«سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية[44]» دعت السلطات السودانية إلى عودة المنظمات الإنسانية التى تم طردها فى العام 2009 بعد قرار الجنائية الدولية بالعودة إلى السودان بدون أى قيد أو شرط ومحاولة مزاولة أنشطتها لاستيفاء التراخيص التى تمنح لها وتكملة الاجراءات للانتشار فى مواقع العمل «Duty bases/stations» يذكر أن السيد/عباس فضل الله مفوض عام العون الإنسانى بالسودان أصدر قراراً بالسماح للمنظمات بالتحرك دون قيود أو إذن فى كل المناطق التى تقع سيطرة«المنظمات الثورية» أو مايعرف ب«المناطق/الأراضى المحررة» وفق ما جاء من وكالة السودان للأنباء «سونا» أثنى السيد/فضل الله على الدور الطليعى للمنظمات الإنسانية واعتبرها بمثابة الذراع الأيمن للحكومة لمساهمتها فى ملئ الفراغ والمساعدة فى الخدمات والاحتياجات الإنسانية الكبيرة. فى مارس 2009 بعد قرار الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق البشير ومساعديه أحمد هارون وعلى كوشيب قامت أجهزة الأمن والسلطات التنفيذية والأزرع النظامية الأخرى بطرد«13 »منظمة إنسانية تعمل فى مواقع مختلفة فى دارفور بحجة تعاونها مع الجنائية الدولية ودعمها بمعلومات حساسة عن الأوضاع الإنسانية والانتهاكات الفظيعة التى كانت تقوم بها القوات المسلحة والمليشيات شبة العسكرية وقوات الجنجويد ضد سكان الإقليم واستهداف جماعات عرقية بعينها. كنت حضوراً فى المسرح الميدانى بدارفور ورأيت كيف تعاملت أجهزة الأمن بقساوة مع تلك المنظمات الإنسانية وكيف تم مصادرة عربات المنظمات والأصول الأخرى من وابورات وكمبيوترات وسرقة حتى أختام تلك المنظمات بعض من تلك الأختام كانت فى حوزة مفوضية العون الإنسانى والأخرى كانت فى أيدى أفراد من الأمن حيث أساءوا استخدام تلك الشارات والأختام بواسطه تزوير شهادات عمل وشهادات خبرة لبعض الناس الذين لم يعملوا أصلا" فى تلك المنظمات ونماذج وأشياء أخرى لا يصدقها الا من كان شاهداً على ما جرى. مكاتب الأمن والمفوضية بالولايات والمحليات امتلأت بسيارات وأصول المنظمات المطرودة وتم تهريب الكثير من تلك الأصول للخرطوم وبيع الأخرى بطرق خفية. حصر لبعض المنظمات الإنسانية التى تم طردها منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية«MSF-F»1- منظمة كير الدولية الأمريكية «Care International»2- منظمة انقاذ الطفولة البريطانية والأمريكية «Save the children» 3- منظمة لجنة الإنقاذ الدولية«International al Rescue Committee»4- - منظمة التضامن الفرنسية «Solidarity»5- أوكسفام البريطانية-«Oxfam»6- Community Habitat Finance الأمريكية العالمية «CHF»- منظمة7 International هذه جزء من المنظمات التى تم طردها فى الحال وأتذكرها عن ظهر قلب وهناك 06 منظمات أخريات تتبع لهذه القائمة. بالنسبة للصليب الأحمر الدولى لم يتم طرده ولكن تم تحجيم عمله خاصه بعد العام-2008 حتى قبل قرار طرد المنظمات الإنسانية وبعد طرد المنظمات أصبحت مقيدة شديدة فى طريقة عملها وواجهت صعاب جمة من الحكومة بالرغم من تواجد الصليب الأحمر الدولى فى السودان حتى قبل حتى قبل مجيء الحكومة السابقة لسدة الحكم وجرت مفاوضات ما بينها والحكومة على مستويات عليا حتى وصلت لمستوى جنيف وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السودان وناقش المزيد من الأمور المتعلقة بسبب تحجيم عمل المنظمة والضغوطات التى تواجهها فى سبيل القيام بالعمل الإنسانى ولم تكلل تلك المحاولات بالنجاح كانت هناك نداءات استغاثة من نشطاء الحراك الانسانى وزعماء عالميين ومنظمات ثورية ومن الأممالمتحدة للسماح بعودة المنظمات المطرودة للعمل فى دارفور ولكن الحكومة السابقة لم تحرك ساكن بعض الأضرار الناجمة عن طرد المنظمات الإنسانية -غياب كامل لكل أنواع الخدمات والاحتياجات الإنسانية التى كانت تقدمها تلك المنظمات داخل معسكرات النزوح مما أدى الى ازدياد حده المعاناة فى المجالات الصحية ووسؤ التغذية. -غياب المواد غير الغذائية- مثل الخيام والمواد الضرورية الأخرى -تراجع ونقص كبيرين فى الحصص الغذائية للمحتاجين. -ازدياد أعداد النازحين وتكدس المعسكرات بالعطالة نسبة لان هذه المنظمات كانت تعيل أعداد كبيرة منهم فى الأعمال اليومية والوظائف الشاغرة. -فقد الآلاف من العاملين فرص عملهم وبالتالى انعكس ذلك سلبا" على الأسر التى كانوا يساعدونها وحركة النشاط الاقتصادى. -الكثير من العمال والموظفين الموقوفين لم يتحصلوا على شهادات الخبرة/العمل للاستفادة منها فى التقديم لوظائف أخرى مع منظمات أخرى سعت الحكومة باستبدال مواقع عمل المنظمات المطرودة بأخرى وطنية وهى عبارة عن واجهات أمنية استخباراتية تعمل لصالح الحكومة فى المعسكرات تحت مسمى المنظمات الوطنية ولكنها لم تجد القبول من النازحين من ناحية ومن ناحية أخرى ليست لها ميزانيات أو برامج ومشاريع محددة لتنفيذها بكل المقاييس تعتبر هذه الخطوة من قبل مفوضية العون الإنسانى عملية موفقة وجهد مقدر وفرصة جيدة لاستثمارها لإغاثة الملهوفين فى مناطق النزوح ومناطق سيطرة الحركات الثورية وتسهم فى مد يد العون والمساعدة للمحتاجين وإنقاذ المتضررين بأقل تقدير. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.