ابوبكر يوسف إبراهيم إنه وطنٌ مضرجٌ بدماءالطائفية والجهوية والقبلية والعرقية ..فماذا تبقى لنا لقتله؟! * بات من نوافل القول ، أن يذكر المرء بأن البلد الذي تناهبته عوائل الديمقراطية الطائفية القديمة الجديدة وتوارثته من دون إذن من السودانيين، حتى أن قبة ألإمام المهدي - الذي ينتمي إليه الأنصار ظلت هادئة في أمان ألأيمان والإطمئنان الحقيقي برغم إختلاف كل أعراق أهل السودان من ساكني البقعة المباركة وفي ظل ومرور كل الحقب بمرها وحلوها ؛ حتى جاء يومٌ غزا فيه دكتور خليل البقعة المباركة في مايو 2008 لتحقيق عدله ومساواة مهمشيه من " حملة الآر بي جي "، ومع كل هذا فإن ضريح الإمام المهدي ما كنا نعتقد أنه سيكون هدفاً مستباحاً؛ ومع كل هذا فضريح الإمام لن يكون - حكرا لطائفة بعينها بل هو رمز وطني وديني تحتضنه العاصمة الوطنية لهذا السبب أولا وآخرا ، وظل آمنا حتى في ظل الغزو الأجنبي أيام نميري!! * وفيما حكومات الشمولية وديمقراطية الطائفية البائدة التي تعاقبت على حكم السودان ومع كل ما أفرزته من نجوم رخص الإستيراد والتصدير وتراخيص السلاح وأمثال مستر 10% كانت أمدرمان ،ومازالت ، تعلن عن رغبتها بإلحاح في أن تظل حرمتها مصانة كجزء من حرمة تراب كل السودان ووحدته ، فهي إذ تنفي عن نفسها ، في سلوكها ، وفي الكثير من أقوالها بأنها لا تخضع لسطوة الطائفية أوالعصبية الجهوية ،وليت من يرعى ويقف ويعضد مثل هذه الأمراض التي تشوه الممارسة الديمقراطية السليمة تذكرنا بشخص ذهب به الجنون إلى حد إشعال النار في نفسه بيد وإطفائها باليد ألأخرى !! ولايتجاوز إعتراف تلك الحكومات في لحظات الصدمة المذهلة التي نعيشها على أنقاض ما مسنا من محاولات التفتيت حقيقة جنون الحرائق وإطفائها في أجندة أحزاب المكايدات والنكايات * وأننا نرى وباليقين القاطع أن هذه الممارسات جريمة من مرتكبٍ أخرق وهي جناية جناها أحفاد ألإمام من مغانم شتى يوم كان الشعب يتضور جوعاً . إن تلك ممارسات ترتقي لحد يستوجب الشجاعة والإعتراف من قِبل تلك الزمر التي حكمت البلاد تارة بإسم الديمقراطية المسخ وتارة بحكم العسكر وأغلبهم إنتهازيون لا إلتزام أخلاقي تضمنه عقيدة ومنهم الذين تواطأت معهم الأحزاب فقدمت لهم تلك الأحزاب الحكم على طبق من ذهب وما حقبة حكم عبود ببعيدة عن الأذهان ، المهم على تلك النخب المتكلسة واجب الإعتذار للشعب؛ فلربما في هذا مدعاة لأن يغفر لهم شعبنا الطيب ممارساتهم فلربما تكفر عنهم خطاياهم التي تشبه إلى حدٍ بعيد كما لو أننا أشعلنا النار بأنفسنا ندما أو أطفأناها رعبا لما وفي كلا الحالتين نحن من فعل ذلك بيديه وقد فعلناها بأنفسنا بعد ان بتنا حتى ليلة 29/6/1989 مجرد بلد فقير متسول يريق ماء وجهه ونخبه الحاكمة تستجدي له قوته من هذا وذاك؛ والمتسبب هم من فقدوا الحس الوطني بإدراك معنى ومسئولية وحرمة الوطن ؛ بل ضحوا به وبإنسانه وكرامته واستمرأوا ذل السؤال بإسمه حتى يصبهم من تلك النفحات جانب!! * كنا أسرى الطائفية والجهوية والعصبيات القبلية والعشائرية إذ فتحت علينا ديمقراطيات الطائفية وأحزابها المتكلسة أو المتآكلة أبواب ألإندساس وانتهاك الخطوط الحمر المتمثلة في قدسية الوطن ووحدة أراضيه ، ليس ذلك فقط من قبل ( أفراد معدودين ) ، بل والعديد من المندسين من دول الجوار الحسن وغير الحسن ومن كل أنحاء العالم ألأخرى ، ممن لايرون في الوطن قدسية لأهله ، بود أن دنسنا علنا المقدس وتعدينا الخطوط الحمراء التي تحافظ عليها كل شعوب الأرض آلآ وهي : حلرمة الوطن !! لذا فقد تشظت بقية الخطوط الحمراء لما هو مقدس تباعا على مصارف الأطماع الشخصية و منها ضريح الإمام المهدي ؛ إذ إستباحت حرمته حركات لا تريد لهذا البلد أن إلا يكون مجرد إقطاعيات طائفية وقومية متعصبة ؛ لأن أفرادا من هذا الزمان يرون في أنفسهم قدسية تجاوزت حق الشعب في أن يقرر لنفسه ما يشاء فأبوا إلا بفرض الوصاية، ولأنهم كأفراد يغرفون الغنائم بعد أن رهنوا أرادتهم لأجندات غربية ولولا ذلك قد إحترمت كل الحرمات أو صانت المقدسات ؛ فهل هذا الذي جناه غزو دكتور خليل هو ما كل تستحقه أمدرمان منهم لأنها حضنتهم وكذلك رمزيتها المتمثلة في قبة ضريح ألإمام المهدي وضربها من ( المندسين ) في صفوف من تعامل مع الأجنبي . * وهؤلاء ليسوا وصمة عار على أمدرمان أو فقط على قبة ألإمام المهدي التي تضيء ببهاء تاريخ مجيد يتوهج في سماء السودان ؛ ثم تلك تليها الطابية المقابلة النيل؛ أليس هؤلاء هم وصمة العار على جبين كل راض ومروج مبرر لإستباحة حرمات الأوطان؟! ، وصمة عارٍ لن تمسحها كل المنظفات ألأيديولوجية طائفية كانت أو علمانية ، أيا كانت وممن جاءت ، ولن تنفع في تبريرها كل ألأعذار ، أيا كانت وممن جاءت ، ولن تمحوها كل ألإدانات ، أيا كانت وممن جاءت ، على حقيقة أن مرض الطائفية والتعصب الجهوي والقبلي والعشائري ؛ كان كل هذا من صنع مزدوج أجنبي ومحلي لذا كان هو الحاضنة الوحيدة لمن ينوون تدنيس تاريخ الوطنية السودانية ورموزها ممن قضوا . * كان إحتضار الوطن تحت عباءة الديمقراطية الطائفية فأُعلن عدم ثبوت أنها ديمقراطية ، بل ثقافة نفعية مبنية على تبعية وخنوع للخارج ؛ أيديٍ دخيلة معلومة تحرك عرائس المارونايت تُرقِصُها في محاولات يائسة لتثبت وجودها بالإفتراضي بعد أن قايضوا حرمة الوطن والأرض والعرض لمجرد تحقيق حلمٍ أخرق وهو العودة لكراسي الحكم التي أدمنوها وأدمنوا معها أذى الشعب !! فإذا أردنا لكرامتنا وعزتنا أن تبقى فعلينا أن نعود إلى المفهوم الرشيد لممارسة المسئولية لوطنية وإحترام حرمة الوطن .. الوطن الواحد المتحد بلا نزاعات تقود لتقسيم أوتفتيت أو إنفصال ، عندها سننام مطمئنين من (المندسين ) في أحضان ترابك أيها الوطن الغالي العزيز. فعذراً أيها الوطن المكلوم والمبتلى ببنيه!! abubakr ibrahim [[email protected]]