مثلت المباحثات والمفاوضات لمشروع سد النهضة الاثيوبى بين الدولة السودانية والدولة الاثيوبية والدولة المصرية بادرة حميدة ومطلوبة لبدء تعاون لجميع دول حوض النيل فى مختلف المشاريع المائية والتنموية لفائدة جميع دوله وفقا للحق المنصف والمعقول والعادل ومثلت ايضا منطلق لتعاون اقتصادى بين دول الحوض وفقا لاهداف التنمية المستدامة والتى عقدت فى ريدوجانيرو بالبرازيل فى عام 1992م للقضاء على الفقر والجوع والعمل على الحفاظ على المياه وحصول الافراد على المياه الصحية النظيفة مما ينعكس مستقبليا فى افاق التعاون وتغليب لغة الحوار والتفاهم بدلا عن الخلافات بين دول حوض النيل مع التاكيد يقينا بان دول حوض النيل لاتعانى من مشكلات توزيع المياه والاستفادة منها بل تعانى من كيفية التعاون والتخطيط للاستفادة من هذا المورد الهام . بالنظر الى المباحاث والمفاوضات بشان سد النهضة نجد ان السودان لعبا ادوار رئيسية ومحورية فى الجوانب الفنية فى ظل تعقيدات وخلافات وتدخلات اقليمية ودولية عديدة بين الدول الثلاث وقدم عدد من المقترحات والحلول للدفع بالمفاوضات والمباحثات والتى انعقدت فى عواصم الدول الثلاث وموخرا بالولايات المتحدةالامريكية بعد القبول بوساطة االولايات المتحدة والبنك الدولى وهى الحلول والمقترحات التى اجمعت عليها الدولتين الاثيوبية والمصرية فى غالبيتها خاصة فى مجال ملء وتشغيل السد ومثل السودان كذلك فى المفاوضات والمباحثات كلاعبا اساسيا وليس لاعبا ثانويا مناط به تقريب الخلافات وتباين وجهات النظر بين الدولة الاثيوبية والدولة المصرية باعتبار ان الدولة السودانية معنية اساسا بقضاياها ميائها الداخلية فضلا عن قضايا المياه فى اقليم حوض النيل والذى يلعب فيه ايضا دورا رئيسا ومحوريا لايمكن استبعاده وتجاوزه فى اى تسوية فى قضايا المياه فى المنطقة . لذلك فان السياسة السودانية تجاه سد النهضة تميزت بثوابت عديدة فى المفاوضات بين الدول الثلاثة تمثلت فى الحفاظ اولا على نصيب السودان من المياه والتى تم من خلال الاتفاقيات السابقة خاصة اتفاقية مياه النيل للعام 1959م وعدم خضوعها الى مساومات ومحاصصات فى المفاوضات بين الدول الثلاث والبحث ايضا عن مشاريع مائية اخرى عبر الدعوة الى التعاون والتنسيق بين دول الحوض للحصول على مزيد من المياه لمواكبة التطور فى المجالات الزراعية والصناعية والاستخدامات الاخرى للمياه خاصة مياه الشرب للانسان والحيوان وهى المشاريع التى تقوم بتتنفيذها وزارة الرى والموارد المائية فى جميع انحاء السودان خاصة فى المناطق التى تعانى من نقص مياه الشرب. ومن الثوابت التى ميزت المفاوض السودانى فى مباحثات سد النهضة ضرورة ان تحل قضايا المياه فى دول الحوض عبر التفاوض بين جميع دول الحوض فى اطار التعاون والمصلحة المشتركة لجميع المشاريع المائية القائمة او المقترحة من الدول للاستفادة من هذا المورد المائى وفقا للحق المنصف والعادل والمعقول و المشروع لدول الحوض للاستفادة من هذا المورد المائى لفائدة جميع شعوبه . ومن الثوابت ايضا التى ميزت السياسة السودانية تجاه سد النهضة الحرص على امان الدولة السودانية وذلك بتكوين لجان من الخبراء والمهندسيين الاكفاء والتى قدمت تقاريرها الفنية للدولة الاثيوبية وتم الاخذ والعمل بها من الجانب الاثيوبى . ومن الثوابت ايضا عدم التاثر والخضوع للمتغيرات والتكتلات الاقليمية فى المنطقة خاصة بعد دخول دول لها مصالحها فى المنطقة وسعيها للتاثير على مجريات المباحثات والمفاوضات بين الدول الثلاث لصالح الدولة المصرية فى ظل ثبات الموقف السودانى على ماتوافقت عليه الدول الثلاث وفقا لاعلان المبادى الذى التئم بالعاصمة السودانية الخرطوم فى العام 2015م بحضور روساء الدول الثلاث . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.