و صوت الموت يزلزل المكان كم عام مضى على هذا الليل وكم دهر تبقى في هذا الظلام هي ايام معدودات و لم يزل طيف الخوف هلع الأرض ازيز الترقب، ملمحاً عصياً على وجه الزمان امكثوا في قلاعكم آمنين ربما لا يغشاكم الموت ربما لا تهتك رئاتكم "الكورونا" هكذا اخبرتنا "مدريد" هكذا بكت "ميلان" لندن الآن مستوحشة فما بين الصمت والترقب اغمضت اسود "ترافالقا" عيونها وخشعت الأجواء فلا لندن هي لندن ولا الأضواء هي الأضواء! "أميرة عمر بخيت" هكذا صمتت "لندن" المدينة الضاجة بالحياة بعد ان تهافت الناس ذعراً و هلعاً و تحسباً لما قد يكون أو لا يكون. اخبر رئيس الوزراء عن موت يحدق من خلف الابواب وعن قبور شرعت في تحضيرها البلديات وعن حرية مستلبة بفعل الوباء وها هو الآن نفسه اسير ذات الوباء! هكذا "كورونا" تلك الصغيرة غير المرئية التي هددت وتوعدت العالمين. دقت بلا مبالاة نواقيس الفقد وحسرة الندم بعد الفوات! هل "كورونا" فعلا ذلك الفيروس اللعين ام هي كلمة الله لنا أن عودوا الى انفسكم وعوائلكم والى الحق والخير بين الناس لعلها السانحة الممنوحة قسراً لتعقيم القلوب قبل اليدين و لتخزين مؤنة الخير ومحبة الآخرين ومراجعة كل التفاصيل في زمان صرنا لا ندرك فيه الانفاس في خضم الأحداث وسرعة التغيير. فمن اذى شخصاً أو ظلم روحاً أو أفسد بين الناس هذه ساعة المراجعة والرجوع فالكل امام الخطر سواء و لو كنتم ملوكاً في بروج مشيدة لباغتتك الكورونا ساعة غفلة ونسيان. ما "الكورونا" الا لحظة مراجعة للعالم اجمع عن كل افعاله في الارض و في الآخرين ما "الكورونا" الا صرخة العوالم الاخرى من حيوانات و نباتات ارهقها الانسان بالتلوث و اللامبالاة والاستغلال السيئ لمكونات الحياة. "الكورونا" هي منحة الله ولربما الأخيرة لكل البشرية لخيارات افضل أن نجونا من غدرها ومن الفقد أو الممات. علها اشارة لبدء حياة جديدة مع الله، مع أنفسنا، أسرنا، مع الحياة و مع الآخرين. تلك العزلة الاجبارية انما هي صحبة قسرية و محاولة اخيرة للتعرف على بعضنا البعض أسراً وأصدقاءً و ذوات. هي ضغطة زر لتتوقف الحياة برهة حتى تستعيد الارض توازنها ونراجع انفسنا وتلك الفوضى التي عمت الكون. هي وقت للتأمل والتفكر و لاسترجاع ما سقط منا في مشوار الحياة. هي الزلزلة التي تتغير بعدها موازيين الأشياء. هنالك من يستكبر و يعتقد أنه ابعد ما يكون من غضبة "الكورونا" متناسين انها فقط من وحد العالمين و اخترق الحدود وساوى بين الناس الفقير كما الغني، المالك كما المعدم و الملك كما الرعية فلا أمير ينجو بسلطانه و لا غني تحرسه الأموال هي قدرة الله على العباد تتسلل بين كل الاشياء ولا حافظ الا الله ! "الكورونا" وجه واضح للموت، فما ان تزورك حتى يهجرك الاقربون ويعتزلك الحبيب قبل الغريب إما ان تنجو وتعود اقوى واما ان ترحل دون وداع هكذا اخبرتنا المدن المرتعدة والصامتة بفعل الفراق و ما بكاء الأرض على الاقارب حين صاروا غرباء ببعيد! وتصرخ الكلمات؛ أن التفتوا لانفسكم وراعوا الله في صحتكم ومرضاكم و أهاليكم وتعهدوا قلوبكم بالنظافة قبل اياديكم واهتموا بوديعة الله. كم كنا في النعمة رافلين تحفنا ملايين الفيروسات وانواع مختلفة من البكتيريا والأمراض و لم نزل بفضله اصحاء والآن أتى جند الله الكورونا يقرع الاجراس ليفيق الكون من غيبوبته وغيه ويدرك نعم الله دون غرور او استكبار وما اضعف الانسان ! كلمة أخيرة: لدي صديق ما زال يتعهد الجيران و الاصدقاء يسأل عنهم ويراعي حاجاتهم، يطرق الابواب عارضاً مساعدته في أصعب الاوقات هكذا هي الازمات تخرج الطيب من الخبيث و تستخلص الذهب من النحاس. شكراً لكل من تطوع لخدمة الآخرين و لكل من ضحى بصحته وحياته ليحيا الناس في آمان و احترام خاص لكل العاملين في المجال الطبي والصحي و العاملين في الاسواق لتأمين الغذاء و التوصيل المنزلي و سائقي البصات والقطارات و عمال النظافة و كل من يعرض نفسه للخطر حتى ينجو الآخرون و سننجو باذن الله وتنجو لندن وينجو الكون ويعود أجمل! أميرة عمر بخيت عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.