاجَرُوا سِيَاسِيّاً فِي الدِّيْنِ وَ الإِرْثِ الإِسْلَامِيِّ لِلشَّعْبِ السُّودَانِيِّ وَ اسْتَغْلُوا سَمَاحَتَهُ وَ فِطْرَتَهُ السَّلِيْمَةِ وَ كَذَٰلِكَ سَذَاجَتَهُ السَّيَاسِيَّةِ وَ الدِّيْنِيَّةِ فَأَصْدَرُوا قَوَانِينَ مَسْخاً تُأَطِّرُ لِحُكْمِ الفَرْدِ وَ العُصْبَةِ وَ الفَسَادِ وَ تَحْمِيهُمْ مِنْ المُسَآءَلَةِ وَ تُرَسِّخُ أَرْكَانَ حُكْمِهِمْ وَ سُلْطَتِهِمْ ثُمَّ نَسَبَوا هَذِهِ القَوَانِيْنَ إِلَىَٰ الإِسْلَامِ وَ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ مُمَثِلِيْنَ لِلَّهِ فِي الأَرْضِ يَتَحَكَّمَُونَ فِي شِئُونِ العِبَادِ وَ البِلَادِ بِإِسْمِ الدِّيْنِ فَفَسَدُوا وَ أَفْسَدُوا وَ قَتَّلُوا.
وَ هُنَا يَطْرَأُ السُّؤَالُ:
مَا هِىَ الخِيارَاتُ المُتَاحَةُ الَتِّي يُمْكِنُ الرُّجُوعُ وَ اللُّجُوءُ إِلَيْهَا لِلحُكْمِ فِي بِلَادٍ تَسَودُهَا الأُمِّيَّةُ وَ الجَهْلُ وَ القَبَلِيَّةُ وَ الجَهَوِيَّةُ كَالسُّودَانِ؟
دَلَتْ التَّجْرُبَةُ السِّيَاسِيَّةُ فِي بِلَادِ السُّودَانِ عَلَىَٰ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يُثْمِرْ اللُّجُوءُ إِلَىَٰ الدَّيْنِ يَكُونُ البَدِيْلُ هُوَ اللُّجُوءَ إِلَىَٰ القَبَلِيَّةِ وَ الجَهَوِيَّةِ فَكَانَتْ الإِدَارَاتُ الأَهْلِيَّةُ هِيَ المَلَاذَ لِلأَفْرَادِ وَ الجَمَاعَاتِ وَ الأَحْزَابِ السِّيَاسِيَّةِ وَ النُّظَمِ العَسْكَرِيَّةِ تَسْتَقْوَىَٰ بِهَا عَلَىَٰ خُصُومِهَا ، وَ يَبْدُوا أَنَّ النِّظَامَ المَدَنِيَّ وَ الحُرِّيَّةَ وَ الدِّيْمُقْرَاطِيِّةَ فِي بِلَادٍ مِثْلَ بِلَادِ أَهْلِ السُّودَانِ غَيْرَ مَرْغُوبٍ فِيْهَا بِدَلِيْلِ تَعَاقُبُ مُمَارَسَاتِ الأَحْزَابِ العَبَثِيَّةِ وَ الإِنْقِلَابَاتِ العَسْكَرِيَّةِ المُتَكَرَرَةِ ، وَ كَمَا فِي التَّجْرُبَةِ السُّودَانِيِّةِ فَغَالِباً مَا يُوصَمُ الحُكْمُ المَدَنِيُّ بِالعَلْمَانِيَّةِ وَ الإِلحَادِ وَ مُعَادَاةِ دِيْنِ الإِسْلَامِ كَمَا جَاءَتْ بِهِ البَعْثَةُ المُحَمَّدِيَّةُ وَ كَذَٰلِكَ بِالإِرْتِهَانِ لِلغَرْبِ "الصَّلِيْبِيِّ الكَافِرِ" مِنْ قِبَلِ الأَرْزَقِيَّةِ مِنْ الدُّعَاةِ المُدَّعِيْنَ وَ السِّيَاسِيِيْنَ المُتَأَسْلِمِيْنَ ، وَ ذَٰلِكَ هُوَ مَا أَدَىَٰ إِلَىَٰ حَلِّ الحِزْبِ الشِّيْوعِيِّ السُّودَانِيِّ وَ طَرْدِ نُوابِهِ مِنْ البَرْلَمَانِ إِبَانَ حِقْبَةِ الدِّيْمُقَرَاطِيَّةِ الثَّانِيَّةِ فِي سِتُيْنَاتِ القَرْنِ العِشْرِيْنِ ، وَ هُوَ ذَاتُ مَا رَوَجَتْ لَهُ وَ أَفْتَتْ بِهِ جَمَاعَةُ الإِنْقَاذِ المُتَأَسْلِمَةِ وَ مَنْ لَفَ لَفَهُمْ مِنْ غُلَاةِ المُتَطَرِّفِيْنَ وَ بَعْضٌ مِنْ المُنْسَاقِيْنَ لِتَبْرِيْرِ الإِنْقِلَابِ عَلَىَٰ الدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ فِي السُّودَانِ فِى نِهَايَاتِ القَرْنِ العِشْرِيْنِ ، وَ هُوَ ذَاتُ الهَرَجِ وَ المَرَجِ وَ الهَوسِ الدَّائِرِ فِي السَّاحَةِ السِّيَاسِيَّةِ فِي بِلَادِ السُّودَانِ الآنَ فِي القَرْنِ الحَادِي وَ العِشْرِيْنِ.
وَ يَرَىَٰ بَعْضٌ مِنْ المُفَكِرِيْنَ وَ السَّاسَةِ فِي المُجْتَمَعِاتِ القَبَلِيَّةِ الرَّعَوِيَّةِ وَ البَدَوِيَّةِ المُتَجَانِسَةِ التَّكْوِيْنِ العِرْقِيِّ وَ ذَاتِ المَصَالِحِ وَ الطُّمُوحَاتِ المُشْتَرَكَةِ وَ الَتِّي يَسْهَلُ ضَمَانُ وَلَاءِهَا البَدِيْلَ الإِدَارِيَّ المُنَاسِبَ لِلحُكْمِ عَلَىَٰ مُسْتَوَىَٰ القَوَاعِدِ وَ الأَفْرَادِ ، وَ حُجَّتُهُمْ فِي ذَٰلِكَ هُوَ أَنَّ لِلقَبَائِلِ إِرْثُهَا وَ أَعْرَافُهَا المُجَرَّبَةُ فِي الحُكْمِ وَ تَسْيِيْرِ الأُمُورِ الحَيَاتِيَّةِ وَ فِي فَضِّ النِّزَاعَاتِ دَاخِلَ القَبِيْلَةِ وَ مَعَ القَبَائِلِ الأُخْرَىَٰ ، وَ القَبِيلَةُ هِيَ الحَكَمُ وَ الرَّاعِيَةُ وَ المُدَافِعَةُ عَنْ مَصَالِحِ وَ طُمُوحَاتِ أَفْرَادِهَا عِنْدَ عَجْزِ وَ قُصُورِ الإِدَارَاتِ الحَكُومِيَّةِ عَنْ القِيَامِ بِوَاجِبَاتِهَا ، لَكِنْ مِنْ مَسَالِبِ ذَٰلِكَ النِّظَامِ إِنْحِيَازُ القَبِيْلَةِ لِأَفْرَادِهَا وَ مَصَالِحِهَا حَتَّىَٰ وَ لَوْ كَانَ ذَٰلِكَ خَصْماً عَلَىَٰ العَدَالَةِ وَ أَمْنِ الدَّولَةِ وَ حُقُوقِ قَبَائِلِ أُخْرَىَٰ ، تَسْلُكُ القَبِيْلَةُ فِي ذَٰلِكَ شَتَّىَٰ السُّبْلِ أَوَّلُهَا العُنْفُ وَ الإِقْتِتَالُ وَ تَارِيُخُ البَشَرِيَّةِ القَدِيْمِ وَ الحَدِيْثِ حَافِلٌ بِالأَمْثِلَةِ كَحَرَبِ البَسُوسِ وَ دَاعِسِ وَ الغَبْرَاءِ أَمَّا فِي السُّودَانِ المُعَاصِرِ فَمَا زَالَ المِثَالُ القَبَلِيُّ قَائِماً وَ مُتَجَسِداً نِزَاعَاتٍ وَ إِقْتِتَالاً عَلَىَٰ المَرَاعِي وَ الأَرْضِ وَ مَصَادِرِ المِيَاهِ وَ تَشْهَدُ عَلَىَٰ ذَٰلِكَ الحُرُوبُ القَبِيْلَةُ وَ الأَهْلِيَّةُ فِي الوِلَايَاتِ الجَنُوبِيَّةِ وَ وِلَايَاتِ دَارْفُورْ وَ وِلَايَاتٍ أُخْرَىَٰ فِي بِلَادِ السُّودَانِ.
وَ رَغْمَ ذَٰلِكَ فَقَدْ تَكَرَرَتْ حَدِيْثاً الصَّرَخَاتُ المُنَادِيَّةُ أَنْ لَيْسَ لِلمُوَاطِنِ السُّودَانِيِّ سِوىَٰ القَبِيْلَةُ تَحْمِيْهِ وَ تَرْعَىَٰ مَصَالِحَهُ وَ إِسْتِقْرَارَهُ!!! وَ كَانَ لِهَذِهِ الصَّرَخَاتُ صَدَىً فِي السُّودَانِ وَ فِي دُولٍ فِي الإِقْلِيْمِ يُظَنُّ أَنَّهَا مُسْتَقَرَةٌ تَحْكُمُهَا الأُسَرُ المَسْنُودَةُ بِالقَبَائِلِ ، وَ قَدْ فَاتَ عَلَىَٰ بَعْضٍ مِنْ المُغَنِيِيْنَ بِمَحَاسِنَ تِلْكَ الأَنْظِمَةِ وَ المُنَادِيْنَ إِلَىَٰ ذَٰلِكَ النَّوعِ مِنْ الحُكْمِ أَنَّ الإِسْتِقْرَارَ السَّطْحِيَّ وَ التَّنْمِيَّةَ المَظْهَرِيَّةَ الإِسْتِهْلَاكِيَّةَ فِي تِلْكَ البُلْدَانِ مَا هِيَ إِلَّا غِشَاءً لِبَرَاكِيْنَ تَغْلِي تَحْتَ السَّطْحِ ، وَ أَنَّ الإِسْتِقْرَارَ الظَّاهِرِيَّ كَانَتْ ضَمَانَتُهُ: القَمْعَ وَ إِسْتِغْلَالَ وَ تَوظِيْفَ الدِّيْنِ سِيَاسِيّاً وَ أَهَمَّ مِنْ ذَٰلِكَ كُلِّهِ كَانَ تَوظِيْفُ عَائِدَاتِ الزَّيْتِ المُجْزِيَّةِ فِي شَرَاءِ الذِّمَمِ وَ وَلَاءَاتِ القَبائِلِ.
وَ كَانَ اللُّجُوءُ إِلَىَٰ القَبَلِيَّةِ وَ الجَهَوِيَّةِ هُوَ عَيْنُ مَا انْتَهَجَتْهُ وَ احْتَمَتْ بِهِ الأَنْظِمَةُ المُخْتَلِفَةُ الَتِّي تَعَاقَبَتْ عَلَىَٰ حُكْمِ دُولَةِ السُّودَانِ المُعَاصِرِ وَ ذَٰلِكَ حَتَّىَٰ تَحْمِي مَصَالِحَهَا وَ تَشَبُّسَهَا بِالسُّلْطَةِ وَ كَرَاسِيْهَا ، لَكِنَّ النِّظَامَ الإِنْقَاذِيَّ المِتَأَسْلِمَ وَ دَولَةَ الكِيْزَانِ وَ حُلَفَاءَهُمْ مِنْ الأَرْزَقِيَّةِ السِّيَاسِيِيْنَ بَذَّوا كُلَّ مَنْ سَبَقُوهُمْ إِلَىَٰ السُّلْطَةِ فِي إِسْتِغْلَالِ وَ إِسْتِخْدَامِ الدِّيْنِ وَ القَبِيْلَةِ وَ الجِهَةِ لِتَكْرِيْسِ أَرْكَانَ سُلُطَةِ الكَيْزَانِ حَتَّىَٰ تَمَّ لَهُمْ القَضَاءَ عَلَىَٰ مَا تَبَقْىَٰ مِنَ الدَّولَةِ السُّودَانِيِّةِ.
فِي المُجْتَمَعِاتِ المُتَحَضِرَةِ مُتَنَوِعَةِ الأَجْنَاسِ وَ الأَعْرَاقِ تَنَوَّعَتْ وَ انْصَهَرَتْ المُكَوَنَاتِ عَبْرَ الزَّمَانِ وَ تَشَارَكْتْ فِي القِيْمِ وَ الرُّقَعِ الجُغْرَافِيَّةِ وَ تَشَابَكَتْ المَصَالِحُ فَكَانَ لَا بُدَّ مِنَ التَّحَاكُمِ إِلَىَٰ نَمْطٍ جَدِيْدٍ مِنْ الحُكْمِ غَيْرَ حُكْمِ القَبِيْلَةِ فَاهْتَدَتْ وَ تَوَافَقَتْ تِلْكَ المُجْتَمَعِاتُ المُتَمَدِّنَةُ عَلَىَٰ أَنْظِمَةٍ مَدَنِيَّةٍ فِي الحُكْمِ تُوجَدُ فِيْهَا أَرْبَعَةُ سُلُطَاتٍ تُفَعِلُّ دَوْلَةَ العَدْلِ وَ المُسَاوَاةِ وَ تَضْمَنُ لِلمُوَاطِنِ أَمْنَهُ وَ رَفَاهِيَتَهُ ، أُوْلَىَٰ هَذِهِ السُّلْطَاتُ هِيَ السُّلْطَةُ التَّشْرِيْعِيَّةُ وَ هِيَ إِخْتِيَارُ الشَّعْبِ الحُرِّ لِمُمَثِيْلِيْهِ فِي البَرْلَمَانِ وَ النَّاطِقِيْنَ بِإِسْمِهِ عَنْ طَرِيْقِ الإِقْتِرَاعِ ، وَ يَسْتَصْحِبُ هَٰؤُلَاءِ المُمَثِلُونَ البَرْلَمَانِيْونَ الدَّسْتُورَ وَ الأَعْرَافَ وَ كَرِيْمَ المُعْتَقَدَاتِ حِيْنَ يُشَرِّعُونَ وَ يُصْدِرُونَ القَوَانِيْنَ وَ اللَّوَائِحَ كَمَا يُرَاقِبُونَ السُّلْطَةَ التَّنْفِيْذِيَّةَ المُنْتَخَبَةَ مِنْ قِبَلَ الشَّعْبِ الحُرِّ ، وَ السُّلْطَةُ التَّنْفِيْذِيَّةُ هِيَ الثَّانِيَةُ فِي تَرْتِيْبِ السُّلْطَاتِ وَ هِيَ الَتِّي تَشْرِفُ عَلَىَٰ: أَمْنِ وَ صَحَةِ وَ تَعْلِيْمِ وَ تَنْمِيَّةِ وَ رَفَاهِيَّةِ الشَّعْبِ ، أمَّا القَضَاءُ المُسْتَقِلُ العَادِلُ فَهُوَ السُّلْطَةُ الثَّالِثَةُ وَ الأَهَمُّ فِي تَرْتِيْبِ السُّلْطَاتِ فَهُوَ الحَارِسُ لِلدَّسْتُورِ وَ القَوَانِيْنَ وَ القَيِّمُ عَلَىَٰ إِنْفَاذِ حُكْمِ القَانُونِ وَ الضَّامِنُ لِحُقُوقِ المُوَاطِنِ تُسَانِدُهُ أَجْهِزَةٌ عَدْلِيَّةٌ تَنْفِيْذِيَّةٌ تَضْمَنُ العَدَالَةَ وَ تُؤَمِّنُ المُجْتَمَعَ ، وَ الصَّحَافَةُ الحُرَّةُ النَّزِيْهَةُ وَ المُحَايَدَةُ هِيَ السُّلْطَةُ الرَّابِعَةُ الَّتِي تُرَاقِبُ السُّلْطَاتِ الثَّلَاثْ الأُخْرَىَٰ وَ الَتِّي لَا بَدَّ أَنْ تَتَقَيَّدَ بِالمَهِنَيَّةِ حَتَّىَٰ تَسْتَطِيْعُ القِيَامَ بِأَدْوَارِهَا المُنَوَطَةَ بِهَا عَلَىَٰ أَكْمَلِ وَجْهٍ تَفْعَلُ ذَٰلِكَ وَ عَيْنُهَا عَلَىَٰ المُوَاطِنِ وَ حُقُوقِهِ ، كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ مُنَظَمَاتُ مُجْتَمَعٍ مَدَنِيَّةٍ مِنْ طَبِيْعَةِ وَ صَمِيْمِ عَمَلِهَا الإِنْحِيَازُ الطَّوَاعِيُّ إِلَىَٰ المُوَاطِنِ تُسَاعِدُهُ عَلَىَٰ التَّغْيِيْرِ وَ تَطْوِيْرِ ذَاتِهِ وَ تُعِيْنُهُ عَلَىَٰ التَّغَلُبِ عَلَىَٰ مَصَاعِبِ الحَيَاةِ.
الطَّرِيْقُ إِلَىَٰ الأَمَامِ:
فِي نِهَايَةِ هَذِهِ التَّخْرِيْمَاتِ وَ التَّبْرِيْمَاتِ الَتِّي تَبْدُو قَاتِمَةً يَقْفِزُ السُّؤَالُ أَيْنَ يَقَعُ طَرِيْقُ السُّودَانِ إِلَىَٰ المُسْتَقْبَلِ وَ البِنَاءِ؟
تَبْدُو الإِجَابَةُ وَ الحَلُّ النَّظَرِيُّ بَسِيْطاً فَهُوَ فِي إِرْسَاءِ أَرْكَانِ دَولَةِ: القَانُونِ وَ المُؤَسَسَاتِ وَ الحُرِيَّةِ وَ العَدَالَةِ وَ المُسَاوَاةِ وَ ذَٰلِكَ كَفِيْلٌ بِضَمَانِ التَّنْمِيَةِ وَ أَمْنِ وَ رَفَاهِيَّةِ الشَّعْبِ لَكِنْ تَكْمَنُ الصُّعُوبَةُ فِي التَّنْفِيْذِ فَالتَّطْبِيْقُ شَآقٌّ وَ العَثَرَاتُ تُلَازِمُ كُلَّ السُّبُلِ لَكِنْ الرِّهَانَ عَلَىَٰ الشَّبَابِ وَ طَاقَاتِهِ وَ عَلَىَٰ إِيْمَانِهِ بِحَتْمِيَّةِ التَّغْيِيْرِ وَ بِالنَّجَاحِ ، وَ قَدْ قِيْلَ أَنَّ ثُورَةَ التَّغِيِيْرِ تَبْدَأُ مِنْ الذَّاتِ:
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيْمُ
وَ يُؤمِنُ كَثِيْرُونَ أَنَّ البِدَايَةَ فِي تَرْبِيَةِ النَّشءِ وَ الأُمَّةِ السُّودَانِيِّةِ عَلَىَٰ القِيَّمِ الرَّفِيْعَةِ وَ فِيْهَا الأَسَاسِيَاتُ كَالصِّدْقِ وَ الأَمَانَةِ ، وَ فِي تَقَبُلِ النَّقْدِ وَ الرَّأَيِ الآخَرِ وَ التَّسَامُحِ ، وَ فِي فَنِّ الحِوَارِ وَ نَبْذِ العُنْفِ وَ فِي التَّنَازُلَاتِ وَ التَّسْوِيَاتِ وَ فِي العَدَالَةِ وَ القَانُونِ وَ حِفْظِ العُهُودِ:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَ أَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)
(وَ السَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)
صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيْمُ
وَ فَوقَ ذَٰلِكَ كُلِّهِ يَأَتِي الصَّبْرُ عَلَىَٰ المَكَارِهِ وَ لَا تَبْلُغُ الدُّولُ وَ النُّظُمُ رُشْدَهَا فِي (رَمْشَةِ عَيْنٍ) أَو بَيْنَ لَيْلَةٍ وَ ضُحَاها كَمَا أَنَّ زَمَانَ النُّبُوَاتِ وَ المُعْجَزَاتِ قَدْ إِنْقَضَىَٰ ، وَ عَلَىَٰ الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ وُقُوعَ المُعْجَزَاتِ لَيْسَ بِعَزِيْزٍ عَلَىَٰ اللَّهِ سُبْحَانُهُ وَ تَعَالَىَٰ إِلَّا أَنَّهَا نَادِرَةُ الحُدُوثِ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
/////////////////
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
تَخْرِيْمَاتٌ وتَبْرِيْمَاتٌ فِي الدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ وَالسُّودَانِ وَالمِيْزَانِ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
(06) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الحَالَةِ السِّيَاسِيَّةِ السُّودَانِيَّةِ: العَسْكَرُ وَالحَرَامِيَّةُ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
التَّهْمِيْشُ كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيْدَ بِهَا بَاطْلٌ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
(03) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي قِصَةِ السِّيَاسَةِ السُّودَانِيِّةِ: الدَّعَارَةُ السِّيَاسِيَّةِ فِي السُّودَانِ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
جِيْشْ الهَنَا .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
أبلغ عن إشهار غير لائق